بدأ البقالي مساره الرياضي في ألعاب القوى من الصفر كباقي أقرانه، عندما
اختار سنة 2009 الانخراط في نادي أبناء أهل فاس، ليبدأ مساره الرياضي في
فئة الصغار، حيث التقطته يدا الإطار الوطني كريم التلمساني بعدما عاينه في
السباقات المدرسية، ليحتضن تلك الموهبة ويحاول صقلها.
في سنة 2011 بزغ نجم البقالي عندما شارك في سباق العدو الريفي بمنطقة تسمى
العرجات، ليترسخ لديه أن حلم التألق ممكن، ليقرر سفيان بدء مسار احترافي،
خصوصا أنه عندما بدأ في ممارسة رياضة ألعاب القوى وضع نصب عينه الإنجاز
التاريخي للبطل الأولمبي والعالمي هشام الكروج، والمتمثل في الظفر
بميداليتين أولمبيتين سنة 2004 في آثينا (1500 متر و5 آلاف متر)، وهي
اللحظة التي لم تفارق ذاكرة البقالي.
خلال سنة 2012 قرر البقالي أن يتخصص في سباق 3000 متر موانع، وذلك بعد
دراسة مستفيضة مع مدربه التلمساني، وكان أول سباق خاضه في المسافات
المتوسطة هو 2000 متر موانع، وحقق خلاله توقيتا قدره 5 دقائق و53 ثانية، في
سباق فيدرالي بمدينة فاس.
وشكلت سنة 2013 صدمة كبيرة لدى البقالي، إذ كان مرشحا للمشاركة في بطولة
العالم لأم الألعاب للفتيان، وكان لزاما عليه للتأهل أن ينافس مواطنه هشام
شملال، غير أن البقالي وفي آخر السباق ارتطم بالحاجز وسقط أرضا، ما حرمه من
المشاركة في بطولة العالم. لكنه نجح سريعا في تجاوز الأزمة، حيث في سنة
2014 شارك في بطولة العالم للشباب واحتل المركز الرابع.
دخل البقالي منعرجا جديدا في مساره الرياضي، عندما التحق بأكاديمية محمد
السادس بمدينة فاس، ورافقه مدربه التلمساني، ليدخل مرحلة جديدة من
الاحتراف، حيث شارك في أول نسخة له في دورة الألعاب الأولمبية بريو دي
جانيرو البرازيلية سنة 2016، ونجح في بلوغ السباق النهائي وحقق المركز
الرابع، وهي المنافسة التي شكلت دفعة معنوية كبيرة للبقالي، والتي جعلته
يختبر الأجواء الاحترافية العالية ويقرر تطوير إمكاناته.
لم تكن طريق “عود الريح” أو “عويطة”، كما كان يحب أن يلقبه أبناء منطقته
بفاس، نحو القمة سهلة ومفروشة بالورود، حيث إنه عانى كثيرا ليصل إلى المركز
الأول، خصوصا أنه سنة 2017 في بطولة العالم حصد المركز الثاني، في حين
تراجع خلال بطولة العالم بالدوحة 2019، إذ حقق فقط الميدالية البرونزية.
مدربه التلمساني بعد هذه الأحداث زاد من تحفيز البقالي، حتى أنه في أكثر من
مرة رمى بالعداد الزمني، وهو يستشيط غضبا في وجه البقالي قائلا له: “يمكننك
القيام بأكثر من هذا، فالرقم القياسي العالمي بين قدميك”.
عبارات المدرب كانت محفزة جدا وقد أعطت ثمارها، عندما نجح سفيان البقالي في
تحقيق حلمه الأولمبي بالتتويج بالمدالية الذهبية في النسخة الماضية
بالعاصمة اليابانية طوكيو، بتوقيت 8 دقائق و8 ثوان و90 جزءا من المائة،
مانحا المغرب الميدالية الذهبية الوحيدة في تلك الدورة.
ما يمز البقالي عن غيره، أنه دائما يعيش ضغطا قبل أي تظاهرة، إذ يعترف بذلك
الأمر دائما، لكنه ينجح في تحفيز نفسه بتذكيرها بمدى أفضليته وقدرته على
تجاوز منافسيه وأن يصبح بطل البطولة.