الارتباط بين الأزمة الصحية ومستوى القلق
أظهرت دراسة أجراها المعهد الدنماركي لأبحاث السعادة أن القلق ارتفع عندما زاد عدد حالات الإصابة بمرض كوفيد-19، وفقا للدراسة، مقابل كل 100 حالة جديدة، هناك 7000 شخص آخرين يشعرون بالقلق. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين يصفحون أخبار فيروس كورونا، وخاصة من وسائل الإعلام عبر الإنترنت، هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق ومشاعر الرهبة.
ويؤيد هذا نتائج الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «الصحة العامة في فرنسا»، منذ بداية الأزمة الصحية حول الصحة العقلية للفرنسيين. منذ أن بدأت أزمة فيروس كورونا، تراوح مستوى القلق والتوتر العام بين 15٪ و 18٪، وبلغت ذروته في بداية الحجر الصحي الأول. لوحظت أيضا زيادة في بيع وشراء مضادات الاكتئاب ومزيلات القلق خلال نفس الفترة.
قلق فيروس كورونا
القلق المرتبط بكوفيد-19: ما الذي نخاف منه؟
تغرقنا أزمة فيروس كورونا في كرب وجودي وتجعلنا ندرك افتقارنا التام للسيطرة على الوضع. بل إنه يحيلنا إلى أكثر المخاوف وهو الموت. غالبا ما تتضاعف مشاعر عدم اليقين والإحباط عشرة أضعاف بسبب الإغلاق.
أسباب مختلفة للشعور بالضيق أو القلق خلال الأزمة الصحية
هذه الأزمة تجعلنا نتخلى عن الجزء الأكثر متعة من «الحياة السابقة»: الرياضة، والترفيه، والعطلات، والأصدقاء، والنزهات، والأحداث الاحتفالية أو الثقافية … إنه حداد فعلي، حتى لو كان مؤقتا، يجب قبوله .
يمكن أن ينشأ القلق أيضًا من الخوف من الإصابة بمرض كوفيد-19 والخوف من الموت، والتي يعززها التواصل المثير للقلق، وأحيانًا نقص المعلومات الواضحة أو الموثوقة.
يمكن أن يؤدي إعادة فتح الحدود ورفع قيود الإغلاق إلى زيادة الشعور بالقلق لدى الأشخاص الذين يخشون الإصابة بفيروس كورونا.
بالنسبة للآخرين، فإن الخوف من الوحدة أو النقص الحقيقي للتواصل الاجتماعي قبل كل شيء هو الذي يؤدي إلى عواقب نفسية وخيمة.
يخشى الكثير من الناس أيضا من العواقب الاقتصادية لهذه الأزمة، والتي تكون أحيانا أكثر من العواقب الصحية. هذا هو الحال بالنسبة لـ 62٪ من المشاركين في دراسة المعهد الدنماركي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتأثر النساء الحوامل بشكل مباشر. الحمل هو فترة يمكن أن تولد القلق والتوتر، وتزداد نسبة القلق عشرة أضعاف بسبب وباء فيروس كورونا، تخشى بعض النساء من عواقب المرض على أطفالهن، على سبيل المثال.
ما هو خطر مرض كوفيد -19؟
إذا كنا قلقين بشأن السارس كوف-2، فهذا ليس بدون سبب. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من شكل حاد من فيروس كورونا، يمكن أن يسبب المرض صعوبات في التنفس وألمًا في الصدر ويؤدي إلى دخول المستشفى. في فرنسا، تسبب الوباء بالفعل في وفاة آلاف الأشخاص.
يعد الفيروس شديد العدوى لا سيما بمتحوره الجديد «أوميكرون»، يمكن أن يسبب أعراضا شديدة، خاصة عند كبار السن والأشخاص الضعفاء أو الذين يعانون من مشاكل صحية معينة، ولكن ليس فقط. حتى الشباب الأصحاء قد يعانون من أعراض مرهقة، مثل التعب الشديد أو فقدان حاسة التذوق والشم، والتي تستمر في بعض الحالات لأسابيع أو شهور.
اضطرابات القلق وفيروس كورونا: من هم المعرضون للخطر؟
يمكن لأي شخص أن يتعرض للقلق في مثل هذه الظرفية غير العادية والمرهقة مثل تلك التي يسببها فيروس كورونا. لذلك يجب ألا تشعر بالذنب حيال القلق، وقبل كل شيء يجب أن تدرك أنك لست وحدك.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من التأثير الكبير لهذه الأزمة على الصحة النفسية على المستوى العالمي. ومع ذلك، فإن هذا التأثير كان أكبر بين فئات معينة من السكان، وخاصة الشباب، ووفقا لدراسة أميركية أجراها مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن 11 بالمائة من المستجوبين الذين بلغ عددهم 4500 كانت لديهم أفكار انتحارية في هذه الفترة، وهذا من شأنه أن يصل إلى 25 بالمائة بين من تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما.
إضافة إلى الأشخاص الذين يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر، وكذلك النساء، هم أيضا أكثر تضررا من القلق، وفقًا لبيانات من الصحة العامة الفرنسية. إذا كنت تعاني من القلق، فننصحك باستشارة أخصائي قبل أن تصبح هذه المشكلة خطيرة.
إضاءات
الخبر الجيد أن كل هذه الأوقات الصعبة ستمضي قريبا، وستتجاوز هذه المشاعر السلبية وخصوصا إذا اتبعت بعض النصائح إلي قد تفيد في ذلك، بحسب موقع ما أورد «مايكروسوفت نيوز» نقلا عن تطبيق «مايند شاين» للتدريب العقلي والنفسي.
كخطوة أولى، اكتب على ورقة ما يثقل كاهلك واشرح مخاوفك وما هو تأثيرها على حياتك في مختلف المجالات.
الخطوة الثانية: اكتب عن المشاعر التي يثيرها القلق في نفسك مثلا: «أشعر بالوحدة» وقلها ثلاث مرات، إذ أن لفظ هذه المشاعر تخفف من حدة التوتر.
هناك طريقة أخرى أيضاً للتخلص من التوتر وهي عبر التنفس بطريقة «4-6-8» لمدة 90 ثانية. يمكنك تجربة هذه الطريقة بالعد ببطء إلى 4 أثناء الشهيق، ثم احبس أنفاسك وعد إلى 6 ومن ثم حتى 8 أثناء الزفير. فقد ثبت علمياً أن هذه الطريقة من شأنها أن تقلل من معدل ضربات القلب كما تساعد على الاسترخاء.
وكخطوة إضافية اكتب بالتفصيل أسوأ سيناريو قد يحصل لك وأيضاً ما هو أفضل سيناريو، ثم قم بصياغة تصور إيجابي عن الجزء الذي يمكنك التحكم به وتحسينه وركز على النقاط الإيجابية لديك لإنجاز ذلك.
وينصح الخبراء بحسب ما نشره موقع (بيتر هيلث) أن تتحدث مع شخص مقرب إليك عن مخاوفك وقلقك، كما ينصحون بالاهتمام بالصحة الجسدية أيضا التي تنعكس بدورها على الصحة النفسية واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.