شوف تشوف

الافتتاحية

عنف انفصالي

عاشت مدينة العيون ليلة فوز المنتخب الجزائري بكأس إفريقيا على إيقاع فوضى عارمة من طرف بعض الخلايا الانفصالية التي حاولت استغلال أجواء الاحتفالات العفوية لعموم المواطنين من أجل القيام بأعمال تخريبية ونهب الممتلكات انتهى بوفاة شابة، اضطرت معها القوات العمومية إلى التدخل من أجل حماية الممتلكات الخاصة والعامة. في الحقيقة ما وقع من أعمال عنف تجاه الأمن ومؤسسات الدولة والأبناك من حرق وكسر لا علاقة له بمظاهر الفرح الرياضي وتجاوز أقصى حدود فوضوية الإلترات، هو استغلال من بعض الانفصاليين لكرة القدم للقيام بالفوضى والمس بالنظام العام والاعتداء على رجال الأمن المكفول لهم ضبط الامن .
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم نلاحظ مثل هاته الأعمال المشينة في مدن احتفلت بفوز الشقيقة الجزائر كالرباط ووجدة والسعيدية وبركان… أمام أعين ومسمع رجال الأمن الذين سهروا على المحافظة على النظام العام. فالتفسير لا يحتاج للجهد، لنقول إن هناك من يحاول القيام بالركوب السياسي عن طريق استغلال الفرح لممارسة بعض السلوكات التي لا يمكن أن تصدر إلا عن مجرمين، كما أظهرت تسجيلات فيديوهات حيث ينهال بعض الشباب الجانح على رجال الأمن وسياراتهم بالحجارة.
لا يمكن أن تشفع أي مبررات لمرتكبي هذه الفوضى بـ«التشرميل» وممارسة سلوكات المجرمين الذين لا علاقة لهم بالرياضة ولا بالفرجة الرياضية، وإنما بعناصر لها سلوكات انفصالية، وقامت بإفراغ ما بدواخل نفوسها المريضة من غلّ تجاه ممثلي الدولة المغربية عبر إحداث عنف وتكسير لممتلكات في تحد سافر للأمن وللقوانين التي تحكم البلاد. نحن لسنا في مخيمات العار التي يسودها قانون الغاب والقبضة الحديدية، نحن في كنف الدولة المغربية المؤطرة بالحق والقانون، ولن تسمح لشرذمة من انفصاليي الداخل فرض توجهاتها الانفصالية على الأغلبية المطلقة لسكان الأقاليم الجنوبية الذين صدموا من الممارسات الصبيانية لخلايا الانفصال.
بدون شك الجميع مع حرية التعبير عن المواقف مهما كانت مجحفة وقاسية ومتجنية، لكن الفوضى والاعتداء على رجال الأمن مرفوضان وتتوجب مواجهتهما والتعاطي معهما بكل جدية وحزم، لأن الأمر يمس جزءا من السيادة الوطنية ويهدد أمن المواطنين وسلامتهم كما أنه يشكل خطرا على ممتلكاتهم الخاصة، فضلا عن الخسائر في الممتلكات العامة التي تكبد الدولة ملايين الدراهم. وللأسف، فإن أحداث التخريب المؤلمة حدثت بالتزامن مع اللحظة التي نزل فيها «دزينة» من أعضاء الحكومة للأقاليم الجنوبية لتوسيع رقعة المشاريع الاستثمارية والتشاور بشأن انتظار الجهات الجنوبية، فلا يمكن القبول بمؤسسات تبني وشرذمة تهدم، منطق يدعو للوحدة وأصوات نشاز تدعو للانفصال، فالخياران متناقضان ولن يفوز إلا خيار الوحدة والسيادة الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى