شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

عمدة مراكش يضع مقرا جماعيا رهن إشارة شركة دون موافقة المجلس

«حاضرة الأنوار» تتسبب في ارتفاع فاتورة الكهرباء من 7 إلى 8 ملايير

مراكش: عزيز باطراح

قدم عمدة «البيجيدي» هدية ثمينة لشركة «حاضرة الأنوار» المكلفة بالإنارة العمومية، وذلك عبر وضع جزء من المستودع البلدي المتواجد بمقاطعة المنارة رهن إشارتها، حيث شرعت منذ مدة في إعادة تهيئته لتحويله إلى مقر خاص بها، يضم مكاتب للإدارة ومستودعا لشاحناتها وسياراتها.
وقد وجه مستشاران من المعارضة بفريق حزب التجمع الوطني للأحرار، يوم الاثنين الماضي، رسالة إلى رئيس المجلس الجماعي، للاستفسار عن ظروف وملابسات استغلال الشركة المذكورة ملكا جماعيا دون عرض الأمر على المجلس الجماعي.
وبحسب الرسالة الموجهة للعمدة، فإن الشركة المذكورة باشرت مجموعة من أشغال البناء والتهيئة بالمستودع البلدي دون حصولها على التراخيص الضرورية من الجهات المختصة. كما أنها تستغل الإنارة عبر استعمال العداد الخاص بالجماعة بشكل غير قانوني.
وبحسب مصادر عليمة، فإن هذه الشركة التي تم إحداثها في إطار التدبير المفوض، بشراكة بين المجلس الجماعي (61 بالمائة) وشركة «إنيغيتيكا» الاسبانية (39 بالمائة)، ليس من حقها استغلال المستودع البلدي، وليس من حق العمدة أو غيره أن يمنحها المستودع الذي هو في ملك المجلس الجماعي، دون عرض الأمر على الأخير للمصادقة أو الرفض.
وباعتبار أن الشركة تم إحداثها من أجل الإشراف على الإنارة العمومة للمدينة، فإنها بالمقابل تتوصل بمستحقاتها عن هذه الخدمات من مالية المجلس الجماعي، وبالتالي فعليها أن تتدبر أمور مقرها بعيدا عن ممتلكات الجماعة.
وكان من بين الأهداف التي سطرها المجلس قبل إحداث هذه الشركة، هو تقليص فاتورة استهلاك الإنارة العمومية، والتي تلهف سنويا ما لا يقل عن 07 ملايير سنتيم، وقد التزمت هذه الشركة بتقليص هذه الفاتورة في السنة الأولى بحوالي 20 بالمائة، على أن تتقلص في السنة الثالثة إلى حوالي 60 بالمائة، غير أن العكس هو الذي وقع، إذ بعد سنة من عمل هذه الشركة ارتفعت فاتورة الاستهلاك إلى حوالي 08 ملايير سنتيم.
من جهة أخرى، فإن التقنيين وباقي العاملين بقطاع الإنارة العمومية، والذين قضى بعضهم أزيد من ثلاثين سنة في الخدمة، وجد أغلبهم نفسه حارسا أمام مستودع أو ملحقا بإحدى المقاطعات بدون مهمة تذكر: «ويتوصل بمستحقاته المالية دون أن يقوم بأي عمل، ما يعني إثقال كاهل مالية المجلس الجماعي، إذ لم يتم إدماجهم في الشركة الجديدة المكلفة بالإنارة العمومية» يقول مصدر من المجلس الجماعي في تصريحه للجريدة.
وقد تم رصد حوالي 30 مليار سنتيم لمشروع «حاضرة الأنوار»، على أن تتوصل الشركة بما قدره 3 ملايير سنتيم في سنتها الأولى، لتتم مضاعفة هذا المبلغ بناء على ارتفاع وتيرة اشتغالها وجودة خدماتها، وتحقيق أحد أهم الأهداف التي أسست من أجلها وهو تقليص فاتورة استهلاك الكهرباء، وهو الأمر الذي لم تتمكن الشركة من تحقيقه.
من جهة أخرى، فقد عملت الشركة، حتى الآن، على تغيير المصابيح الكهربائية القديمة، بأخرى (ليد)، خاصة بمقاطعة مراكش المدينة، وذلك من أجل تقليص نسبة الاستهلاك، غير أن هذه المصابيح الجديدة، لا تكاد تضيء محيطها فكيف بشوارع المدينة، والتي أصبح يعمها الظلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى