طنجة: محمد أبطاش
رضخ منير الليموري، عمدة مدينة طنجة، لضغوطات مارسها رؤساء المقاطعات الأربع بالمدينة، طيلة الشهور الماضية، بغرض الرفع من قيمة المنح، رغم ضعف مردودية هذه المقاطعات، من خلال تدعيم البنيات التحتية وغيرها من الملفات ذي صلة.
وفي هذا الإطار قفزت منح المقاطعات من 93 مليون درهم، إلى نحو 104 ملايين درهم ضمن مشروع ميزانية السنة المقبلة، مع العلم أن المقاطعات الأربع، لم تقدم بعد حصيلة مشرفة، باستثناء التنشيط الثقافي وبعض المبادرات من هنا وهناك تقول بعض المصادر المطلعة، كما اعترف القائمون عليها مرارا، بأن هذه المنح تصل أحيانا مجزءة، وبالتالي فإن الأمر يعوق التنمية المحلية. وحسب بعض المصادر، فقد مارس هؤلاء الرؤساء ضغوطات وصفت بالرهيبة عبر جميع المنافذ المتاحة، لدرجة تسبب البعض منهم في انشقاقات سياسية، قبل انعقاد دورة الشهر الماضي المخصصة للمصادقة على مشروع الميزانية، بغرض الرفع من قيمة المنح المالية الإجمالية لتتجاوز 100 مليون درهم ، خاصة وأن هؤلاء المسؤولين تلقوا صفعة في وقت سابق، عقب منعهم من إصدار الشهادات الإدارية.
وكانت منح المقاطعات لا تتجاوز 93 مليون درهم، وهو المبلغ الذي أقلق رؤساء المقاطعات في مواجهة المجلس الجماعي، حين رفض الأخير الزيادة في قيمة هذه المنح خلال الموسم المنصرم، نظرا إلى ما أسماه «مراعاة للوضعية المالية الراهنة للجماعة، والإكراهات المتمثلة في ارتفاع حجم المبالغ الملتزم بها والديون المستحقة». وكانت مقاطعة بني مكادة جاءت في المرتبة الأولى من حيث المبلغ المالي المخصص لها ضمن إجمالي المنح، وذلك بـ 28 مليون درهم، متبوعة بمقاطعة طنجة المدينة بـ 24 مليون درهم، ثم مقاطعة مغوغة بـ21 مليون درهم، أما مقاطعة السواني فقد تم منحها مبلغ 19 مليون درهم. جدير بالذكر، أنه سبق أن أشعلت عملية تقطير المنح على المقاطعات الأربع بطنجة، حروبا خفية بين عمدة طنجة ورؤساء المقاطعات الأربع، حيث يرفض هؤلاء الاستجابة لاستدعاءات توجه إليهم لحضور بعض الاجتماعات، سيما من جانب رئيس مقاطعة بني مكادة الذي كان يقاطع بشكل كلي كل اللقاءات التي يحضرها العمدة، في وقت باتت المقاطعات الأربع تعيش على وقع ما وصفته المصادر بـ «تسول» المبالغ المالية لسد العجز في بعض البنود. وكانت بعض المصادر قد نبهت إلى أنه حان الوقت للعمل على إيجاد صيغ جديدة للمقاطعات، عبر إلغاء مقاطعة السواني، وإلحاقها ترابيا بمقاطعة طنجة المدينة أو بني مكادة، إذ لا يعقل أن هذه المقاطعة التي جاءت في منتصف هذه المجالس، تتوصل هي الأخرى بميزانيات مهمة، غالبيتها يذهب نحو الأنشطة الثقافية وغيرها.