شركات التنمية المحلية تقاذفت «الكرة الأرضية» وحولتها من مجسم بأضواء لامعة إلى كتلة فولاذية
حمزة سعود
بعد أن نجح مجلس مدينة الدار البيضاء الحالي، في تحرير أزمة عدة مشاريع معطلة، استغرق إنجاز بعضها أزيد من 5 سنوات بالدار البيضاء، ضمنها قبة «زيفاكو» أو مجسم الكرة الأرضية، يرى أعضاء بمجلس العاصمة الاقتصادية وجود اختلاف بارز بين الصيغة النهائية لتسليم المشاريع وما نشرته شركات التنمية المحلية من صور في الواجهات الخاصة بإنجاز هذه المشاريع، ضمنها قبة «زيفاكو» بالعاصمة الاقتصادية.
وبعد أن نشرت شركة التنمية المحلية، صورا لمجسم الكرة الأرضية، تلفه الأضواء ومن الجيل الجديد، خلال سير الأشغال بالمشروع، بدت واجهته خلال تسليمه للبيضاويين باهتة، وتم الاكتفاء من خلالها بالشكل السابق، والذي طمس بدوره رونق المعلمة الفنية التي أنجزها المهندس المعماري جون فرانسوا زيفاكو.
من جهتها أفادت نبيلة الرميلي، عمدة مدينة الدار البيضاء، بأن التصاميم الهيكلية جرى احترامها بالشكل المطلوب، بالحفاظ على الرونق التراثي للمعلمة، مشيرة إلى أن أشغال التوسعة ستؤهل الفضاء لاحتضان الأنشطة والتظاهرات الفنية، على أن يتم فتح طلبات عروض في القريب العاجل لتدبير الأكشاك، التي تقع في الممرات تحت أرضية، حسب عمدة العاصمة الاقتصادية.
وكشف الحسين نصر الله، النائب الثاني لرئيسة مجلس مدينة الدار البيضاء، في حديث مع «الأخبار» أن الأشغال استمرت في الورش لسنوات، إلا أن التعاون بين المجلس الحالي والسلطات أسفر عن تسريع إخراج جملة من المشاريع إلى حيز الوجود، مشيرا إلى أن أي خلل يصاحب المشروع سيكون مرتبطا بطبيعة وسير الأشغال.
وكشفت شركة الدار البيضاء للتهيئة، أن التكلفة الإجمالية للمشروع ناهزت 2 مليار و500 مليون سنتيم، شملت تجديد وتطوير الكرة الأرضية وفق رونق عصري مستحدث، تتخلله أضواء لامعة، ظهرت في مخطط تهيئة المشروع، إلا أنها اختفت خلال تسليم المشروع للبيضاويين، في وقت أشارت فيه العمدة إلى أن تصاميم التهيئة والتصاميم الهيكلية جرى احترامها بالكامل.
وبلغت مساهمة شركة «الأجيال القابضة» الكويتية، حوالي مليار و500 مليون سنتيم، فيما بلغت مساهمة وزارة الداخلية عبر المديرية العامة للجماعات الترابية، مليار و300 مليون سنتيم.
ومن جانبه، كشف عضو بمجلس مدينة الدار البيضاء، رفض الكشف عن هويته، وجود مشاكل تقنية أبقت مخطط التهيئة الصادر عن الوكالة الحضرية بالعاصمة الاقتصادية، ضمن آخر المخططات الصادرة، وهو ما ساهم في تمطيط آجال تسليم المشروع إلى البيضاويين.
وأفاد المصدر نفسه، بأن تحرير هذه المشاريع من «البلوكاج»، جعل السلطات تسارع إلى افتتاح مجموعة من الأوراش المنتهية من حيث الإنجاز. وقد ربطت «الأخبار» الاتصال بشركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتهيئة، للمزيد من التوضيحات بخصوص هذا الموضوع دون التوصل إلى إجابات.
وأضاف عضو مجلس المدينة، أن إنجاز المشروع رافقته العديد من الاختلالات التقنية في عهد مجلس المدينة السابق، بعد نقل أشغال تهيئته من شركة الدار البيضاء للتراث إلى شركة الدار البيضاء للتهيئة، وهو ما ساهم في تمطيط مدة تسليمه إلى المواطنين، مطالبا نفس المتحدث بفتح تحقيق بشأن الاختلالات التي رافقت سير المشروع ومآل معايير المطابقة.
واستغرب سكان العاصمة الاقتصادية من وجود اختلاف بارز بين شكل الكرة الأرضية سابقا، والذي صممه المهندس المعماري الفرنسي، جون فرونسوا زيفاكو، والشكل الحالي، المعتمد فقط على تقوسات حديدية، تفتقد اللمسة الفنية، وتجعل من المعلمة نقطة جذب سياحي بالمدينة.
ويعود سبب تقاذف شركات التنمية المحلية، «الكرة الأرضية»، بعد لجوء شركة الدار البيضاء للتراث سابقا، إلى فسخ العقدة التي كانت تربطها بمجلس مدينة الدار البيضاء من أجل إتمام تهيئة البناية، بالنظر إلى غياب الاعتمادات المالية، وتقرر حينها في دورة استثنائية نقل الأشغال إلى شركة الدار البيضاء للتهيئة التي تعاقدت بدورها مع شركة «الأجيال الكويتية» القابضة بموجب اتفاقية موقعة بين الطرفين لتسريع وتيرة إنجاز المشروع.
وتحولت الممرات تحت أرضية لقبة «زيفاكو»، إلى مرتع للنفايات وفضاء يؤوي المتشردين، أثر سلبا على هوية العاصمة الاقتصادية، وجاذبيتها، بعد أن انبعثت منه لسنوات الروائح الكريهة.
وشهدت الأشغال بـنفس القبة مسلسلا من التوقفات، منذ انطلاق أشغال تهيئتها، فيما عرفت الممرات الأرضية المجاورة للمعلمة سوء تدبير أجبر السلطات على إغلاقها بشكل متكرر أمام مرتاديها.