تنتظر السلطات تسلم تقرير مفصل، اليوم الاثنين، بشأن تفاصيل تسربات للغاز مصدرها أوراش شركتين بالقرب من مؤسستين تعليميتين، لتحديد المسؤوليات وإيجاد حلول في هذا الصدد.
حمزة سعود
تكرر حادث اختناق تلاميذ مؤسستي الحسين اليوسي وحمان الفطواكي، الجمعة الماضي، بحدة أكبر من نظيريه المسجلين يومي الأربعاء والخميس الماضيين، بحيث حل بمستعجلات مستشفى محمد الخامس عشرات التلاميذ، مرفوقين بذويهم وأولياء الأمور، إلى جانب يوسف الرخيص، رئيس المقاطعة، ومسؤولين آخرين بالمنطقة.
وأفاد الرخيص خلال تتبعه تفاصيل الحادث من مستشفى محمد الخامس، بأن عامل المنطقة أمر بتشكيل لجنة مختلطة، مكونة من الوقاية المدنية وجماعة الدار البيضاء والأمن الوطني ومصالح شركة «ليدك»، من أجل الوقوف عند أسباب التسرب المسجل للغاز للمرة الثالثة على التوالي.
وتتجه مصالح مقاطعة الحي الحسني إلى ترحيل هذه الشركات نحو خارج العاصمة الاقتصادية، وإبعاد هذه الورشات عن المجال الحضري بالمنطقة، بالنظر إلى الكثافة السكانية القياسية المسجلة بين أزقة الحي المحمدي.
وسبق للجنة مختلطة زيارة ورشات عدد من الشركات القريبة من المؤسستين التعليميتين المذكورتين آنفا، من أجل تشخيص مكامن تسرب الغاز، إلا أنه لم يتبين لها وجود مصدر رئيسي للتسرب المسجل، خلال مارس الماضي.
وتجاور المؤسسة التعليمية ورشة لإنتاج المسامير، يشتبه في كونها المصدر الرئيسي لتسرب الغاز واختناق التلاميذ بالمؤسسة التعليمية المجاورة، بحيث تم تسجيل حادث مشابه بتاريخ 27 فبراير الماضي.
وطالب أولياء الأمور بتعليق الدراسة بالمؤسستين التعليميتين، إلى غاية توفير تقرير مفصل بخصوص أسباب تسرب الغاز إلى الحجرات الدراسية، رغم تزامن الظرفية مع فترة الامتحانات الإشهادية التي يستعد التلاميذ لاجتيازها.
ونقلت سيارات المواطنين والدراجات ثلاثية العجلات التلاميذ المتضررين من الاختناقات المسجلة، الجمعة الماضي، وسط استنكار لأولياء الأمور لغياب تجاوب مؤسسة جمعيات الآباء مع الحادث، في ظل توفر التلاميذ على تأمين يتم أداؤه مع بداية كل سنة.
وأصيب حوالي 17 تلميذا من أصل 60 تلميذا بالمؤسسة التعليمية بأزمات تنفسية حادة، الأربعاء الماضي، بسبب معاناتهم من أمراض تنفسية، بحيث أشار أولياء الأمور إلى أن الحادث يتكرر للمرة الثالثة، وقدموا شكايات في الموضوع إلى المصالح الإدارية للمؤسسة من قبل، إلا أن المؤسسة لم تتحرك إلى غاية اليوم. ووجه أولياء الأمور نداء إلى مصالح عمالة مقاطعات الحي المحمدي عين السبع، من أجل المراقبة والتدقيق بشأن مصدر الغاز المسرب، وسط حضور للعناصر الأمنية والمستشارين بمقاطعة الحي المحمدي، طيلة تلقي التلاميذ للعلاج في جناح المستعجلات بمستشفى محمد الخامس.
وانتقل العشرات من أولياء الأمور إلى المؤسسة التعليمية، بحر الأسبوع الماضي، من أجل تتبع تفاصيل حادث اختناق التلاميذ، وطلب مغادرة أبنائهم للحجرات الدراسية، تفاديا لوقوع حوادث مشابهة في باقي الحجرات الدراسية. بحيث تتزامن الظرفية الحالية مع الاستعدادات وحصص الدعم لامتحانات السنة الثالثة إعدادي، بحيث تشتكي الأسر من تأثير هذه الحوادث المتسلسلة على نفسية التلاميذ، ونجاعة تفاعلهم مع الدروس وحصص الدعم، استعدادا للامتحانات الإشهادية المقبلين على اجتيازها.
