طاطا: محمد سليماني
بعدما كان حظ أبناء إقليم طاطا من ولوج المعاهد العليا والمؤسسات ذات الاستقطاب المحدود، محدودا إلى شبه منعدم، بسبب غياب التأطير والمواكبة اللازمين للتلاميذ بعد حصولهم على شهادة الباكالوريا، بادرت عمالة إقليم طاطا إلى تأهيل 200 تلميذ وتلميذة لولوج هذه المؤسسات العليا، عبر مبادرة «آفاق» للتفوق الدراسي.
واستنادا إلى المعطيات، فقد تم إعطاء انطلاقة مبادرة «آفاق» للتفوق الدراسي، يوم الجمعة الماضي، بمقر عمالة طاطا، بحضور التلاميذ المتفوقين الحاصلين على معدلات عليا في امتحانات نيل شهادة الباكالوريا لهذه السنة، بحضور عامل الإقليم ومديرة الأكاديمية الجهوية، والمدير الإقليمي وآباء وأولياء أمور التلاميذ.
ويتم، بموجب هذه العملية، تكوين هؤلاء التلاميذ والتلميذات الحاصلين على شهادة الباكالوريا بالثانويات التأهيلية التابعة لنفوذ إقليم طاطا، والبالغ عددها 13 ثانوية تأهيلية، وتأهيلهم عبر القيام بعمليات دعم مدرسي مكثف لفائدتهم بمدينة أكادير وفق الأطر المرجعية الخاصة بمؤسسات التعليم العالي والمعاهد العليا ذات الاستقطاب المحدود.
وتستند مبادرة «آفاق»، في نسختها الثانية، إلى استفادة تلاميذ وتلميذات إقليم طاطا من تكوينات وتأطير ودعم لولوج ثلاث مؤسسات عليا؛ وهي كليات الطب والصيدلة، ومؤسسات الهندسة ثم المدارس الوطنية للتجارة والتسيير. وستقوم الجمعية الإقليمية لدعم التمدرس بطاطا بالإشراف على عمليات التكوين والدعم لفائدة التلاميذ، وستتحمل جميع مصاريف التكوين والتنقل والتغذية والإيواء طيلة مدة التكوين المقررة بمدينة أكادير.
وتأتي هذه المبادرة، التي استحسنها سكان بالإقليم، من أجل مساعدة التلاميذ وذويهم وفتح تكوينات وتخصصات جديدة أمام أبناء وبنات الإقليم، ومساعدتهم على اختيار شعب جديدة تمكنهم من الولوج السريع لسوق الشغل، بعيدا عن التخصصات التقليدية. وتهدف هذه المبادرة، التي دخلت عامها الثاني بالمنطقة، أيضا، إلى تأهيل تلاميذ وتلميذات الإقليم وتمهيرهم على التنافس مع تلاميذ مناطق أخرى على المقاعد المفتوحة بمؤسسات الاستقطاب المحدود.
واستنادا إلى المعطيات، فإنه من المقرر أن يستفيد من المبادرة 200 تلميذ وتلميذة هذه السنة، بعدما ظلت محصورة في 100 تلميذ السنة الماضية، علما أن نجاح عدد من التلاميذ في ولوج معاهد عليا ساهم في مضاعفة أعداد المستفيدين هذه السنة.
وجاءت هذه المبادرة بعدما تأكد للمسؤولين إقليميا أن غياب التأطير والتكوين والدعم اللازمين لفائدة الحاصلين الجدد على الباكالوريا بنفوذ إقليم طاطا، ظل يشكل عائقا أمامهم في ولوج قطاعات الطب والهندسة ومدارس التجارة والتسيير وغيرها من المعاهد العليا، فضلا عن أن بعد المسافة بين الإقليم وباقي المدن التي توجد فيها مراكز للتكوين والدعم لفائدة المقبلين على ولوج المعاهد العليا، كان بدوره عائقا أمام تلاميذ طاطا، إضافة إلى عدم قدرة أغلب الأسر الفقيرة على توفير مصاريف مالية إضافية لإرسال أبنائهم إلى هذه المدن للتكوين والحصول على الدعم اللازم.