باشرت السلطات الإقليمية لطاطا عقد لقاءات موسعة مع مختلف المتدخلين والمعنيين، من أجل تقييم الخسائر المرتبة عن التساقطات المطرية الأخيرة، والتي أدت إلى أضرار كثيرة بعدد من الواحات بجماعات الإقليم.
واستنادا إلى المعطيات، فبعد تدخلات عدد من ممثلي السكان في الاجتماع، وكشف مستوى الأضرار بكل واحة من الواحات الممتدة بالإقليم، والتي توجد جميعها بمحاذاة مسارات الأودية، حيث تضررت كثيرا السواقي التي تزود واحات النخيل بالمياه، خصوصا أن مصادر مياه أغلبها عيون توجد في عالية الأودية. وبعد انتهاء فيضانات الأودية تبين أن كثيرا من السواقي تحتاج إلى تدخلات عاجلة لإنقاذ نخيل الواحات، سيما وأن المنطقة مقبلة على فصل الصيف الذي تعرف فيه أرض الواحات حرارة مرتفعة، ما يزيد من ارتفاع الطلب على الماء.
ومن بين المناطق المتضررة، هناك سواقي واحات دواوير جماعة تيسينت، كساقية «بومعدن» بالقصبة، وساقية «أكوك» بدوار أكادير، وسواقي دواوير الزاوية وتزنوت وآيت ويران المنبعثة من شلال العتيق. وتحتاج هذه السواقي كلها إلى تدخل عاجل من أجل إزالة الأتربة الكثيرة التي غمرتها وحالت دون انسياب المياه، فيما تضررت أيضا ساقية «تغيت»، حيث تحتاج إلى تدخل لبناء جزء من جدار الساقية المتضرر. كما تضررت كذلك عيون وسواقي «وادي أقا»، حيث طالب عدد من الفلاحين ومسيري جمعيات توزيع الماء بالتعجيل ببناء جدران الوقاية على ضفاف الوادي لحماية الواحة والعيون، كعين «أمغار» التي تضررت كثيرا.
وكشف أيضا بقية المتدخلين خلال هذا اللقاء التقييمي، الذي حضره رؤساء الجماعات الترابية، وأعضاء الإقليم بالغرفة الفلاحية الجهوية لسوس ماسة، وممثلو المديرية الإقليمية للفلاحة، ورجال السلطة، عن حجم الأضرار وتفاوتها من منطقة إلى أخرى، والتي تتطلب تدخلات عاجلة.
وخلص اللقاء إلى عقد لقاءات محلية على صعيد كل جماعة، ابتداء من الأسبوع المقبل، لتقييم الأضرار بكل منطقة وترتيب التدخلات، حسب الأولوية ودرجة الضرر. كما تمت دعوة المجالس المنتخبة إلى ضرورة الانخراط في إصلاح الأضرار، خاصة ما يتعلق بتوفير مواد البناء وتسخير الآليات المتوفرة لديها، إضافة إلى المطالبة بانخراط السكان في تنكيس الأتربة من السواقي وتنقيتها من الأوحال التي غمرتها، فيما تم دعوة مصالح المديرية الإقليمية للفلاحة إلى مباشرة التدخلات الكبرى الخاصة بأشغال إصلاح ما دمرته الفيضانات، أخيرا، في إطار الصفقات التي تنجزها في هذا الشأن.
يشار إلى أن إقليم طاطا عرف، خلال الأسبوعين الماضيين، تساقطات مطرية مهمة، أدت إلى فيضان جميع وديان المنطقة، ما تسبب في شل حركة السير ما بين الجماعات، وتضررت أغلب الواحات المحاذية للوديان من المنسوب المرتفع للمياه.
طاطا: محمد سليماني