في خطوة غير مسبوقة على الصعيد الوطني، أفسدت السلطات الإقليمية بالصويرة، أول أمس الأربعاء، فرحة الجالية المغربية بالخارج المنتسبة للمدينة للاحتفال بعيدها الوطني، بعد منع حضور العشرات من أفرادها، بدعوى ترتيبات وقائية مرتبطة بالوضعية الوبائية التي لم تعد مقلقة بالمغرب، حسب بلاغ وزارة الصحة التي أعلنت من خلاله، قبل يومين، تجاوز المملكة للموجة الجماعية الرابعة.
وتابعت مصادر «الأخبار» في تسجيلات ومقاطع فيديو احتجاجات قوية لبعض أفراد الجالية، ومسؤولي الجمعيات المهتمة بقضايا الجالية المحلية بالخارح، الذين تم منعهم من ولوج قاعة الحفل بمقر العمالة، وإخبارهم بعدم توفرهم على الدعوة، والاكتفاء بعينة من زملائهم الذين حضروا إلى مقر الحفل، قبل ساعات، وهو الإجراء الخطير وغير المسبوق الذي صدم السكان وممثلي الجالية وبعض المهاجرين، الذين لم يتعودوا على هذا السلوك لسنوات.
وسجلت مصادر الجريدة سخط أفراد الجالية الصويرية بالخارح، الذين رفضت السلطات الإقليمية حضورهم حفلهم السنوي، أي اليوم الوطني للمهاجر، الذي يصادف العاشر من غشت من كل سنة، وهي المناسبة التي يستغلها المهاجر المغربي عبر جهات وربوع المملكة للتواصل مع السلطات والقطاعات حول المشاريع المشتركة والخاصة، التي تهم المهاجر تحديدا، والمواطنين بشكل عام.
وأفادت المصادر بأن عشرات المهاجرين، وبينهم نساء، استنكروا بشدة تصرف مسؤولي العمالة بتحويل فرحتهم بعيدهم الوطني إلى صدمة، وهو ما يخالف التوجيهات الملكية التي تنص على إيلاء قضايا المهاجرين المغاربة بالخارج الأهمية القصوى، والاستماع إليهم وإلى مشاكلهم المرتبطة بمساطر الاستثمار وترخيصات البناء، والعراقيل التي تواجههم، أثناء إعداد الوثائق، بمختلف الإدارات العمومية والمنتخبة بالإقليم.
واعتبر المحتجون تحجج مسؤولي العمالة بالوضعية الوبائية وفيروس كورونا، لتبرير إقصاء عشرات المهاجرين من حضور حفلهم السنوي، غير معقول ومردود عليه، مؤكدين أن الإقليم شهد، قبل أسابيع فقط، تظاهرات فنية ومواسم تقليدية حضرها الآلاف من الجماهير والمواطنين في ظروف جد خطيرة تزامنت مع ذروة انتشار وباء كورونا، كما أن مقر العمالة يتوفر على قاعة كبرى بإمكانها احتضان أعداد مضاعفة من أفراد الجالية لحضور الحفل.
وقال أفراد الجالية المحتجون إن سلطات العمالة سعت من وراء الإجراء إلى الاكتفاء بعينة من الجمعيات والأشخاص، الذين جرى اختيارهم بعناية ومقاصد محددة سلفا، تحول معها الحفل إلى استقبال جاف دام دقائق معدودة، وعرف تجاهل المشاكل الحقيقية التي يعانيها المهاجر، وينتظر فرصة الحفل السنوي لطرحها على طاولة المسؤولين والسعي إلى حلها .
وأكدت مصادر «الأخبار» أن إقصاء أفراد الجالية الراغبين في حضور حفلهم السنوي بإقليم الصويرة يعتبر فضيحة بكل المقاييس، كرست مناخ الإحباط الذي يعانيه سكان الإقليم بسبب حالة «البلوكاج» التي يعيشونها منذ ثلاث سنوات تقريبا، انطلاقا من عرقلة رخص الاستثناء، وتفقير الجماعات وحالة الانحباس التي تعيشها على مستوى شح المداخيل والموارد المالية وتنويعها، وخنق المبادرات الخلاقة لهذه الجماعات، خاصة بالعالم القروي، ما أثر على مسارها التنموي وجعلها تخلف موعدها كالعادة مع طموحات أفراد الجالية المغربية وسكانها المحليين.