شوف تشوف

شوف تشوف

علماء وعرافون

قبل سنوات توقع بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، أن وباء سينتشر في العالم وسيصيب الملايين. وقبل أيام قال إن فيروس كورونا سيختفي قريبا، وتنبأ بأن يكون عام 2022 موعدا لانتهاء جائحة “كورونا” من العالم بأسره.
ولا يسع المرء سوى أن يقف مندهشا أمام كل تلك التنبؤات التي توقعت ظهور جائحة كورونا سنة 2020، بكل تلك الدقة في وصف خطورته وسرعة انتشاره وعدد ضحاياه المحتمل حول العالم.
في كتابه “ساعتنا الأخيرة: إنذار من عالم” (Our Final Hour A Scientist’s Warning) الصادر عام 2003 راهن كاتبه ريس بألف دولار أن عام 2020 سيكون عام الخطأ البيولوجي الذي سيقتل مليون إنسان.
وعلى سبيل السخرية أضاف “وأنا بالطبع آمل متحمسا أن أخسر هذا الرهان، لكنني بأمانة لا أتوقع ذلك”.
وها هي الأيام تكشف لنا أن مراهنة مؤلف كتاب “ساعتنا الأخيرة” لم تكن مقامرة خاسرة.
بيل غيتس نفسه توقع ذلك في لقاء ضمن سلسلة خطابات “Ted Talks”، عام 2015، قال فيه إن العالم سيتعرض لوباء خلال العقود المقبلة سيقتل 10 ملايين شخص.
ولكي يكمل الملياردير حلقة توقعاته السوداء بشأن البشرية قال إن وباء مماثلًا سيحدث كل عشرين سنة.
ويبدو أن التكهنات بهذه الجائحة بدأت منذ 1981، وبالضبط في رواية كتبها الروائي دين كونتز عنوانها “عيون الظلام” تحدث فيها عن فيروس يسمى “ووهان 400” وهي بالمناسبة المدينة الصينية التي نشأت فيها رواية الفيروس التاجي. المثير في هذه الرواية أن الكاتب في طبعتها الثانية عوض المدينة الروسية بمدينة ووهان الصينية.
وفي كتاب “فلو هانتر: كشف أسرار الفيروس” تساءل كاتبه وبستر عما إذا كان من الممكن حدوث جائحة قاتلة ومدمرة أخرى. وكان جوابه “نعم: إنه ليس محتملا بل إنها مسألة وقت فقط”. وأضاف أن ملايين الناس قد يموتون قبل السيطرة على هذا الوباء. وكتب قائلاً: “سوف تتحدى الطبيعة في النهاية البشرية مرة أخرى بفيروس يعادل فيروس أنفلونزا سنة 1918”.‬
وفي عام 2018 حذر مركز تقييم التهديدات العالمية لمجتمع الاستخبارات من أن “سلالة جديدة من ميكروب خبيث يسهل انتقاله بين البشر لا يزال يمثل تهديدًا كبيرًا” وفقًا لدانيال دايل من‪ ‬قناة سي إن إن وذكر تقرير التهديد لعام 2019 الصادر في يناير الماضي أنه “يحتمل أن الولايات المتحدة الأمريكية والعالم سيظلان عرضة لوباء الأنفلونزا القادم أو تفشي مرض آخر معد على نطاق واسع يمكن أن يؤدي إلى معدلات هائلة من الوفيات، والعجز سيؤثر على الاقتصاد العالمي وتستنزف الموارد الدولية وسيضاعف من متطلبات الولايات المتحدة للحصول على دعم أكثر”.
أما جيريمي كونينديك المدير السابق لمكتب الوكالة الأمريكية لمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية فقد أشار في مقال نشر في 2017 في مجلة بوليتيكو إلى أن “أزمة صحية عالمية جديدة وخطيرة قادمة وهذه مسألة وقت ليس إلا، مضيفًا أنه في مرحلة ما من المستقبل سيظهر فيروس مميت ومعد جدا، مثل جائحة “الأنفلونزا الإسبانية” لعام 1918، مضيفًا أن الرئيس ترامب غير مستعد لمثل هذا الوباء.
أما سيلفيا براون فقد تنبأت في كتابها الصادر عام 2008 والذي يحمل عنوان “نهاية الأيام: تنبؤات عن نهاية العالم” وكتبت ما يلي: “في عام 2020 تقريبًا سينتشر مرض شبيه بالالتهاب الرئوي في جميع أنحاء العالم وسيهاجم الرئتين والأنابيب الهوائية ويقاوم جميع العلاجات والأدوية المعروفة‪”.
‪لكي يختمها ستيفن سوديربيرغ بفيلم يحمل عنوان contagion ‬ نزل سنة 2011 يصور بالضبط ما يحدث اليوم.
ويبقى السؤال المحير هو: من أخبر كل هؤلاء بأمر هذا الفيروس سنوات قبل اليوم؟
كيف دقت كل هذه الدراسات والروايات والأفلام والتقارير ناقوس الخطر من بعيد دون أن يسمعه أحد؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى