العيون: محمد سليماني
علمت «الأخبار» من مصادر مهنية في قطاع الصيد البحري، أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات – قطاع الصيد البحري، أصدرت عقوبات قاسية في حق طاقم سفينة للصيد في أعالي البحار، سبق أن دهست مركبا للصيد الساحلي في عرض البحر خلال السنة الماضية.
وحسب المصادر، فقد تم منع قبطان سفينة الصيد في أعالي البحار من مزاولة أي نشاط للصيد البحري على متن أي سفينة لمدة سنة كاملة، كما تم سحب رخصة الإبحار لمزاولة مهمة قيادة السفن من مساعده لمدة عشرة أشهر، أما بخصوص الملازم، فقد تم سحب رخصة ممارسة مهمة الملازم منه لمدة ستة أشهر.
وحسب المصادر، فقد ظلت أنظار الرأي العام البحري مشدودة منذ مدة إلى مخرجات التحقيقات التي باشرتها المصالح المركزية للصيد البحري والجهوية بالعيون، بخصوص قضية سفينة الصيد، التي ظلت التحقيقات بخصوصها متواصلة منذ يوليوز من السنة الماضية، دون أن تتكشف خيوطها إلا في أبريل من السنة الجارية.
واستنادا إلى المصادر، فإن التحقيق الإداري الذي باشرته مندوبية الصيد البحري بالعيون كان قد أفضى إلى تحديد سفينتين مرتا من النقطة البحرية التي سُجلت بها الحادثة التي كادت أن تودي بطاقم مركب الصيد، دون أن تتوقف السفينة المتسببة في الحادث لتفقد طاقم المركب وعماله، وتقديم المساعدة إليهم، حيث فرت من موقع الحادث نحو عمق البحر. وبعد تحديد السفينتين اللتين مرتا من تلك النقطة في تلك الليلة، باشرت عناصر الدرك البحري التحقيق القضائي للوصول إلى الحقيقة، بناء على تعليمات النيابة العامة.
وتم الوصول إلى السفينة المتسببة في الحادث، بعدما تمت محاصرة ربانها ومساعده بالأسئلة، ليعترف في النهاية بأنه فعلا اصطدم بمركب الصيد الساحلي، وخوفا من الملاحقة، واصل سيره نحو مصيدة الرخويات بأقصى جنوب المملكة. هذا الحادث استنفر الإدارة المركزية للصيد البحري، حيث أوفدت لجنة مركزية إلى ميناء العيون للتحقيق في الموضوع، وجمع المعطيات الكافية حوله، كما تم الاستماع إلى طاقم المركب المتضرر.
وكان مركب للصيد الساحلي بالجر قد تعرض إلى حادث مروع، كاد أن يقضي على كل أفراد الطاقم العامل على متنه، وذلك عقب تهشيم أجزاء مهمة من هذا المركب في عرض البحر، في الساعات الأولى من فجر يوم الأحد تاسع يوليوز الماضي. وقد كان المركب في رحلة صيد، قبل أن يتم دهسه من قبل سفينة للصيد الصناعي، ما تسبب في أضرار بالغة للمركب تطلبت عودته فورا وعلى وجه السرعة إلى ميناء العيون، من أجل إعادة ترميمه.
وبحسب المعلومات، فإن سفينة الصيد الصناعي لم تقم بالإجراءات الواجب اتباعها في مثل هذه الحالات، كالاطمئنان على أفراد الطاقم، ومرافقة المركب إلى حين الوصول إلى أقرب نقطة على اليابسة، بل إن السفينة بعد أن اصطدمت بالمركب، واصلت سيرها ليلا نحو مصيدة الأخطبوط دون اكتراث للمركب ولطاقمه. وحسب المصادر، فإن أفراد طاقم المركب المتهالك لم يتمكنوا من التعرف على السفينة، ولم يكتشفوا أرقامها أو العلم الذي على متنها، حيث أصيبوا بهلع وصدمة كبيرة، خصوصا وأن مركبهم تعرض لأضرار بالغة من شأنها أن تؤدي إلى فاجعة حقيقية.