شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

عقوبات جديدة على موسكو على أعقاب مجزرة بوتشا

وساطة عربية بين روسيا وأوكرانيا لحل الأزمة بينهما

قررت عدد من الدول الأوروبية فرض عقوبات جديدة على موسكو على أعقاب مجزرة بوتشا وأدانتها بالقيام بإبادة جماعية في حق المدنيين الأوكرانيين. كما قررت عدد من الدول العربية أن تقوم بالوساطة بين الجارتين ومحاولة التوصل إلى حل يرضي الطرفين.

سهيلة التاور:

عقوبات جديدة

أعلن الاتحاد الأوروبي، أمس الإثنين، أنه يناقش بشكل “عاجل” فرض مجموعة جديدة من العقوبات على روسيا استجابة لطلب فرنسا وألمانيا بصورة خاصة، في أعقاب العثور على جثث مئات المدنيين بمحيط العاصمة الأوكرانية كييف، ولا سيما في بوتشا، بعد انسحاب القوات الروسية منها.

وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن التكتل “يدين بأشد العبارات الفظاعات التي أفيد أن القوات المسلحة الروسية ارتكبتها في عدة مدن أوكرانية محتلة باتت الآن محررة”.

وفي سياق متصل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الإثنين، إلى فرض مزيد من العقوبات على روسيا بعد أن اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بقتل مدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية.

وأبلغ ماكرون إذاعة “فرانس إنتر” بأن ثمة “أدلة واضحة جدا” تشير إلى أن القوات الروسية مسؤولة عن جرائم حرب في أوكرانيا.

وتحدث رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، عن “إبادة جماعية” محتملة في أوكرانيا.

وقال سانشيز أثناء منتدى اقتصادي “سنقوم بكل ما في وسعنا كي لا يبقى أولئك الذين يرتكبون جرائم الحرب هذه بدون عقاب ويتمكنوا من المثول أمام المحاكم، وفي هذه القضية المحددة أمام المحكمة الجنائية الدولية على خلفية حالات مزعومة تشمل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ولمَ لا نقولها أيضا، إبادة جماعية”.

وندد بـ”العدوان غير المبرر” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي “جلب من جديد الحرب إلى أبواب الاتحاد الأوروبي”.

وسانشيز من بين أول القادة الأوروبيين الذين استخدموا مصطلح “إبادة جماعية”، مع نظيره البولندي، ماتيوس مورافيتسكي، الذي دعا أمس الاثنين، إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن “الإبادة الجماعية” في أوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء البولندي، ماتيوس مورافيتسكي، أمس الاثنين، إن ألمانيا هي العقبة الرئيسية أمام فرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا.

وقال مورافيتسكي: “علينا أن نرى أنه بغض النظر عن الطريقة التي نتعامل بها مع المجر، فإن هذا هو الفوز الرابع من نوعه وعلينا احترام الانتخابات الديمقراطية (…) ألمانيا هي العقبة الرئيسية أمام العقوبات. المجر تؤيد العقوبات”.

من جهتها، قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبحث حظر استيراد الغاز الروسي، فيما يمثل تخليا عن مقاومة برلين السابقة لتلك الفكرة.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس “سيشعر بوتين وأنصاره بالعواقب”، مضيفا أن الحلفاء الغربيين سيوافقون على مزيد من العقوبات في الأيام المقبلة.

وكان تاراس شابرافسكي، نائب رئيس بلدية بوتشا، قد صرح أن 50 جثة من بين حوالي 300 جثة عُثر عليها بعد انسحاب القوات الروسية في أواخر الأسبوع الماضي كانت لضحايا عمليات قتل خارج نطاق القانون نفذتها القوات الروسية.

وأثارت صور عشرات الجثث بمقابر جماعية أو في شوارع بمحيط العاصمة كييف نهاية الأسبوع الماضي، “صدمة” لدى دول غربية. واتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الأحد، روسيا بارتكاب “إبادة جماعية” في أوكرانيا، غداة ذلك.

فيما نفت روسيا، الأحد، مسؤولية قواتها عن مقتل مدنيين في بلدة بوتشا. وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها لم تقتل مدنيين في بوتشا، التي استعادتها القوات الأوكرانية من الجنود الروس.

بايدن يتهم بوتين

ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، بأنه “مجرم حرب”، وقال إنه سيدعو إلى عقد محاكمة مختصة بجرائم الحرب، مع تصاعد الغضب العالمي بسبب مقتل مدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية.

وجدد بايدن التأكيد على أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين “مجرم حرب”، واصفًا إيّاه بأنه “وحشي”، بعد اكتشاف الكثير من الجثث بملابس مدنية في بوتشا.

وقال بايدن للصحفيين إنه يريد فرض “عقوبات إضافية” على روسيا، وأضاف “عليه أن يُحاسَب”.

بينما علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم على دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتنظيم محكمة بشأن أوكرانيا.

وكتبت زاخاروفا على قناتها في تليغرام “إنها فكرة رائعة، لكن دعوهم يبدؤوا من الغارات على يوغوسلافيا واحتلال العراق ويمكن أيضاً العثور على كبار المخرجين في تمثيليات سربرنيتسا في البوسنة والهرسك حيث قام عسكريون صرب عام 1995 بقتل آلاف البوسنيين واستخدم الحادثة من قبل الناتو لاحقاً ذريعة لقصف يوغوسلافيا السابقة وبالطبع الاتجار بالأعضاء البشرية في كوسوفو تحت حماية المسؤولين الأمريكيين”.

وأضافت زاخاروفا: بمجرد الانتهاء دعهم يبدؤوا التحقيق في قصف اليابان النووي.

طرد دبلوماسيين روس

بدأت كل من فرنسا وألمانيا وليتوانيا بطرد عدد من الدبلوماسيين الروس على خلفية الحرب على أوكرانيا، وما حدث في بلدة بوتشا تحديدا.

ففي حين قررت فرنسا طرد العديد من أفراد البعثة الدبلوماسية الروسية في باريس، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أمس الاثنين إن بلادها قررت طرد “عدد كبير” من الدبلوماسيين الروس على خلفية حرب أوكرانيا، كما أعلنت ليتوانيا طرد السفير الروسي.

وشددت بيربوك على أن هؤلاء الموظفين في السفارة الروسية الذين يصل عددهم يصل إلى 40 شخصا يشكلون “تهديدا للذين يبحثون عن حماية عندنا”، مضيفة أنها “لن تسمح بذلك بعد الآن”.

وأضافت أن السلطات الألمانية تشتبه في أن هؤلاء الدبلوماسيين الذين سيُطردون يعملون لحساب أجهزة الاستخبارات الروسية، وأمامهم 5 أيام لمغادرة ألمانيا.

وتأتي عمليات الطرد هذه بعد إعلانات مماثلة في الأيام الأخيرة من دول عدة في الاتحاد الأوروبي. حيث أعلنت ليتوانيا أةب أمس الاثنين طرد السفير الروسي في فيلنيوس على خلفية الحرب في أوكرانيا والفظائع التي تتهم كييف وحلفاؤها الغربيون الجنود الروس بارتكابها.

وقال وزير الخارجية الليتواني غابرييليوس لاندسبيرغيس للصحفيين “ردا على العدوان العسكري الروسي على أوكرانيا التي تتمتع بالسيادة، والفظائع التي ارتكبتها القوات المسلحة الروسية في مدن أوكرانية محتلة من بينها بوتشا؛ قررت الحكومة الليتوانية تقليص التمثيل الدبلوماسي، وبالتالي سيتوجّب على سفير جمهورية روسيا الاتحادية المغادرة”.

وجاء الرد سريعا من وزارة الخارجية الروسية، إذ قالت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا إن إجراءات روسية ستلي ذلك القرار بسرعة.

ومن جانبه، أشار لاندسبيرغيس إلى أن ليتوانيا ستغلق قنصلية موسكو في كلايبيدا، وهي مدينة ساحلية 20% من سكانها من أصل روسي.

ومن جانبها، أفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي بعد قرار برلين طرد دبلوماسيين روس في وقت سابق من أمس الاثنين.

وقالت لوكالة “تاس” في ردها على سؤال ذي صلة: “سنرد أيضا على هذا العمل الشرير للآلة السياسية الألمانية”.

وكتبت السفارة الروسية في برلين على تلغرام، إن “التقليص غير المبرر للطواقم الدبلوماسية في البعثات الروسية في ألمانيا، سيضيق المساحة التي تسمح بالحفاظ على الحوار بين بلدينا ما سيؤدي إلى مزيد من التدهور في العلاقات الروسية-الألمانية”.

وساطة عربية

وأعلن لافروف أنه بحث مع وفد الوساطة العربية “المسائل الإقليمية والدولية والوضع في أوكرانيا”. فيما شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على “ضرورة اللجوء إلى الحلول السلمية لأزمة أوكرانيا”.

وأكد وزير الخارجية المصري على استعداد مجموعة الاتصال العربية للقيام بجهود وساطة لدعم مسار التفاوض بين روسيا وأوكرانيا.

وقال شكري إن جهود الوساطة تهدف إلى التوصل لإيقاف عاجل للعمليات العسكرية ومناقشة عدد من إجراءات بناء الثقة.

وأضاف أن الاجتماع بحث مع لافروف سبل إنهاء القتال، مشيرا إلى أن المجموعة ستتوجه إلى بولندا للقاء وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في إطار الجهود العربية لاحتواء الأزمة.

وتابع وزير الخارجية المصري: “تحركنا يأتي من إدراكنا لخطورة الأزمة في أوكرانيا وتبعاتها السلبية على مختلف الأصعدة الاقتصادية كأمن الطاقة والغذاء العالميين”.

وقال: “دعونا كافة أطراف النزاع للتوقف عن التصعيد وشددنا على ضرورة اللجوء للحلول السلمية القائمة على الحوار”.

وقال لافروف إنه ناقش مع المجموعة الوزارية العربية ملفات اليمن وليبيا وسوريا واحتمال عودة دمشق إلى الجامعة العربية”.

وضم الوفد العربي وزراء خارجية مصر والأردن والسودان و الجزائر، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وفي وقت سابق، قال متحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد حافظ، إن زيارة مجموعة الاتصال العربية على المستوى الوزاري إلى موسكو تأتي تنفيذاً لمُخرجات مجلس الجامعة العربية بإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية بهدف المساهمة في إيجاد حل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا.

وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة بأنه من المقرر أن يغادر الوفد موسكو صباح اليوم الثلاثاء متوجها إلى وارسو للقاء وزير خارجية أوكرانيا، في إطار تنفيذ التكليف الصادر من مجلس الجامعة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى