شوف تشوف

الرأيالرئيسية

عصا موسى

دعي أعضاء المجلس الإداري لمؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، يوم الثلاثاء الماضي، لاجتماع طارئ تحضيرا للجمع العام الذي سيتولى فيه شكيب بن موسى رئاسة هذه المنظمة الاجتماعية كبديل لمنصف بلخياط، الذي ترأسها منذ إحداثها في غشت 2011، وكان بن موسى حينها كاتبا عاما لوزارة الداخلية.

لكن انتخاب شكيب اعترضته إشكالية قانونية، تتمثل في بند منتصب القامة في القانون الأساسي لمؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، يمنح الرئاسة حصريا للمؤسسين دون سواهم، ولأن شكيب الذي كان يقوم بعملية إحماء ليس من المؤسسين، وليس منخرطا في المنظمة، فقد تطلب الأمر تعديل هذا البند وفتح باب الترشيح أمام من تتوفر فيه الأهلية لشغل المنصب.

حصل إجماع على انتخاب وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، رئيسا للمؤسسة في الولاية المقبلة، حيث سيجلس على الكرسي بصفته وزيرا للرياضة، كما جلس سابقه منصف على الكرسي ذاته وكان حينها وزيرا للرياضة أيضا.

في انتظار تنصيب بن موسى رئيسا لمؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، وانتقاء فريق عمله في اقتراع سري، علينا أن نقرأ جيدا خفايا هذا التعيين، والرغبة في جعل قطاع الرياضيين المعتزلين مجالا لتكريس النموذج التنموي في شقه الإنساني، وجعل الكرامة شعار المرحلة.

لا أحد ينكر الدور الذي لعبته مؤسسة الأبطال الرياضيين في نفض الغبار عن رموز الرياضة المغربية، وانتشالهم من الغم والهم والآهات. لكن أمام اجتياح الهشاشة للملاعب وإحالة الكثير من اللاعبين بعد اعتزالهم على طوابير قفة رمضان وموائد الرحمان، تحولت المؤسسة إلى ملحقة للتعاون الوطني تمارس الإسعاف الاجتماعي وتعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ولأن التربية الوطنية والرياضة تتعايشان اليوم تحت سقف وزاري واحد، بإشراف من شكيب بن موسى، فإن إضافة حقيبة مؤسسة محمد السادس تعني أن القضية فيها رائحة النموذج التنموي، وإرساء أسس الدولة الاجتماعية الذي هو خيار استراتيجي للدولة، مع التذكير طبعا بأن النموذج التنموي الجديد يحتاج إلى نموذج جديد في التدبير.

على شكيب بن موسى أن يفهم مضامين الرسالة الملكية التي تفضل بقراءتها في رواندا، أثناء حفل تسليم جائزة التميز إلى الملك محمد السادس، ويتوقف عند وصفة النجاح التي وردت بين سطور الخطاب، والتي تبدأ بالثقة في الشباب ورفع شأن القيم الإنسانية المتمثلة في روح المثابرة ونكران الذات، والدفع بالقدرات الذاتية إلى أقصى الحدود. «وهي القيم التي حرصنا على ترسيخها من خلال ضم الرياضة إلى التربية»، كما ورد في الخطاب.

إن إعادة الثقة في العمل الاجتماعي، داخل مؤسسة الأبطال، تمر عبر تقديم خيارات وبرامج اجتماعية واقعية وذات مصداقية تعالج الأولويات الحقيقية وتستجيب لانتظارات الرياضيين، والعمل على تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية في الرياضة، وفق «تكتيك» يقود إلى الانتصار على خصم اسمه الهشاشة ووصيف له اسمه الجحود، شريطة فهم تفاصيل الخطة من طرف اللاعبين، لأنها دائما في حاجة إلى طرفين، طرف يضعها وآخر يفهمها.

ولأن شكيب يشرف على وزارة بوجهين، وله وصاية على الجامعات الرياضية، ويتحكم في صنبور الدعم المخصص لها، فإن الضرورة تقتضي استعمال السلطة التقديرية لإلزام كل جامعة بتخصيص جزء من ميزانيتها للعمل الاجتماعي، علما أن تقارير الجموع العامة للجامعات ترصد في خانة «مختلفات» ما يكفي من مال، لرد الاعتبار لأبطالها الذين يكتوون اليوم بسياط الخذلان.

عشرات اللاعبين يجلسون في قاعة الانتظار يتأبطون تشخيصا لمرض لا يعترف برواد الكرة ورموزها، تراهم جالسين كلاعبين احتياطيين على كرسي البدلاء، مقتنعين بأن الانفراج آت لا ريب فيه، بعضهم تنازلوا عما تبقى من أنفة وكبرياء حين هزمهم الفقر بركلات الجزاء، فقال عميدهم:

«لا تعطني سمكة علمني كيف آكلها».

حسن البصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى