الأخبار
أكدت مصادر موثوق بها لـ«الأخبار» أن عناصر الدرك الملكي بالمركز القضائي التابع لسرية تمارة أحالت، أول أمس السبت، عصابة إجرامية وصفت بالخطيرة يترأسها شرطي وجندي معزولان على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، وذلك على خلفية ارتكابها جرائم متعددة باستعمال الأسلحة البيضاء وسيارة ودراجات نارية، بتراب جماعتي الصخيرات والهرهورة، قبل أن تكشف التحريات أن العمليات الإجرامية امتدت إلى العاصمة الرباط ومدينة تمارة ومرس الخير وعين عتيق.
وأحالت عناصر الدرك جانحين من أفراد العصابة على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، بينهما عسكري سابق، فيما لا يزال الشرطي المعزول متزعم الشبكة الإجرامية تحت المراقبة الطبية يتلقى العلاجات بالمستشفى الجهوي للاعائشة بتمارة، بعد أن تعرض لحادث دهس خطير من طرف سائق سيارة، كان ضحية اعتداء مفاجئ من طرف العصابة، حيث حاولت سرقة سيارته على مستوى جماعة مرس الخير، قبل أن يدهس الشرطي ويلوذ بالفرار.
وقرر الوكيل العام إيداع المتهمين سجن تامسنا، ومتابعتهما بتهم بالغة الخطورة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية من أجل السرقة باستعمال أسلحة بيضاء واعتراض سبيل المارة وسرقتهم تحت التهديد، والضرب والجرح نتج عنه عاهة مستديمة، في انتظار شفاء الشرطي السابق وهو المتهم الرئيسي، من الإصابات الخطيرة التي تعرض لها وألزمته الفراش بغرفة الإنعاش منذ ليلة الأربعاء الماضي.
وكانت مصالح الدرك الملكي بالقيادة الجهوية بالرباط، وتحديدا بسريتي الصخيرات وتمارة، قد عاشت منذ الأربعاء الماضي حالة استنفارا قصوى وغير مسبوقة، وذلك من أجل إيقاف أفراد عصابة إجرامية روعت السكان بجماعات الصخيرات ووادي يكم والهرهورة وتمارة والرباط، وذلك بارتكاب سرقات واعتداءات مسلحة على المواطنين بالشارع العام، من أجل السرقة والسطو على ممتلكاتهم، باستعمال أسلحة بيضاء، مخلفة إصابات جد خطيرة امتدت لبتر أصبع مواطن بالصخيرات، وهو الاعتداء الذي سجل بالمدينة ضمن خمسة اعتداءات استهدفت مواطنين بالشارع العام.
وحسب مصادر «الأخبار»، فإن القائد الجهوي الكولونيل ماجور حسن غلو الذي يبذل مجهودات كبيرة لتكريس الهدوء الأمني الدائم المسجل بجهة الرباط تمارة سلا، استشاط غضبا في وجه مسؤوليه بالمنطقة واستنفر كل عناصر الدرك الملكي بمنطقتي الهرهورة والصخيرات، من أجل تفكيك العصابة واعتقال كل مكوناتها، وقد نجحت دورية للدرك تابعة للمركز الترابي بعين عتيق في اعتقال ثلاثة جانحين من ذوي السوابق القضائية، وما زال البحث جاريا لاعتقال أشخاص آخرين يحتمل مشاركتهم في جرائم الاعتداء والسرقة.
وحسب مصادر موثوق بها، فإن التحريات الأولية مع الموقوفين كشفت أن العصابة الإجرامية يتزعمها شرطي سابق صاحب سابقة قضائية، وجرى عزله قبل ثلاث سنوات من سلك الأمن، ويساعده في العصابة نفسها جندي سابق سبق أن قضى 18 شهرا حبسا نافذا، بسبب المخدرات.
وأوضحت مصادر مطلعة أن المتهمين الثلاثة نفذوا، بداية الأسبوع الماضي، سرقات متعددة بكل من يعقوب المنصور بالرباط ومدينة تمارة وعين عتيق والصخيرات والهرهورة، على مستوى وادي يكم تحديدا، ويعتمد الأسلوب الإجرامي للعصابة في رصد الضحايا وتعقبهم باستعمال سيارتين مملوكتين للشرطي والجندي المعزولين، فضلا عن شخصين آخرين يستعملان الدراجات النارية، قبل مداهمتهم بالقوة وسرقة ممتلكاتهم تحت التهديد، كما نفذوا اعتداءات خطيرة بالأسلحة البيضاء ضد مواطنين ومارة بالشارع العام بمدينة الصخيرات. ويرتقب أن تكشف الأبحاث والتحقيقات التفصيلية التي سيخضع لها المتهمون من طرف قاضي التحقيق تفاصيل الجرائم البشعة التي قاموا بارتكابها، أخذا بعشرات الشكايات التي توصلت بها مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي بالمنطقة، كما تتوقع بعض المصادر أن يظهر ضحايا آخرون لهذه العصابة مع تقدم التحقيقات.
وكان مواطنون بالصخيرات قد تفاجؤوا، مساء الأربعاء الماضي، بالعصابة الإجرامية الخطيرة التي كانت تتحوز بأسلحة بيضاء، وتستقل سيارة خفيفة، حيث حل أفرادها بالمنطقة من أجل مواجهة مروجين للمخدرات، في إطار تصفية للحسابات، قبل أن تتحول المواجهة إلى مواطنين أبرياء بالشارع العام، وتحديدا بحي «تندوف»، حيث نفذوا اعتداءات جد خطيرة بالأسلحة البيضاء، استهدفت كل من يعترض سبيلهم، مخلفين إصابات وصفت بالبالغة، حيث تم بتر أصبع شاب من طرف أحد أفراد العصابة الذي كان متحوزا بسلاح أبيض.