في وقت ما زال أفراد «عصابة الكنوز» بزاكورة رهن الاعتقال، تواصل النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بورزازات النبش في ملفات قديمة، تعود إلى سنوات، تخص اختفاء مجموعة من الأطفال الصغار بمجموعة من الجماعات بإقليم زاكورة، والذين سُجل اختفاؤهم سابقا في ظروف مجهولة، دون معرفة أسباب ذلك.
وبحسب المعطيات، فإن النيابة العامة وقاضي التحقيق يدققان في عدد من ملفات الاختفاء الخاصة بهؤلاء الأطفال، بحثا عن خيوط رابطة بين هذه الاختفاءات وعصابة البحث عن الكنوز، كما تقاطرت عدد من الشكايات على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بورزازات من أجل إعادة فتح التحقيق بخصوص بعض الأطفال المختفين منذ مدة.
في المقابل، ما زال أفراد «عصابة» الكنوز رهن الاعتقال بالسجن المحلي بورزازات، إذ إن محكمة الاستئناف بورزازات سبق أن أصدرت حكما قضائيا باتا في الموضوع ضد هؤلاء، وذلك بتأييد قرار قاضي التحقيق المتعلق بمتابعة أفراد العصابة في حالة اعتقال، ورفض تمتيعهم بالسراح المؤقت مقابل كفالات مالية.
وبحسب المعطيات، فقد كان دفاع المتهمين قد تقدم بطلب إلى المحكمة من أجل متابعة المعتقلين، في حالة سراح مقابل ضمانة مالية، ما جعل المحكمة تحيل الموضوع على المناقشة من أجل الاستجابة لطلب الدفاع من عدمه، لتقرر في النهاية رفض التجاوب.
وتتابع المحكمة ثمانية متهمين من بينهم رئيس قسم سابق بعمالة زاكورة، ورئيس جماعة ترابية بالإقليم وأحد المقاولين الكبار بالمنطقة، إضافة إلى فقيه، وأشخاص آخرين بتهم ثقيلة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية، والاتجار في البشر؛ في حق امرأة وفي حق طفل قاصر يقل سنه عن 18 سنة، وهدم مبنى مملوك للغير. وكان قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بورزازات قدد قرر إيداع المتهمين الثمانية السجن المحلي بالمدينة.
وبحسب المعلومات، فإن تفاصيل هذا الملف يعود إلى سنة 2017، غير أن القضية ظلت في الرفوف لعدم وجود أي أدلة تورط المتهمين، إلى حدود سنة 2019، عندما عثر على جثة الطفلة (نعيمة. ر) في منطقة خالية بإحدى جماعات زاكورة، بعدما اختفت عن الأنظار. بعد ذلك حلت عناصر الفرقة الوطنية للدرك الملكي بعين المكان بطلب من الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازات للبحث في قضية الطفلة نعيمة، كما طلب الوكيل العام من عناصر الفرقة ذاتها مواصلة البحث في قضية تعود إلى سنة 2017، وتتعلق بشكاية تقدمت بها سيدة من منطقة «أسكجور» نواحي زاكورة تتهم فيها أشخاصا بينهم مسؤول بعمالة زاكورة ومقاولا وفقيها باستغلالها في أعمال البحث عن الكنوز والشعوذة.
واستنادا إلى المعلومات، فإن هذه السيدة اتهمت فقيها موقوفا ضمن هذه الشبكة الموجودة بالسجن على ذمة التحقيق، باستغلالها، في الشعوذة واستخراج الكنوز، بعدما كان يقوم بعلاجها من مرض الصرع، حيث تزوجها بعد ذلك، كما اتهمته بأنه قام بهدم مسكن والديها، واعتدى على ابنها القاصر.
ورزازات: محمد سليماني