أوهمته بمقايضة مبلغ بالعملة الأوروبية يتجاوز 200 مليون
الأخبار
علم، لدى مصادر جيدة الاطلاع، أن العصابات الإجرامية المتخصصة في النصب والاحتيال عن طريق عروض وهمية تتعلق بمقايضة عشرات الملايين من عملة الأورو بالعملة الوطنية، عادت من جديد لاستهداف رجال أعمال وفلاحين وتجار كبار، من أجل تعريضهم لعمليات سرقة مسلحة والسطو على أموالهم.
وأفادت مصادر خاصة لـ»الأخبار» بأنه بعد الإطاحة، أواخر الشهر الماضي، بعصابة إجرامية خطيرة بمنطقة دار الكداري بسيدي قاسم من طرف مصالح الدرك الملكي بالمركز الترابي سيدي علال التازي والمركز القضائي بسرية القنيطرة، تتكون من خمسة أشخاص ويتزعمها عشيقان، قادت شكاية تقدم بها رجل أعمال ينحدر من مدينة قلعة السراغنة مصالح الدرك الملكي بمنطقة الغرب إلى تفكيك عصابة إجرامية أخرى نجحت في السطو على 45 مليون سنتيم من مستثمر كبير في المجال الفلاحي.
واستنفرت شكاية رجل الأعمال أجهزة الدرك بالغرب، بعد محاصرته من طرف العصابة وسط غابة بجماعة سوق الثلاثاء الغرب بإقليم القنيطرة، والسطو على المبلغ المالي الضخم الذي كان يحمله في حقيبة من أجل مقايضته بأضعاف قيمته بعملة الأورو، بناء على اتفاق مسبق مع أفراد العصابة، قبل أن تدخل مصالح الدرك الملكي بالمركز الترابي سيدي علال التازي على الخط بتنسيق مع سرية الدرك بالقنيطرة وسيدي يحيى الغرب والقيادة الجهوية بالقنيطرة، حيث انتشرت قواتها بالمجال الترابي لجماعة سوق الثلاثاء الغرب، الذي نفذت به الجريمة بناء على تصريحات المشتكي. ومكن التدخل الأمني من إيقاف أحد المتورطين في تنفيذ عملية النصب، حيث تم تسليمه، صباح أول أمس الأحد، لمصالح الدرك الملكي بسرية سيدي يحيى الغرب التي تكلفت بالبحث في هذه القضية بعد توصلها بشكاية الضحية، وتم وضع المتهم رهن الحراسة النظرية لصالح الأبحاث التي تشرف عليها النيابة العامة المختصة.
ورجحت مصادر الجريدة عرض مضمون الشكاية على المشتبه به الموقوف، ومحاصرته بالعديد من الأدلة والمحجوزات التي تدل على مشاركته في جريمة النصب وتنفيذ عملية السطو على رجل الأعمال، رفقة أشخاص آخرين لاذوا بالفرار، وينتظر أن يكشف عن أسمائهم وصفاتهم، المتطابقة مع تصريحات الضحية، الذي أكد استدراجه لمنطقة الغرب بعد تفاوض مع وسطاء عبر الهاتف، عرضوا عليه مبلغا ماليا كبيرا بعملة الأورو بدعوى رغبتهم في التخلص منه وتفادي الترتيبات الضريبية الخاصة بعملية الصرف القانونية، مضيفا أن العصابة طالبته بإحضار مبلغ 45 مليون سنتيم للحصول على مبلغ مالي مضاعف بالعملة الأوروبية (200 مليون)، وهي الحيلة التي انطلت عليه، قبل أن يجد نفسه محاصرا وسط غابة بمنطقة الغرب، تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، ما دفعه إلى الاستسلام وتسليم العصابة المبلغ المالي الضخم.
وتأتي هذه العملية الخطيرة بعد أيام فقط على تفكيك عصابة إجرامية ارتكبت الجريمة نفسها، يتزعمها عشريني من مواليد 1996 صاحب سوابق قضائية وعشيقته وابنة أخيه وزوجها وأبن أخته، وقد جرى اعتقالهم جميعهم وتقديمهم أمام الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، حيث قرر قاضي التحقيق إيداعهم السجن بتهم ثقيلة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية من أجل النصب والاحتيال وانتحال صفات ينظمها القانون والسرقة تحت التهديد بالأسلحة البيضاء.
ونجحت العصابة التي كانت تنشط بمنطقة دار الكداري وسيدي علال التازي والقنيطرة، في السطو على عشرات الملايين من مستثمرين ورجال أعمال وفلاحين كبار في المنطقة، حيث كانت تعرض عليهم مقايضة مبالغ مالية وهمية بعملة الأورو بالدرهم المغربي، قبل تعريض الضحايا إلى سرقات مسلحة. وكشفت التحريات المنجزة في الواقعة، أن المتهم الرئيسي كان يوزع الأدوار بحرفية كبيرة على عشيقته وأبناء إخوته وصهره، حيث تتكلف ابنة أخيه بالبحث عن وسطاء والعثور على صور حقائب مليئة بعملة الأورو في مواقع الإنترنيت وإخضاعها لتعديلات تقنية عبر آلية «الفوتوشوب» من أجل إظهارها بوسط قروي، قبل عرضها من طرف المتهم الرئيسي على الضحايا الذين يتكلف زوج ابنة أخيه بالتنسيق معهم عبر مفاوضات طويلة، تتخللها مرحلة عرض أوراق مالية بالأورو حقيقية تحصل عليها ابنة أخيه من البنك بحكم أنها مقيمة بإحدى دول الخليج.
وأكدت مصادر الجريدة أن الترتيبات أعلاه سرعان ما تسقط الضحايا في الفخ بعد إيهامهم أن العرض حقيقي وبعيد عن الممارسات الإجرامية المتداولة بالمنطقة من طرف عصابات الأورو، في حين تتكلف عشيقة المتهم الرئيسي الأربعينية بالبقية حيث تتظاهر بأنها والدة صاحب المبلغ المالي وتتكلف بعمليات الترحيب والإغراء بكرم الضيافة وانتظار الضيف بالمنزل الريفي بضواحي القنيطرة، قبل أن يتم استقباله بوسط المدينة والانعراج به نحو إحدى الغابات من أجل تنفيذ السرقة وتركه في الخلاء.
وتقاطر العديد من الضحايا على مصالح الدرك الملكي، حيث تبين أن عمليات النصب والسرقة همت العشرات وغنمت منها العصابة حوالي 500 مليون سنتيم، وقد تم حجز مبالغ مالية مهمة لدى العصابة.