النعمان اليعلاوي
تفاجأ رواد مقبرة سيدي الضاوي بسلا من سرقة أبوابها الحديدية من طرف ما باتت تعرف بـ”عصابة الحديد”. واستنكر عدد من المواطنين إقدام مجهولين على سرقة الأبواب وعدد من الأغراض الخاصة بالمقبرة الموجودة بالنفوذ الترابي لمقاطعة أحصين، مطالبين بالتحقيق في السرقة التي همت أيضا عددا من مرافق المقبرة ووصلت إلى حد محاولة الجناة سرقة عداد شبكة الماء الخاص بالمقبرة. وأشار المواطنون إلى أن «عملية السرقة تمت في واضحة النهار، في وقت يغيب فيه الزوار عن المقبرة وتزامنا مع موعد صلاة الجمعة»، مضيفين أن «مقبرة سيدي الضاوي لا تتوفر على حارس، وكثيرا ما كانت تشهد أحداثا مأساوية واعتداءات على القبور الموجودة بها».
وكانت عدد من الفعاليات المدنية بسلا وجهت اتهامات لمجلس المدينة بالإهمال واللامبالاة وعدم الاحترام والتقدير لحق الموتى، بسبب الأوضاع التي باتت عليها بعض المقابر التابعة للمقاطعات و«التقصير واللا مسؤولية من جانب المجلس الجماعي ومجلس مقاطعة العيايدة الذي كان يسيره حزب العدالة والتنمية»، حسب الجمعيات، التي اتهمت مجلس مدينة سلا السابق بـ«التدبير السيئ لمقابر المقاطعة التي تحولت إلى مزبلة من الحشائش والأعشاب غير النافعة التي تغطي القبور وتحجب رؤيتها أمام مريديها وزوارها».
وطالبت الهيئات المدنية جماعة سلا بتفويض تدبير مقابر العيايدة لجمعية تدبير المقابر التي تجمعها اتفاقية مع الجماعة، تهم تدبير مقبرة سيدي بلعباس بحي بطانة وسط المدينة، وهي الجمعية التي تدبر مقابر سيدي بلعباس وباب المعلقة وسيدي بنعاشر، وهي المقابر التي شهدت أخيرا عمليات تدبير خصوصية، فيما تشير جمعيات مدنية إلى أن «المقابر في تراب الجماعة، وهي ثلاث مقابر، تعيش وضعية من الإهمال التام إلى جانب الطابع العشوائي في تصميمها وتشييدها، ما يؤكد غيابا تاما لرؤية التصميم وعدم الاهتمام بنظافة المقابر والحفاظ على عملية الولوج إليها في ظروف تسمح لزوارها بمعرفة قبور ذويهم»، حسب الجمعيات التي دعت إلى إلحاق المقابر بباقي مقابر المدينة في التدبير.
وانتشرت في الآونة الأخيرة حوادث سرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي من قبل «عصابات الحديد»، بعد ارتفاع أسعار الحديد في السوق الوطنية، حيث تعمد تلك الشبكات إلى بيع تلك الأغطية والمسروقات الحديدية في السوق السوداء، وباتت سرقة أغطية البالوعات، منذ سنوات طويلة، ظاهرة تعاني منها شركة تدبير قطاعي النظافة والاتصالات، حيث إن آلاف بالوعات الصرف الصحي أغطيتها من الحديد، ومع تكرار السرقة قامت الشركة باستبدال أغطية البالوعات الحديدية بأغطية مصنوعة من الخرسانة لعدم سرقتها.