عرافو المشاهير يقرؤون فناجينهم ويقدمون توقعات بما يخفي الغد
كل من يتصفح المجموعة القصصية “حكايات العراف” سيكتشف أنه في قلب كل قصة تكمن أسرار تدخل المرء نفقا حتى نهاية يتسلل منها ضوء. في عوالم العرافين، رحلة عبر عالم الرعب والغموض، حيث “تلتقي الخرافات بالحقائق، وتختلط الأحلام بالكوابيس”، سنكتشف أن الرعب ليس مجرد ما هو خارجي، بل يعيش أيضًا في زوايا النفوس حبيسا بين أحلامنا.
لا يغزو التنجيم المجتمعات الفقيرة والمتخلفة، بل يخترق حتى المجتمعات المتقدمة صناعيا وتكنولوجيا. وهناك رقم يتداوله المشتغلون في هذا المجال يؤكد أن حوالي 30 ألف محترف في هذه المهنة تحت ظل القانون.
في بلدنا ما زال التنجيم حكرا على النساء بنسبة كبيرة، لكن نادرا ما تصادف عيادة عرافة، فيما القانون الفرنسي يسمح بوجود عيادات متخصصة للمنجمين، مع أنه يحرم السحر والشعوذة، ويعاقب من يفتعل الأكاذيب والأضاليل.
في زمن مضى، كان المنجمون جزءا من منظومة دواوين وبطانة الزعماء والملوك، بل إن السحرة انضموا بدورهم لهذه الأطقم ويتم التشاور معهم قبل اتخاذ القرارات الكبرى في تسيير الدول. وكان لكل شخصية مرموقة ساحرها الخاص، قبل أن يستعين السياسيون بقراء الفناجين.
هناك قولة شهيرة: “كذب المنجمون ولو صدقوا”، تتردد على ألسنة الناس، لكنها ليست من الأحاديث النبوية الشريفة، وإن كان معناها صحيحا في بعض الحالات، خاصة حين يدعي المنجم علم الغيب الذي لا يعلمه الله. فيما علم الفلك فهو مبني على الحس والمشاهدة، وهو مطلوب شرعا.
في الملف الأسبوعي لـ”الأخبار”، سنسلط الضوء على فئة تقتات من التوقعات المستقبلية، وتحتل مكانة في محيط المشاهير الذين ينظرون إلى المستقبل بقلق شديد.
حسن البصري
دجال تونسي يعلن تعاقده مع الناصري
في غفلة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كشف دجال تونسي يدعى محمد علي بن منصور عن تعاقده مع رئيس الوداد السابق سعيد الناصري، وقال في تصريح نشره عبر “اليوتوب”، عن “برشة” فضائح تتعلق بسير الدوري المغربي لكرة القدم، وقدم اعترافات صادمة حول تورطه في صنع ملامح البطولة المغربية ومنح درع الدوري للوداد البيضاوي، ومساهمته المتميزة في إضعاف خطوط هجوم فرق أخرى، مع سبق الإصرار والترصد.
تحدث منصور عن عقدة الأهداف التي جمعته برئيس الوداد البيضاوي، وعن المجهود الذي بذله لرسم ملامح المنافسات الكروية في المغرب، وعن غضبه أيضا من الرئيس الناصري حين كان رئيسا للعصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، بسبب إغلاق هذا الأخير لصنبور الدعم وعدم الوفاء بتعهدات قطعها على نفسه، بل هدد بالسخط على الفريق إذا لم يسدد رئيس الوداد متأخراته المالية.
ولأن النزاع رياضي فقد نصح بعض الوداديين الدجال التونسي باللجوء إلى غرفة المنازعات التابعة للجامعة، ووضع ملفه لدى قضاتها، مع “الإدلاء بكل ما يفيد صحة الشكاية من عقود وفواتير شراء الطلاسم والمواد الأولية التي تفيد في صناعة التعاويذ”.
بسبب تأخر صرف مستحقاته المالية، قرر الدجال توقيف أعماله التنجيمية لفائدة الوداد بداية من الدورة العاشرة، وتوعد المدرب توشاك بالنتائج السلبية.
لن يعرض الدجال التونسي على لجنة الأخلاقيات، لأن اسمه غير وارد في لوائح الهيئة العالمية للسحرة، وغير مسجل في جمعية الفلكيين العرب. ولن يحاكم الرجل الذي أفسد على المسيرين حفلاتهم التنكرية، ولن يساءل بسبب مناجاة الأرواح والتنويم المغناطيسي للاعبين وقراءة الكف والقدم.
لا ندري إذا كان منصور خريج مدرسة العرافة التونسية “الحاجة حبيبة”، التي تملك مكتبا فخما في كل من تونس وباريس، ويتردد عليها رجال السياسة والكرة والفن من كل فج عميق، بل إن الرئيس السابق للوداد قال حين سئل عن منصور التونسي: “خليه يدعينا للفيفا”.
رقية “شوافة” السياسيين في سجن عكاشة
حاولت رقية شهبون، المتهمة في محاولة قتل البرلماني عبد اللطيف مرداس عن حزب الاتحاد الدستوري، الذي قتل رميا بالرصاص أمام باب فيلته بكاليفورنيا، إقناع رئيس جلسة المحاكمة بأنها لم تكن تعلم بجريمة القتل التي أودت بحياة برلماني “الحصان”. واعترفت رقية خلال جلسة الاستماع إليها، من طرف استئنافية الدار البيضاء، بأن الراحل مرداس كان يشك في زوجته، وأن المتهم الرئيسي هشام مشتري التقى زوجة البرلماني في منزل العرافة.
وأعادت فصول محاكمة المتهمين في ملف البرلماني الدستوري عبد اللطيف مرداس، إلى الأذهان حكايات الخيانات التي تتم في عقر دار رجال ونساء السياسة، خاصة بعد أن اعترفت زوجة البرلماني بممارستها للجنس مع مستشار جماعي، وهو ما دفع الرأي العام الوطني إلى استبعاد فرضيات “تصفية الحسابات السياسية” في القضايا التي يكون السياسي أحد أطرافها.
في كثير من القضايا التي عرضت على القضاء أو تلك التي أريد لها أن تسوى بعيدا عن دهاليز السلطات الأمنية والقضائية، تتجاوز الوقائع حدود الإجرام السياسي إلى لعبة الغرام والانتقام، وتدخل العرافة والمنجمة على الخط.
اعترفت رقية شهبون بتردد هشام المشتري وعدد من السياسيين على بيتها، خاصة خلال فترة الانتخابات، حيث تقرأ طالع المشهد السياسي المحلي والجهوي، وتزودهم ببعض المستحضرات السحرية لاستمالة أصوات الناخبين، لذا تم توظيفها في مهام أخرى خارج المجال الانتخابي.
اعترفت رقية “الشوافة” أن أرملة البرلماني والقيادي السابق في الاتحاد الدستوري، عبد اللطيف مرداس، قد عرضت عليها خدمة لإحدى صديقاتها تتلخص في رغبتها في الحصول على رخصة سياقة، ولأن هشام كان يملك محلا لتعليم القيادة، فقد تمت تلبية المطلب وتم نسج خيوط علاقة غير شرعية انتهت بجريمة قتل.
بعد سماع حكم المحكمة، التفتت العرافة إلى أحد رجال الأمن وسألته: “شحال حكمو عليا؟”. وعندما رد عليها: “20 عام”، ظلت تعيد تكرار السؤال وكأنها تتمنى لو أن ما سمعته مجرد صدى كاذب، فقال لها الشرطي مازحا: “أنت شوافة خاصك تعرفي الحكم قبل ما يصدر”. أما أرملة مرداس فخلعت غطاء رأسها، وبقيت تردد جملة وحيدة: “أنا لي يتمت ولادي.. أنا لي يتمت ولادي، وتبعت الشوافة”.
وقضت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء بالحكم على أرملة مرداس، وفاء الصمدي، بالسجن المؤبد، فيما أدانت عشيقها، هشام المشتري، المتهم الرئيسي في قتل مرداس، بالإعدام، حيث أصيب لدى سماعه الحكم بصدمة قوية وبدت ملامحه مضطربة اختلط فيها الضحك بالبكاء.
الحسن الثاني والبصري يبطلان تهافت السياسيين على العرافات
بعد حصول المغرب على الاستقلال، كان الحسن الثاني يعلم أن السياسيين والوجهاء سيتهافتون على السلطة، وأنهم كانوا يفكرون بنفس الطرق للوصول إلى المناصب، بعد أن وصلت أصداء ممارساتهم إلى الملك الراحل. ولعل أكثر الناس دراية بدسائس القصور وما يقع فيها، هو المستشار الراحل عبد الهادي بوطالب، فحتى وإن ظل يقول إن المجالس أمانات، ويصر على إبقاء بعض الأسرار حبيسة صدره، إلا أنه في مذكراته أشار في أكثر من مناسبة إلى أن هناك إيمانا كبيرا بالخرافة لدى بعض الطامحين إلى السلطة، وأوضح أن بإمكانهم القيام بأي شيء للبقاء في مناصبهم أو للوصول إلى أخرى سامية. “أي شيء” هنا تندرج فيها أعمال السحر والشعوذة، خصوصا وأن الراحل عبد الهادي بوطالب، دخل القصور الملكية منذ سنوات شبابه الأولى، ويعلم جيدا أن بعض الداخلين إليها كانت لديهم نيات مبيتة.
ومما عرف أيضا عن الملك الراحل، خصوصا ما حكاه عنه جليسه الأمين، محمد بنبين، الذي عرف بأنه واحد من أكثر الناس ملازمة للملك الراحل في جلساته الخاصة، حيث كان يتناقش معه في الشعر والأدب العربي والكتب القديمة والأساطير أيضا على مدى 33 سنة بالضبط لم يفارقه خلالها إلا نادرا، حتى أنه رافقه في سفرياته إلى الخارج وليس في المغرب فقط.. حسب مؤنس الملك، فإن الملك كان يعلم أن بعض المحيطين به يلجؤون إلى خدمات السحرة والمشعوذين لقضاء مصالحهم الخاصة، لكن الملك الراحل كان يترك الباب أمامهم مفتوحا على كل التأويلات، خصوصا إذا علم بنية أحد مقربيه والمصلحة التي يريد قضاءها بدقة، فيعمل على حرمانه منها.
أما المنتخبون، فهناك واقعة طريفة يرويها بعض من عايشوا إدريس البصري أيام كان وزيرا خالدا في الداخلية. تعود الواقعة إلى سنة 1977، وكان النقاش وقتها محموما حول الانتخابات، وكان إدريس البصري، كعادته، يجمع بعض الزعماء السياسيين في جلسة خاصة بمنزله، وأراد أن يمرر رسالة إلى واحد منهم، تتعلق بممارسات أحد زملائه في الحزب لكي يضمن فوزه في الانتخابات، فكان أن وجه له إدريس البصري الخطاب قائلا: “يجب أن تعلم أن صديقك لن ينجح إلا إذا أردنا ذلك. قل له إن “الشوافات” كلهن لن ينفعنه إذا لم يسمح له إدريس البصري بالفوز بالأصوات”. وكانت الإشارة ذكية، ومعناها أن إدريس البصري يدعو هذا القيادي إلى المجيء إليه والحديث معه بشأن فوزه في الانتخابات، بدل أن يضيع وقته في التجوال بين “الشوافات”.
حين زارت العرافة الفرنسية مقر إقامة ميتران بالمغرب
يهتم السياسيون في فرنسا بظاهرة التنجيم، خاصة ما تم تداوله حول اعتماد الرئيس السابق فرانسوا ميتران في الكثير من قراراته على منجمته إليزابيث تيسيه، هذه الأخيرة ترددت على مقر إقامة الرئيس الفرنسي أثناء زيارته لمراكش وجالسته في “الجناح المخصص له ساعات طويلة. ويقول العارفون بأن لها يدا في قضية مقتل أحمد الدليمي في ضواحي هذه المدينة، بالرغم من التوتر الذي ميز علاقة الحسن الثاني بالرئيس الفرنسي وزوجته دانيال التي ساندت البوليساريو قبل أن تكتشف الحقيقة وتعود إلى صف الحياد.
أصدرت العرافة الفرنسية إليزابيث تيسيه، كتابا تحدثت فيه عن علاقتها بالرئيس فرانسوا ميتران وحددت صفتها في محيطه قائلة بأنها كانت المستشارة الروحية له طيلة السنوات الست الأخيرة من حياته، لدرجة ذهب فيها البعض إلى حد التساؤل: هل كانت هذه السيدة في قائمة عشيقات ميتران؟ لكنها تنفي ذلك وتشير تلميحا إلى أن الرئيس كان يشعر بالغيرة من زبائنها الآخرين، “في البداية لم يكن ميتران مقتنعا كنت أرويه له، إلى أن اقتنع أخيرا بأخباري نتيجة كل ما سردت له من وقائع وأحداث اعتبرها متطابقة مع دورة الأفلاك في برجه برج العقرب”.
تعززت مكانة العرافة أكثر فأكثر بعدما تنبأت له بوقوع حرب في بداية التسعينات فكانت حرب الخليج الثانية. لكن هل يمكن لرئيس دولة مثل فرنسا أن تتأثر بعض قراراته بما يمكن أن تراه منجمة؟ إليزابيث تيسيه أصبحت معروفة في أوساط حاشية ميتران، غالبا ما كان يدعوها إلى تناول الطعام معه.
ليس تيسيه هي المنجمة الوحيدة المعتمدة من رئيس دولة، فقد كانت السيدة دجونا منجمة الرئيس الروسي السابق بورليس يلتسين، وقيل إن الرئيسين وثقا فيهما أكثر من ثقتهما بالمستشارين، ورغم إقبال رجال السياسة على المنجمات فهم يعرفون أن ذلك قد ينعكس سلباً على شعبيتهم ويفضلون دائماً أن تكون زياراتهم للمنجمات أو زيارات المنجمات إليهم في الخفاء على عكس ما كانت تفعله تيسيه.
مكي الصخيرات ضيفا على القذافي ومستضيفا لوزراء مغاربة
كان المغرب في السنوات العشر الأخيرة قبلة للكثير من القامات السياسية، الذين يستنجدون ببعض العرافين والعرافات والمعالجين الطبيعيين وبالتمائم والأعشاب المغربية، وأضاف الرجل بأن أستاذة فرنسية فلكية في علم التنجيم، هي من اكتشفت قدراته وطلبت منه أن يتزوجها ولكنه رفض. كما تردد المكي على مدينة تيزنيت، والتقى شيخا ولما كشف عنه الشيخ قال لوالده “ابنك له إحدى الكرامات”.
تقول الروايات إن العقيد القذافي قد علم بشهرة بالمعالج السحري المغربي، مكي الصخيرات، فاستدعاه لزيارته في طرابلس. القذافي حاول توريط ضيفه المغربي، فقال للمكي: “أمي مريضة مرضا لا نفهمه، وعجز عنه الأطباء، وأريدك معالجتها”. التفت القذافي إلى رفاقه، وقال لهم أحضروها، وكان الرئيس قبل مقابلة المكي المغربي، قد أصدر تعليماته بأن يحضروا أية امرأة عجوز ليقدمها للمكي، على أساس أنها أمه ليمتحنه، وفعلا تم إحضار المرأة، ومرر المكي على رأسها وكتفيها بيديه، ليقول للقذافي: “أمك هاته غير مريضة على الإطلاق”. فأمر حالا بإحضار أمه التي كانت مريضة فعلا.
لكن هذه الرواية غير صحيحة بالنظر لتاريخ وفاة والدة الزعيم، وبالنظر لقول المكي: “أول سفر كان إلى ليبيا وكان سنة 2007، رفقة تاجر وعقيد مغربي، واستقبلونا جيدا وأقمنا بفندق بوابة إفريقيا بطرابلس، حيث أشرفت على علاج مسؤول كبير هناك بعدما زار العديد من الأطباء في لندن وفرنسا وروسيا”.
وحسب رواية للمكي ترابي، المعروف بمكي الصخيرات، فإن “القذافي الله يرحمو ويوسع عليه كان مهلي فيا، كان رجل طيب ومن أطيب الناس”.
قال المكي الترابي، المعروف بـ”مكي الصخيرات” إنه يعالج حكاما ووزراء وبرلمانيين وأطباء من مختلف بقاع العالم، وأشار إلى أنه متشبث بـ”بركته وطاقته”، وقدرته على معالجة الأمراض الخطيرة بهذه “البركة”، موضحا أنه استقبل أكثر من مرة سياسيين مغاربة، رافضا الكشف عن أسمائهم وسر الزيارات.
يرفض “مكي الصخيرات” أن يوصف بالدجال أو المنجم، حيث قال إنه لا يمارس السحر والشعوذة، بل يعالج المرضى باللمس فقط، وأنه ظاهرة من الظواهر الخارقة، لأثر الطاقة المغناطيسية التي توسعت مئات الكتب في تفسيرها.
عراف تونسي من أصل مغربي يدفع ضرائب للحكومة
حسب ما أوردته جريدة “المصور الأسبوعي” التونسية، فإن العراف كمال المغربي، أشهر عراف في تونس، قد استعان بخمسة محامين في نزاعه مع الحكومة التونسية، بعد أن قررت هذه الأخيرة وقف نشاطه في منطقة بومهل ولاية بن عروس، ما جعل القضاء يتدخل ويوقف نشاطه وإخضاعه للشروط الجبائية لأول مرة في علاقة عراف بالدولة.
يصر كمال المغربي على رفض صفة عراف، ويؤكد بأنه دكتور في علم التنجيم، ويسمي محله بالعيادة، التي يلفها جمع منقطع النظير للمواطنين القاصدين هناك للعلاج.. وللعلم فإن كمال المغربي (الحكيم الروحاني العالمي) كما يعرف بنفسه في لافتة كبيرة على محل سكناه يضيف في اللافتة أنه: (مرخص له من طرف الدولة).
في الحوار نفسه كشف كمال المغربي بالوثائق أن له شهادة من قبل وكيل الجمهورية التونسية، تم فيها البت بحفظ موضوع الإحالة المتعلق بنشاط العراف كمال المغربي وذلك بتاريخ 19 مارس الماضي، مشيرا إلى أنه مجرد طبيب معالج بالرقية الشرعية، وهو عضو بارز في رابطة الشرفاء الحسنيين العلويين وأبناء عمومتهم في المغرب.
يبلغ من العمر خمسين سنة وهو تونسي الجنسية ويدعي أنه يستعمل “الرقية الشرعية” في معالجة زبنائه، وأكد بأنه “يعمل منذ سنوات طوال ما أكسبه خبرة في هذا المجال الذي نجح عبره في استقطاب العديد من الزبناء، من بينهم شخصيات معروفة ومرموقة من تونس ومن الخارج ومن مختلف الطبقات على تعبيره”. في إشارة إلى شخصيات سياسية تتبوأ مراكز قيادية في حزب النداء والنهضة.
حاخام يهودي.. العراف الذي تحول إلى رئيس للدفاع الجديدي
في قلب حي الملاح بالجديدة، يوجد بيت الساحر اليهودي “أوحايون لازاري” هنا كان يقيم والده الذي مارس نفس المهنة منذ سنوات، قبل أن يتم توريثها أبا عن جد، كان يستقبل زبناءه يوميا باستثناء ليلة الجمعة ويوم السبت حيث يتزعم فيهما “شباط” في المعبد اليهودي. كان الرجل يفضل كتابة تعويذاته في بيضة ويحشوها بمواد مختلفة، فيقوم الزبائن بشراء بيضة بعشرات الدراهم رغم أن سعرها لا يتعدى درهما واحدا.
لكن حاخام الجديدة أوحيون لازاري إيلي لم يقطع الصلة بالرياضة فقد تحول في التسعينات من القرن الماضي إلى رئيس للدفاع الحسني الجديدي لكرة اليد، وأصبح ابن الحي البرتغالي عضوا داخل المكتب المسير للفريق الدكالي لكرة القدم، أملا في نشر بركاته وجلب السعد لفريق كان يستمتع بأرجوحة الصعود والنزول.
لا يقتصر زبناء الحاخام على أهالي دكالة وشخصياتها، فقد قيل إن مكتبه قبل الانتخابات يعج بالمرشحين، خاصة وأنه اعتلى تدريجيا صدارة السحرة اليهود في المغرب والعالم بأسره، إذ تأتيه أفواج من المغاربة المسلمين واليهود وأجانب من إسرائيل ودول أخرى للتبرك بقدراته الخارقة كما يقولون.
برنامج الحاخام اليومي يتوزع على الاهتمام بقاعة نجيب النعامي، حيث يتدرب الفريق، وزيارة المقابر والمعابد اليهودية بهذه المدينة الساحلية، واستقبال الزبناء الذي يفدون عليه من عدة مناطق.
لكن أكثر القصص غرابة ودهشة في العالم، هو ما رواه أحد الحاخامات الإسرائيليين عام 2009 عن قصة وفاة الزعيم المصرى الراحل جمال عبد الناصر، ودور السحر الأسود في وفاته عام 1970 وقد زعم الحاخام أن ثلاثة حاخامات قاموا بطقوس السحر الأسود للتخلص من الرئيس المصري الراحل.
المغربية نعيمة فايز تنقل التنجيم للأثير
نعيمة فايز مغربية تمارس هذه المهنة في منزلها للزبائن وفي الإذاعة للمستمعين وتشبه عملها بعمل طبيب نفساني فالأشخاص الذين يستشيرونها غالبا ما يبحثون عن نصيحة في ظل المتاعب التي يلقونها في حياتهم اليومية، وكثيرون هم الذين يلجؤون إلى التبصير وكأنه دواء يريحهم.
قالت نعيمة فايز وهي عرافة من أصل مغربي: “أمارس هذه المهنة بشكل رسمي في الدول الفرنسية، ولدي عيادة تشبه عيادة المحللين النفسيين، كما وأنني أدفع كل الضرائب المترتبة على هذه المهنة إلى الدولة، ومعظم الناس الذين يأتون إلى عيادتنا هنا يقصدوننا لأننا أساساً عيادة مغربية، والتبصير المغربي معروف في كل أنحاء العالم، ونحن معروفون أكثر من أي منجمات أو مبصرات في دولة مشرقية أخرى، مثل مصر أو غيرها، كما لدينا شهرة أيضاً في كل ما يتعلق بالعلاج الشعبي أو الطب المغربي، والناس في فرنسا يقصدوننا لأنهم يواجهون مشاكل عاطفية عديدة من أبرزها الوحدة، حيث يوجد 70 في المائة من الزبائن من الجزائر، المغرب وتونس ولبنان ومصر، أي باختصار من الشرق ومن شمال إفريقيا، وهم لديهم جميعاً مشاكل تتعلق بالتوتر النفسي وتدبير أوراق إقامتهم في فرنسا.
لالة عويش: زارت الباشا والصدر الأعظم في منامهما فأغدقا عليها
يقع ضريح لالة عويش في المدينة العتيقة بمراكش، الطريق إليها يجبر الزائر على المرور عبر أزقة ضيقة في حي أسول، الذي تنبعث منه رائحة التاريخ والجغرافيا بعد أن حافظ لقرون على بساطة وجوده وتعايش بسلام مع صخب ساحة جامع لفنا.
العارفون بالتصوف يجمعون على أن وجودها في مدينة مراكش التي تزخر بالأولياء الصالحين قد ساهم في التعتيم بعد أن سرق سبعة رجال الأضواء من كل الأولياء. لكن الباحثين يؤكدون أن عائشة وهذا اسمها الحقيقي، جاءت إلى مراكش قادمة من سبتة، هروبا من بطش زوجها الذي قيل بأنه كان مدمن خمر وقيل في رواية أخرى إنه كان يمنعها من الزهد.
عاشت لالة عويش نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وحظيت برعاية خاصة من الباشا التهامي لكلاوي الذي كان يستشيرها في كثير من القرارات شأنه شأن شقيقه المدني. كما نالت حظوة من الصدر الأعظم محمد المقري، قيل إن ابنته رقية المقري، وهي من زوجات السلطان مولاي عبد الحفيظ، كانت من مريدي الولية السبتية. لكن مقدم الضريح له رواية مشابهة تقول إن الكلاوي والمقري قد زارتهما الولية في منامهما فاستشارا الفقهاء والعارفين بتفسير الأحلام، و”أشاروا عليهما ببناء تابوت للاعويش، و”وقفت” على الباشا مرة ثانية في منامه وطلبت منه أن يبني لها حجابا يقيها من كل أنواع الأذى والخبائث، فأمر بصنع التابوت بحي القصبة ونقله إلى الضريح في موكب مهيب”. وتضيف الروايات الشفوية المستقاة من عين المكان، والتي تحتاج إلى تدقيق تاريخي، إن المقري زار ضريح الولية سرا رفقة أفراد عائلته، وتبرك بها ووعدها بتحقيق مطالب المنام. وأن السلطان مولاي عبد الحفيظ كان يرعاها ومولاي يوسف هو الذي أمر بإقامة ليالي الحضرة في ضريحها، بينما كانت عائلة الكلاوي تعتبرها بوصلتها في كثير من المواقف.
ويرى فئة من الناس أن لالة عويش “تحكم أربعة ملوك من الجن”، وقيل إنها كانت تصلي المغرب في مراكش والعشاء في مكة المكرمة. ولعل ارتباطها بالسلطة على الكائنات الجنية حول ضريحها إلى مزار لهواة الحضرة على غرار ما يقام بضريح زميلتها في “صرع الجن” وجارتها لالة رقية.
وحسب بعض الكتابات التي لامست ظاهرة الحضرة في مزارات مراكش، فإن تقليدا راسخا في تاريخ التصوف بالمدينة، حول ضريح لالة عويش إلى موسم سنوي يمتد لأربعة أيام قبل شهر رمضان من كل عام بمشاركة وفود من الحوز في ما يشبه موسم الشموع، مع اختلاف بسيط يكمن في وجود الجذبة كوجبة أساسية غالبا ما تحقق اكتمالها الوجداني بسقوط النساء من شدة الحال. لاسيما وأن الطقوس تفرض أن تكون لكل ولية “حضاراتها” التي تملك الحق الحصري للحضرة.
ويحاول كثير من الكتاب تصنيف لالة عويش في خانة الوليات المرتبطات بالحال، ويعتبرونها عابرة سبيل حلت بمراكش قادمة من سبتة، فأكرم المراكشيون وفادتها بعد أن تحولت من متصوفة زاهدة إلى مروضة للجن، وزاد من شهرتها عناية القصر السلطاني بها في عهد مولاي عبد العزيز ومولاي يوسف.