عدوى التحقيقات في فضيحة «فولكس فاغن» تنتشر في العالم
بدأت دعوات العديد من الدول والمسؤولين بشأن التحقيق في فضيحة شركة السيارات «فولكس فاغن» الألمانية، في الانتشار في العالم بشكل كبير، فبعد الولايات المتحدة الأمريكية التي انطلقت منها شرارة الفضيحة عقب اتهام الشركة بتصميم برمجيات لسياراتها التي تعمل بالديزل تخدع المنظمين الذين يقيسون الانبعاثات السامة، من وكالة البيئة الأمريكية. انتقلت عدوى التحقيقات في الفضيحة المرتبطة بسيارات الشركة الألمانية، إلى العديد من الدول، منها اليابان ودول أوروبية أخرى. وفي الهند نقلت صحيفة «مينت» عن مسؤولين أن الحكومة الهندية أمرت بإجراء تحقيق بخصوص انبعاثات سيارات “فولكس فاغن” بعد أن أقرت الشركة بالغش في اختبارات التلوث الأمريكية. وقالت الصحيفة إن الحكومة طلبت من رابطة أبحاث السيارات الهندية تقييم سيارات “فولكس فاغن”، ونسبت «مينت» إلى مسؤول حكومي قوله «نريد أن نعرف إن كان ما حدث في الولايات المتحدة قد يحدث في الهند أم لا».
وفي إيطاليا، قال وزير النقل الإيطالي جراتسيانو ديلريو إن بلاده ستختبر 1000 سيارة من جميع الطرز المباعة في البلاد بعد أن قالت شركة “فولكس فاغن” الألمانية إنها تحايلت على اختبارات قياس الانبعاثات من سياراتها التي تعمل بالديزل في الولايات المتحدة. وقبل ذلك قالت وزارة النقل الإيطالية إنها ستجري تحقيقا للوقوف على ما إذا كانت “فولكس فاغن” قد تحايلت أيضا على اختبارات الانبعاثات في أوروبا. ويأتي إعلان ديلريو بأن التحقيق سيجري توسيعه ليشمل جميع طرز السيارات المباعة في إيطاليا بعد أن قال وزير النقل الألماني في وقت سابق إن “فولكس فاغن” تحايلت على اختبارات في أوروبا أيضا.
وقالت وزيرة البيئة الفرنسية سيجولين رويال اليوم، إن فرنسا أطلقت تحقيقا فيما إذا كانت شركة “فولكس فاغن” الألمانية لصناعة السيارات قد استخدمت أيضا البرمجيات التي خدعت الهيآت التنظيمية الأمريكية في قياس الانبعاثات السامة في بعض سياراتها التي تعمل بالديزل في فرنسا. وأضافت رويال في بيان أنها طلبت من وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة المزيد من المعلومات بشأن الغش الذي ارتكبته “فولكس فاغن”، وقالت أيضا إنها طلبت من جميع مصنعي السيارات في فرنسا ضمان عدم حدوث ممارسات مماثلة في شركاتهم.
وعلى الصعيد الأوروبي، دعت المفوضية الأوروبية الخميس الماضي، جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيقات في أعقاب فضيحة “فولكس فاغن” للتحايل على اختبارات قياس الانبعاثات في سياراتها التي تعمل بالديزل في الولايات المتحدة. وأبلغت المتحدثة باسم المفوضية لوسيا كوديت الصحفيين «نحن ندعو جميع الدول الأعضاء إلى إجراء تحقيق»، واقترحت المفوضية تشريعا جديدا لتشديد نظامها لاختبارات السيارات الذي تقول إن تنفيذه هو مسؤولية الدول الأعضاء. وتدرس المفوضية أيضا إمكانية إدخال تغييرات على منظومة الاتحاد الأوروبي للموافقة على طرز السيارات الجديدة عند طرحها في الأسواق. وتواجه “فولكس فاغن” غرامات تصل إلى 18 مليار دولار بعد اتهامها بتصميم برمجيات لسياراتها التي تعمل بالديزل تخدع المنظمين الذين يقيسون الانبعاثات السامة.