محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية بطنجة أضحى يعرف عجزا على جميع الأصعدة، خاصة أن عدد الأسرّة بداخله لا يتجاوز 75 سريرا في حين أن عمره يتجاوز 60 سنة. وأكدت المصادر أن هذا يتسبب في معاناة واضحة للمرضى وأسرهم، خاصة في ظل تسجيل تزايد أعداد المختلين والمضطربين عقليا الموجودين بالشارع العام، حيث أصبحوا يشكلون مساسا بأمن الأشخاص والممتلكات.
وتشير المصادر إلى أن تقارير سبق أن وضعت أمام وزارة الصحة، تنبهها إلى ما يجري وتدعوها إلى ضرورة التدخل، وتورد بعض المعطيات أن من ضمن المشاكل العويصة المرتبطة بالمستشفى، غياب شروط السلامة الجسدية في غرف العزل الانفرادي مع انعدام كيفية المراقبة بفعل غياب التيار الكهربائي، حيث إن النزلاء يقضون أيامهم وسط الظلام الدامس، ناهيك عن أن الاكتظاظ الذي يحصل داخل المستشفى، خصوصا في مصلحة الذكور، يدفع المرضى إلى المبيت على الأرض وبدون غطاء، وهو ما يحط من نفسية المريض في مشهد يوصف «باللا إنساني» ويجرده من كرامته.
ورغم افتتاح مشروع مواز، أخيرا، إلا أن الأطر الطبية لازالوا يعانون، بدورهم، الأمرّين لكونهم ضحية المستشفى المذكور لسنوات، خصوصا وأن الوزارة الوصية جعلتهم في خط الدفاع الأول مع تحميلهم المسؤولية، بالرغم من كونهم طرفا متضررا والحلقة الأضعف بسبب الأوضاع المأساوية، ويظهر ذلك من خلال حجم السب والشتم بل حتى الاعتداءات الجسدية التي يتعرضون لها من قبل عائلات المرضى والنزلاء من حين لآخر.
