عبد الله هدهود «السطاتي»….وفاة صديق الملك دون تحقق حلم الحصول على الجنسية المغربية
حسن البصري
نسي المغاربة اسمه المدون في الوثائق الرسمية، وعرفوه بلقبه «السطاتي» نظرا لارتباطه الطويل بفريق النهضة السطاتية، حتى أصبح جزءا من ذاكرته، رغم أن عبد الله السطاتي من أصول جزائرية ولعب لسنوات طويلة ضمن منتخب جيش التحرير الوطني الجزائري لكرة القدم، إلى جانب كل من مخلوفي وكرمالي والزيتوني وطيفور، وغيرهم من اللاعبين الجزائريين المحترفين في فرنسا بالخصوص.
برز عبد الله مدافعا في صفوف نادي بوردو الفرنسي، وعلى الرغم من انضمامه لفريق جيش التحرير الوطني، إلا أنه عرف باعتداله ورغبته في الفصل بين السياسة والرياضة، وحين أنهى مساره كلاعب عاد إلى المغرب وشرع في العمل مساعدا للمدرب الفرنسي كي كليزو على رأس المنتخب الوطني، قبل أن يعهد إليه بتدريب منتخب الشرطة المغربي، بالرغم من جنسيته الجزائرية، وذلك بقرار من الملك الحسن الثاني.
في الوقت الذي كان الفريق الوطني يقوم بتحضيراته في إفران على يد مدرب يوغوسلافي يدعى فيدنيك، كان السطاتي يشرف على تدريب فريق الشرطة الذي واجه المنتخب الجزائري في الدار البيضاء مستعينا بلاعبين سقطوا من لائحة فيدنيك. ومن المصادفات الغريبة أن عبد الله السطاتي، وهو من أب جزائري وأم مغربية، أشرف على تدريب منتخب المغرب حرف (باء) أمام المنتخب الجزائري، وكان الفوز من نصيب المغرب أياما قبل مونديال المكسيك 1970.
فاز منتخب السطاتي على أبناء وطنه الجزائريين بثلاثية، وقرر الملك الحسن الثاني أن يبعثه إلى المكسيك حيث التحق بالبعثة دون أن يكون ضمن الطاقم التقني، لكنه تمكن من تقديم يد العون للاعبين، بل إن الأمير مولاي عبد الله أصر على أن يكون السطاتي مستشارا لفيدنيك خلال تواجد المنتخب في المكسيك.
كان الملك الحسن الثاني يعرف السطاتي حق المعرفة، خاصة وأن هذا الأخير كان لاعبا في صفوف بوردو، المدينة التي تابع فيها ولي العهد آنذاك دراسته الجامعية، بل إن لقاءات الحسن وعبد الله لم تكن تمر دون أن يغمرها حديث السياسة، بعد أن كان السطاتي من بين المخططين لعملية هروب اللاعبين الجزائريين المحترفين من فرنسا في 1958 والتحاقهم بصفوف جيش التحرير، سيما وأن الحسن الثاني كان معجبا بفكرة المنتخب الجزائري المغترب.
التقى عبد الله في مرات عديدة الملك الحسن الثاني، حين أشرف على تدريب العديد من الفرق المغربية من قبيل المغرب الفاسي والرجاء والوداد البيضاويين، والدفاع الحسني الجديدي والنادي القنيطري، وجمعية سلا وشباب المحمدية واتحاد الخميسات، لكنه ارتبط طويلا بالنهضة السطاتية. وسبق للسطاتي أن تقلد مسؤولية تدريب فريق المولودية الوجدية، الذي كان في الوقت نفسه أحد لاعبيه خلال موسم 1963/ 1964، سيما وأنه من أصول جزائرية.
وعلى الرغم من وجوده في أكثر من مناسبة بجانب الملك، إلا أن عبد الله السطاتي لم يطلب منه أي إعانة أو ريع، ولم يشتك من مسؤولين طالما عرقلوا رغبته في الحصول على الجنسية المغربية.
مات عبد الله في صمت، بدون تقاعد ولا تغطية صحية، إلا من دعم ابنته الممرضة وابنه الأستاذ الجامعي، ومنحة شهرية من مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، ودفء أصدقائه في جمعية صداقة ورياضة.
وقد كرمه والي أمن وجدة مع جمعية فضاء المولودية الوجدية