مانسيناكش
عبد الرحيم زوهو (لاعب شباب المحمدية)
حسن البصري
لماذا كان انتقالك إلى الجيش دون شروط؟
بعد أسبوع من المفاوضات مع جمعية الحليب، اتصل بي حسن أسطرا، حارس الجيش الملكي، موفدا من المدرب المهدي فاريا، طلب مني مرافقته إلى مقر النادي الرياضي للجيش الملكي، دخلنا مركز التدريب ووجدنا الإطار العسكري، الكولونيل العكاري، والمدرب فاريا. هذا الأخير تحدث مع مسؤولي شباب المحمدية لكنهم رفضوا، إلا أنني قررت البقاء في الجيش. في اليوم الموالي قدمني فاريا للاعبين وفي أول أسبوع تم تأهيلي للعب. في تلك الفترة كان فريق الجيش يستقبل مبارياته في ملعب البشير بالمحمدية، وأحمد الله لأن تأقلمي تم بسرعة بفضل لاعبين أعرفهم جيدا أمثال: شيشا وحسينة، وفاضلي ودحان. انتقل الجيش إلى المحمدية لمواجهة النهضة السطاتية، وفي مستودع الملابس تأكد لي دخولي رسميا، خاصة بعد غياب خيري، انتصرنا بثلاثية وفوجئ جمهور المحمدية بتواجدي ضمن مجموعة تضم لاعبين دوليين، ولا تنس أن عمري آنذاك لم يكن يتجاوز 21 سنة.
كيف قبلت التوقيع للجيش بأقل مما كنت تتقاضاه في شباب المحمدية؟
كنت أتقاضى في شباب المحمدية، ونحن في القسم الثاني، راتبا يفوق ما كنت أتقاضاه مع الجيش الملكي. لقد تسلمت في نهاية أول شهر مبلغ ألف درهم، فتساءلت حول هزالته فقيل لي إنني سأتوصل بمنحة قدرها 40 ألف درهم، وحين لاحظ فاريا غضبي من الراتب الهزيل أضاف 500 درهم. في اليوم الموالي جهز لي المدرب الشقة من ماله الخاص، وقرر أن يعوض الخصاص الذي أشعر به، على المستوى المالي بالخصوص، ورغم ذلك كنت أواظب على التداريب.
هل أتممت الموسم الكروي؟
نعم لعبت أغلب مباريات سنتي الأولى في الفريق العسكري، في السنة الثانية لعبت أيضا كل المباريات، لكن في السنة الثالثة بدأت أستعد للمغادرة وأخذت أفكر جيدا في البحث عن وجهة أخرى. غبت شهرين تقريبا عن التداريب والمباريات، وكان رجال الدرك يطرقون بيتي في المحمدية ليأخذوني معهم إلى الرباط، إلى أن زارني الرئيس المنتدب، الجنرال القنابي، في المحمدية، وجمعتني به جلسة مكاشفة. قلت له إن الراتب ضعيف والمنح هزيلة واشتكيت من السكن مع العزاب وأنا متزوج، حينها وعدني بتحسين وضعيتي المالية وطلب مني تجهيز ملف ولوج سلك الدرك الملكي، لكن ما أن غادر الجنرال المحمدية حتى بدأت أفكر في ما سيواجهني في الدرك من صعوبات وأنا أرفض الأوامر، سيما بعد أن علمت أن بعض اللاعبين في الفريق وضعوا في سجن المركز الرياضي، بل إن أحدهم زرع الرعب في داخلي من خلال قصة الخلاف التي جمعت إدارة الجيش بكل من العثماني وبيدار وأيامهما في السجن.
سيغادر فاريا الجيش وستجد نفسك في موقف حرج، كيف تعاملت مع الأمر؟
علاقتي بفاريا هي التي كانت تدفعني لنسيان غضبي والبقاء في الفريق العسكري، وهو أول من نادى علي لأكون ضمن المنتخب المغربي، والذي لن أنسى ما حييت تصرفاته الأبوية معي وإصراره على ضمي لنادي الجيش. اعتذرت بالرغم من إلحاحه لكي أصبح دركيا، وبالرغم من بعض الإغراءات، لسبب بسيط هو أني كنت مهووسا بشيء اسمه السفر والتجوال، وكنت أعرف صعوبة واستحالة تحقيق ذلك في حال انضمامي لسلك الدرك ولناد كبير اسمه الجيش الملكي. صدقني لم أندم على هذا القرار نهائيا. مع الأسف الشديد كنت أراهن على وظيفة في الدرك ولكني خفت من تبعاتها.
توصلت بعرض من سويسرا، لكن الحظ العاثر طاردك من جديد، كيف ذلك؟
حين توصلت بالعرض السويسري كنت قد رزقت بابنة عمرها آنذاك ثلاثة أشهر، هي الآن متزوجة في فرنسا. عرض علي وكيل سويسري من أصل بولوني الانضمام لفريق سيرفيت جنيف، توصلت بالتأشيرة وجهزت نفسي للسفر، وكنت حينها أتمرن مع التبغ الرياضي تحت إشراف العربي كورة. استشرت مع زوجتي فشجعتني على السفر، هناك استضافتني عائلة مصطفى الحداوي وشرعت في التدريب مع نادي سيرفيت جنيف، وحين سافر هذا الفريق لمعسكر خارجي اقترح علي وكيل الأعمال اللعب لفريق من أجل الانعتاق فوافقت. بعض مسؤولي الفريق السويسري كانوا يعتقدون أنني مكسيكي، لكن البطاقة الدولية أو الترخيص بالاحتراف لم تأت من المغرب.
لماذا؟
قامت إدارة الفريق السويسري بمراسلة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في موضوع الترخيص، فأحالتها على إدارة الجيش لكنها لم ترد، وعشت في سويسرا معلقا لا أمارس في المغرب ولا أنا بمحترف. قامت الوالدة بمجهود كبير، كانت تسافر إلى الرباط وتطرق باب العكاري، المسؤول في إدارة الجيش، للحصول على رخصة الاحتراف، فتعود بوعود فارغة إلى أن يئست.
لكنك كنت تنتمي لبطولة هاوية لا يربطك أي عقد مع الجيش؟
أول واحد فطن للأمر هو محسن ياجور حين غادر معسكر الرجاء في سويسرا، واحترف دون ترخيص لأنه ينتمي لبطولة هاوية. بعد شهر من الانتظار سأعود إلى المغرب لأقضي موسما أبيض وفي الموسم الموالي ذهبت للتبغ والتحقت بالفريق الذي كان يشرف عليه كل من كورة ونجيب، ورغم الفراغ الذي عشته وانقطاع مسيرتي، إلا أنني كنت دوما حاضرا في منتخب الأسبوع على مستوى البطولة، وهذا يرجع لجهودي في التداريب.