شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرملف الأسبوع

عام على الزلزال عاديون حولهم زلزال الحوز إلى مشاهير

 

قال الملك محمد السادس في خطاب رسمي ألقاه بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية، إن “الزلزال الموجع الذي ضرب البلاد ومس المغرب ملكا وشعبا، وإذا كان يخلف الدمار فإرادتنا هي البناء الإعمار”، مشيدا بروح التضامن التي عبر عنها المغاربة مع إخوانهم المنكوبين، بالإضافة إلى جهود القوات المسلحة الملكية، والوقاية المدنية”، مبرزا أن الزلزال أبرز القيم الأساسية للمغاربة في مقدمتها قيم الوسطية والاعتدال التي ينص عليها الدين الحنيف، وقيم حب الوطن والإجماع على الوحدة الوطنية.

في نكبة كبرى من حجم الزلزال، فاق عدد الوفيات الذي خلفته 3200 شخصا، وضعف هذا الرقم من المصابين بعاهات مختلفة، كان لابد من تضافر جهود المجتمع المدني بكل أطيافه، حيث انخرط المغاربة في عمل إنساني وشهد الحوز والمناطق المجاورة تدفقا لأصحاب النوايا الحسنة كل يختار خندق الخير الذي يريده، في تنسيق تام مع خلية التتبع التابعة لوزارة الداخلية، جنبا إلى جنب مع المبادرات الملكية التي ركزت على إيواء الساكنة المتضررة من الزلزال الذي هز عدة مناطق بالمملكة، وحمايتهم بشكل استباقي.

لكن إلى جانب المجهود الرسمي والتعبئة اليومية للسلطات المحلية، والقوات المسلحة الملكية، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، والهلال الأحمر المغربي، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، وعناصر الوقاية المدنية، إلى جانب باقي المتدخلين، ظهرت أسماء سرقت الأضواء بمبادرات فردية ونالت حظا وافرا من النجومية.

كانوا قبل الزلزال أشخاصا عاديين، سرعان ما حولتهم النكبة إلى مشاهير سجلوا أسماءهم في سجل العمل الإنساني.

 

عبد الرحيم.. فتى مكلوم يدخل أكاديمية الرجاء

وسط صخب الفاجعة وتضارب الأخبار ووسط حشود أزيد من 350 صحافيا من مختلف المنابر الأجنبية، تناقلت وسائل الإعلام صورة طفل خرج من تحت الأنقاض وهو يرتدي قميص فريق الرجاء البيضاوي. انتشرت الصورة على نطاق واسع، فتحرك الرجاويون إلى موقع النكبة في الحوز أملا في التكفل بطفل يتيم فقد والديه في ليلة الزلزال.

حلت جمعية العش الأخضر لأنصار الرجاء البيضاوي بموقع الفاجعة وبحثت عن الطفل الرجاوي المكلوم. وفي التفاتة إنسانية أعلن نادي الرجاء المغربي عن تقديم دعم مادي ومعنوي للطفل، الذي كان سعيدا وهو يتلقى قميص الرجاء من يد رئيس الجمعية مع وعد باستكمال إجراءات انخراطه في أكاديمية الفريق الأخضر.

وأعلن الرئيس السابق لنادي الرجاء، محمد بودريقة، دعم الطفل الذي ظهر في مقطع مصور وهو يرتدي قميص الفريق، كما قاد أنصار النادي حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الطفل وانتشاله من الضياع، خاصة وأنه مهدد بموسم دراسي أبيض، إذ وافق رئيس الرجاء على تسجيل الطفل اليتيم بأكاديمية الفريق ومساعدته على متابعة دراسته.

ليس الرجاء الفريق المغربي الوحيد الذي أدخل الفرحة على أطفال مكلومين، بل إن العديد من مشجعي الفرق الوطنية اختاروا، عبر فصائل “الإلتراس”، توفير قمصان وبذل رياضية وحتى الكرات كانت حاضرة في شاحنات الشحن.

ظهر طفل آخر مرتديا قميص ريال مدريد وهو يتحدث عن مقتل أسرته في الزلزال، حينها أطلق النادي الإسباني حملة لتحديد مكان طفل مغربي يدعى عبد الرحيم، فقد كل أفراد أسرته جراء الزلزال المدمر الذي ضرب عدة مناطق في الجنوب.

وفي فقرة من فقرات البرنامج التلفزيوني الإسباني، “إلشرينغيتو”، ظهر الطفل وهو يرتدي قميص الريال ما حرك وجدان أنصار هذا الفريق، إذ تم على الفور ربط الاتصال برابطة محبي الريال في المغرب من أجل الوصول إلى الطفل المتيم بحب النادي الملكي ومساعدته في محنته.

 

عاقيل.. سوسي بسيط يكرمه “الكاف” بسبب تبرع

شهد حفل توزيع “جوائز الكاف” لعام 2023 لحظة إنسانية حيث أصر رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على تقديم جائزة التآزر الخاصة للمواطن المغربي محمد عقيل. الذي ينحدر من مدينة تزنيت، لمساهمته الاستثنائية والملهمة خلال زلزال الحوز.

تجسد هذه اللحظة معنى البطولة والإنسانية في أبهى صورها، حيث قطع عقيل مسافات طويلة على دراجته الهوائية لتقديم المؤونة لضحايا الزلزال. إنه ليس فقط عمل يستحق التقدير، بل هو أيضاً مصدر إلهام للعديد من الأشخاص حول العالم.

بهذا العمل النبيل، لم يكتفِ فقط بتقديم العون لمن هم في حاجة، بل أثبت أن العطاء لا يقتصر على الموارد المادية، بل يشمل أيضا الجهد والوقت والتفاني. إنه بحق مثال للعطاء الإنساني والشجاعة.

تداولت منصات التواصل الاجتماعي قصة هذا الرجل الذي جاء بدراجته الهوائية مسرعا قاصدا قافلة المساعدات قبل انطلاقها، كان همه الوحيد إيصال ربع كيس من الدقيق للقافلة كنوع من المساعدة التي استطاع تقديمها لضحايا الزلزال.

بعد أن تبرع بنصف كيس من الدقيق اختفى عن الأنظار، وبعد الضجة الإعلامية التي واكبت تصرفه الشهم النبيل، عاد اسم “مول البيكالا” إلى الواجهة من جديد، حيث قام مجلس جهة مراكش آسفي بتكريم هذا الرجل الذي دخل قلوب جميع المغاربة دون استثناء، قبل أن يأخذ التكريم بعدا قاريا.

وجاءت هذه الخطوة التكريمية الرمزية والمهمة، عرفانا وامتنانا بالخطوة التضامنية البهية التي قام بها هذا الرجل الخمسيني، تشجيعا لروح التضامن بين المغاربة، لا سيما تلك التي عبر عنها بشكل عفوي.

لم يكن يعلم أن الكاميرات والعيون مصوبة نحوه، حل بنقطة لجمع التبرعات والمساعدات في مدينة تيزنيت وهو على متن دراجة هوائية جد بسيطة، قبل أن يترجل عنها وينزل منها ما تيسر من مساعدة عينية قدمها في صمت، ثم تسلل إلى حال سبيله في صمت، ليصبح بذلك واحدا من أشهر الوجوه المغربية التي طبعت الحملة التضامنية الواسعة بين المغاربة لإغاثة المتضررين من الزلزال.

أكد عاقيل في تصريح صحفي عقب تكريمه، أن الكيس كان يحتوي على 10 كيلوغرامات من الدقيق الممتاز، لا كما ادعى البعض بأنه تبرع بنصف الكيس واحتفظ بالنصف الآخر لعائلته، مضيفا أنه قام بربطه بتلك الطريقة من أجل تثبيته على دراجته الهوائية.

كما أكد المتحدث أنه لم يكن على دراية بالفيديو ولا بحجم الانتشار الذي وصل إليه ولم يعرف موثقه لحدود الآن، إلى أن أخبره جاره بأن الفيديو أصبح حديث المغاربة وغيرهم من دول أخرى.

 

لاعب استكتلندي متقاعد يعود للأضواء بسبب فاجعة الحوز

كان ألان روف اللاعب الدولي الاسكتلندي السابق، يقضي حياة التقاعد الرياضي في شقة بمدينة مراكش بعيدا عن صخب الكرة، قبل أن يظهر في واجهة الأحداث وينفض عنه غبار النسيان. حين تابع ألان أخبار الزلزال عاش لحظات خوف، تزامنا مع تواجده في ساحة جامع لفنا حين كان يقضي عطلته.

تحدث روف في حديث لإذاعة “بي بي سي” الاسكتلاندية، عن الواقعة التي عاشها في المغرب، قائلا: “كانت اللحظة التي حدث فيها الزلزال هي أكثر لحظة مخيفة في حياتي لقد كانت تجربة مروعة، حيث لم نكن نعرف ما إذا كانت ساحة الفرجة ستبتلعنا، ولم نكن نعرف إلى أين سنذهب، وهل سنركض يمينا أو يسارا”.

حين عاد إلى الفندق الذي كان يقيم فيه، شارك نزلاءه وغالبيتهم من الأجانب وحاولوا المساعدة حيثما أمكنهم ذلك، بما في ذلك بعض الطاقم الطبي من غلاسكو، الذين عرضوا مجموعة من الخدمات.

ليس ألان هو الرياضي الوحيد الذي بصم في سجل التضامن ، فقد قالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية بأن بوكايو ساكا، لاعب أرسنال الإنجليزي لكرة القدم، أقدم على التبرع بخمسين وحدة سكنية متنقلة لصالح العائلات المتضررة من الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز بالمغرب.

قالت الصحيفة إنه، بشراكة مع مؤسسة “بيغ شوو” الخيرية، أقدم بوكايو ساكا على التكفل بأربع وثمانين عائلة تنتمي لقرية بضواحي مدينة تارودانت، وذلك من خلال تجهيز خمسين وحدة سكنية متنقلة مكونة من غرفة نوم ومطبخ صغير، وحمام ومرحاض، ومآخذ الكهرباء.

وأضافت الصحيفة، في تقريرها، بأن المساعدة ستساهم في توفير المأوى لصالح 255 شخصا، من خلال المركبات الخمسين المتنقلة التي سيتم نقلها ووضعها من طرف المؤسسة الخيرية، المعروفة بكونها تتوفر على شبكات واقية مثبتة على النوافذ، تحمي من السقوط في حال حدوث المزيد من الهزات الارتدادية.

لم يكن هذا اللاعب يهتم كثيرا بالشأن المغربي، وليس من المواظبين على مراكش، لكن في أول تصريح له لـ “ديلي ميل”، قال إنه صدم عندما سمع عن الزلزال المروع الذي ضرب المغرب، قبل أن يدرك في ما بعد رغبته في المساعدة وانطلق في اتصالاته مع أصدقائه بالخيرية لمعاينة الكيفية التي يمكن القيام من خلالها بمساعدة العائلات النازحة.

كان اللاعب خارج اهتمام الصحافة المغربية إلا من لحظات تألقه في الدوري الإنجليزي، لكن الزلزال أعاده إلى دائرة الإعلام الرياضي المغربي، “في مثل هاته المواقف التي يقاتل فيها الناس من أجل البقاء، ويفقدون منازلهم وأحباءهم، تصبح أكثر وعيا بالوضع المتميز الذي تعيش فيه أنت في أي نقطة من العالم”.

 

طبيب مغربي مغترب يقود فريق الإغاثة الطبية

منذ فاجعة الحوز، ليلة الثامن من شتنبر الماضي، تقاطرت المبادرات التضامنية على المناطق المتضررة من الزلزال، وتنوعت بين ما هو رسمي وما هو مؤسسات وما هو فردي، بدأت بتجميع وتوزيع المواد الغذائية وتلتها مبادرات الخيام ثم مبادرات المستشفيات الميدانية العسكرية.

ظل الطبيب المغربي مصطفى حمريطي حريصا على جعل مبادراته الإنسانية طي الكتمان، فهو طبيب جراح في ألمانيا خاصة على مستوى القلب. في حوار صحفي خلال نكبة الحوز، أوضح مصطفى أنه زار المغرب مباشرة بعد الزلزال وتوقف في ستة دواوير، قدم المساعدات الطبية اللازمة لضحايا الزلزال.

“المبادرة شخصية وعائلية جمعنا كمية من معدات طبية وأدوية وملابس وأغطية ثم توجهنا لتارودانت بتنسيق مع السلطات المحلية، حيث استفادت الساكنة المتضررة من الفحوصات وتخطيط القلب وحرص على أن يجري جميع المسنين في هذه الدواوير كل الفحوصات المتعلقة بطب القلب”.

ظل الطبيب المغربي مرابطا في بؤر التوتر، خاصة في الدواوير المنكوبة بعد أن توصل بدعم كبير من المواطنين و من السلطات والمختصين واليد العاملة من أطباء وخبراء كل في مجال تخصصه.

وعلى الرغم من أن الحمريطي، هو أحد أهم أطباء القلب الجراحين في العالم، حيث تمكن من تطوير خوارزمية معقدة في مجال طب كهرباء القلب، جعلت منه صاحب أهم اكتشاف علمي في ميدانه، إلا أنه ظل يلازم الظل بعيدا عن الأضواء. ولم يتعرف عليه المغاربة سوى من خلال الاستشارات المجانية التي أطلقها في صفحته “الفايسبوكية” لأبناء بلده.

 

مهرج فرنسي يزرع البسمة بالدواوير المنكوبة

استغل تواجده في مراكش فقرر المساهمة في مساعدة أطفال الزلزال، تذكر جان لوفيي مهنته السابقة كمدير للمخيمات الصيفية في فرنسا، وقرر استحضار ما تبقى من تقنيات زرع الفرحة في النفوس، لكن تبين أنه أول إكراه سيواجهه في مبادرته هو إشكال لغة التواصل مع أطفال خارجين من نكبة عنيفة.

تقاسمت بعض الصفحات على “أنستغرام”، فيديوهات مؤثرة لجان رفقة بعض الأجانب، الذين جربوا التخفيف عن الأطفال ضحايا الزلزال، من ضمنها فيديو لصديقه الذي تحول إلى مهرج يعزف الموسيقى للأطفال، وهو الفيديو الذي وثق بكاءه الشديد لحال هؤلاء الأطفال، الذين فقد البعض منهم والديه أو أشقائه أو أسرته بأكملها.

قال لوفيي: “لقد كان من المذهل رؤية شجاعة الأشخاص الذين مروا برعب لا يمكن تصوره، تعمل الفرق بجهد لا يصدق لمساعدة المجتمعات المتضررة من الزلزال، لكن دورنا يكمن في الإعمار النفسي”.

اشترى جان لوفيي أرجوحة وقرر وضعها في ساحة دوار تحفه الأنقاض، رافقه صديقة وشرعا في صباح يوم حزين في تثبيت الأرجوحة، قبل أن يقوم بدعوة للأطفال للانخراط في اللعب، وحين سئل عن سر هذه المبادرة قال: “لا يمكن للأطفال أن يقضوا سحابة يومهم جالسين يراقبون فرق الإنقاذ وهم ينتشلون أهاليهم، فكرت في نشر السعادة وسط غيوم الكآبة، اللعب هو الذي يجعل الطفل سعيدا حقا”.

وأضاف قائلا: “أنا أقطن منذ مدة في مدينة مراكش، أعتبر نفسي مغربيا وعلي مسؤولية التضامن، لكن الطريقة كانت مختلفة عما هو سائد، أقل ما يمكن أن أساهم به هو إسعاد الأطفال وإخراجهم من حزنهم”.

نالت هذه البادرة الإنسانية إعجابا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، في المغرب وخارجه. حيث أشاد متابعون بتواضع الرجل الذي أبى إلا أن ينزل بنفسه إلى الأماكن المتضررة للإشراف على إسعاد وملاقاة الضحايا لمواساتهم وتوزيع قطع الحلوى على الأطفال.

 

عمر لوزي.. مهاجر يجعل الإبداع عنوانا لمبادراته

انخرط عمر لوزي في مبادرات الخير لفائدة ضحايا زلزال الحوز، لكنه كان وراء مبادرات إنسانية فريدة، التي أطلقها لصالح سكان المنطقة التي خبرها لسنوات. مبادرات اقتصادية وتضامنية يرى المحاور أن من شأنها تخفيف معاناة السكان الذين فقدوا منازلهم وتغيرت أحوالهم.

كان الرجل وراء مبادرات لم ينتبه إليها المتبرعون الذين ركزوا على الأغطية والخيام والتغذية، في حوار مع “الأحبار” قال صاحب المبادرات التضامنية، “في الصبيحة الموالية لليلة وقوع زلزال الحوز، كنت بالمنطقة بحكم اشتغالي فيها، وحاولت بما تلقيته من تكوين تقديم يد المساعدة للسكان المتضررين من خلال أساسيات انتشال المصابين والضحايا من تحت الأنقاض والإسعافات الأولية للناجين، وبعدما انتهت لحظات الفاجعة، واكبت سكان العديد من الدواوير في محاولة للإصغاء لهمومهم واحتياجاتهم. لاحظت أن أغلب الأسر، وبحكم أن سكان تلك المناطق محافظون، تجد صعوبة في قضاء حاجتها خارج الخيام، وهو الأمر الذي يشكل إحراجا كبيرا لها، وبالخصوص النساء، ما جعلني أفكر في ضرورة توفير مراحيض تحفظ كرامة هؤلاء، وهو الأمر الذي سيتم عبر تجربة هذه المراحيض الجافة، انطلاقا من تجربة مماثلة عايشتها في هايتي بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة”.

الفكرة الأساسية التي تقوم عليها هذه المراحيض هي عدم استعمال الماء، بالإضافة إلى السهولة والبساطة في الاستعمال، ثم كلفة التصنيع القليلة. هذه المراحيض عبارة عن علبة خضبية يتواجد بداخلها سطل وفي أعلاها فتحة الحمام، حيث يتم استعمالها كما يتم استعمال المرحاض العادي، إذ تفرغ القذارة في السطل، وبعد الاستعمال تتم تغطية القذارة بتراب فيه رمل أو بقايا الخشب، وهما العنصران اللذان يمنعان تسرب الروائح الكريهة.

الفكرة لاقت ترحيبا كبيرا من لدن الأسرة المستفيدة، وإن كان متخوفا في الأول من أن تصدر من المرحاض روائح ما يمنع وضعه داخل خيمة الإيواء، لكن بعد استعماله تأكد أنه فعال، وتلقى طلبات من أسر أخرى. “حينها باشرت تنزيل الفكرة على أرض الواقع، من خلال اقتناء المواد الأولية، كان ذلك، أول الأمر، من مالي الخاص، قبل أن ألجأ إلى إطلاق حملة لجمع التبرعات من المعارف المقربين، وذلك عبر حساباتي الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأنا نتلقى بعض المنح وتقدم متطوعون من الحرفين لتقديم المساعدة في إنجازها، ووصلنا اليوم إلى 50 مرحاضا تتم صناعتها يوميا وتوزيعها على سكان الدواوير من المتضررين”.

انخرط الكثير من المواطنين في العملية ودعموها ماليا، ناهيك عن شخصية ديبلوماسية ساهمت في هذه المبادرة بـ100 ألف درهم، علما أن صناعة مرحاض جاف لا يكلف 350 درهما.

 

عبد الله تلميذ قضى ليلة في مقر إقامة المنتخب

لفت طفل يدعى عبد الله أنظار المغاربة حين امتلك ما يكفي من الجرأة ليعبر عن رغبته في زيارة المنتخب المغربي في معسكره التدريبي، وحضور إحدى المباريات كي يتاح له متابعة مباراة دولية من المدرجات.

سيتحقق حلم الطفل الذي نجا من زلزال الحوز ، وذلك بعدما التقى نجوما من المنتخب المغربي بمدينة أكادير. عبد الله أحد الأطفال الناجين بأعجوبة من الفاجعة، حل ضيفا على المنتخب الوطني بمقر إقامتهم والتقى عددا من نجوم الفريق الوطني بينهم ياسين بونو وحكيم زياش وأشرف حكيمي وغيرهم من اللاعبين، كما التقى بالمدرب وليد الركراكي وطاقمه.

هذه الالتفاتة الإنسانية لاقت إعجاب وإشادة كبيرين، خاصة بعد الأزمة النفسية التي عانى منها أطفال الحوز إثر الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة، بل إن الفتى أخذ صورا مع نجوم الفريق المغربي تناقلتها كبريات الصحف العالمية.

ولم يتوقف الحلم عند هذا الحد، بل إن عبد الله كان ضيفا في ملعب مراكش حين احتضن مباراة ودية جمعت لاعبين دوليين سابقين وعدد من المشاركين في الاجتماعات السنوية الخاصة بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وتم تنظيم هذه المباراة الودية قبل الافتتاح الرسمي لأشغال الجمعية السنوية البنك العالمي وصندوق النقد الدولي، وعرفت المباراة مشاركة فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس اللجنة المكلفة بتنظيم كأس العالم 2030، ووليد الركراكي مدرب المنتخب الوطني بالإضافة إلى مسؤولين عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبعض أعضاء الجامعة كما تمت دعوة حوالي 2600 طفل من المؤسسات التعليمية التي ضربها زلزال إقليم الحوز، للمشاركة في هذا الاحتفال الرسمي، الذي تم خلاله تخصيص دقيقة صمت ترحما على ضحايا هذه الكارثة التي ضربت المغرب في الثامن من شهر شتنبر من العام الماضي.

 

طبيب بيطري تخصص في نجدة الحيوانات

انتبه أطباء بيطريون إلى ظاهرة نفوق الحيوانات في المناطق المنكوبة، فقرروا شد الرحال إلى البؤر المتضررة في إطار قافلة تضم عددا من الأطباء.

البياطرة المتطوعون بمجموعة من الدواوير في كل من إقليم الحوز وشيشاوة وتارودانت إلى جانب ورزازات، التي تعرضت للهزة الأرضية، انكبوا على فحص الدواب والمواشي التي نجت من تبعات الزلزال، والتي تعتبر مورد عيش ووسيلة تنقل وعمل لساكنة هذه المناطق الوعرة.

انتبه الطبيب البيطري عماد بوسرغين، حديث التخرج، إلى أن زملاءه الأطباء البيطريين كانوا يقطعون العديد من الكيلومترات قبل التنقل إلى المناطق المنكوبة، فجمع معلومات حول عدد المواشي والدواب المنتشرة في هذا الربوع قبل الشروع في العمل. بل إنه أقنع لجنة تدبير الزلزال بجلب الحيوانات المصابة والمتضررة إلى ضيعة ضواحي مراكش بدل تنقلات الأطباء.

خاصة أنهم كانوا يمتطون مختلف وسائل النقل التي نقلتهم إلى بؤر النكبة لمواصلة السير على الأقدام، وسط الحجارة والأتربة والصخور من أجل الوصول إلى بقايا إسطبلات للكشف عن الأغنام والأبقار وباقي الحيوانات، التي تعيش في هذه الدواوير، بهدف تقديم المساعدة إليها، في صورة ترسخ هي الأخرى لمظاهر الرحمة والإنسانية والتضامن التي حضرت بقوة بعد هذه الفاجعة.

‎وحسب الدكتور بدر طنشري الوزاني، رئيس المجلس الوطنية للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة في تصريح صحفي مقتضب، فإن الأطباء المتطوعين قاموا بتدخلات يمليها الضمير بشكل استعجالي.

وانشغل الأطباء بفئة واسعة من المواشي والدواب والحيوانات التي كانت على قيد الحياة بالرغم من الجوع والعطش وتحمل بعضها ساعات تحت الأنقاض مما اُثر على وضعيتها الصحية.

شرع بوسرغين ورفاقه من الأطباء في حقن الدواب والمواشي بلقاحات عبارة عن مضادات للطفيليات إلى جانب فيتامينات، فضلا عن علاج خيول وبغال وغيرها من الحيوانات المختلفة التي تعرضت لكسور وإصابات مختلفة جراء الزلزال. وبفضل جهود السلطات المحلية والساكنة التي دعمت المبادرة وأكدت على ضرورتها، كللت جهود البياطرة بالنجاح.

‎وكان المجلس الوطني للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة قد أعلن عقب انعقاد هذا الجهاز التنظيمي عن تخصيص مساهمة مالية باسم الهيئة البيطرية في الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة عن الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية، إلى جانب إحداث أربع وحدات صحية بيطرية ميدانية بكل من أقاليم الحوز، شيشاوة، ورزازات وتارودانت، وذلك بعد التنسيق مع السلطات المحلية، التي سرعان ما تم الرفع من عددها بناء على الاحتياجات الميدانية التي جرى رصدها، وذلك من أجل توفير الإسعافات الأولية للماشية والدواب التي تضررت بسبب الزلزال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى