العمالة أصدرت قرارا يعتبر الإقليم منكوبا بسبب الجفاف
طاطا: محمد سليماني
تواصل لجنة إقليمية مشتركة هذه الأيام زيارات مفاجئة لعدد من الضيعات الفلاحية ذات المساحات المتوسطة والكبيرة بنفوذ الإقليم، والتي تستغل آبارا للسقي بطريقة غير مرخصة وغير قانونية.
وبحسب المعطيات فإن هذه اللجنة، فور وقوفها بعين المكان على وجود هذه الآبار تعمل على إنجاز محاضر قانونية بعين المكان تتضمن مخالفات ضد أصحابها، ثم تباشر عمليات طمرها في الحين. وبحسب عمالة الإقليم فإنه تم إلى حدود اليوم طمر حوالي 13 بئرا غير مرخصة، في انتظار استكمال باقي الزيارات لعدد من الضيعات المحددة بنفوذ الإقليم.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار الجهود التي تقوم السلطات الإقليمية بناء على قرار من عامل الإقليم لمحاربة استنزاف الفرشة المائية وتأمين الموارد المائية، بعدما أصدر عامل إقليم طاطا قرارا عامليا صنف بموجبه الإقليم منطقة منكوبة بسبب الجفاف. واعتبر القرار العاملي الذي يحمل رقم 38 بتاريخ 22 مارس الماضي، جميع جماعات إقليم طاطا منكوبة بسبب الجفاف، مما يفرض على كل من المديرية الإقليمية للفلاحة والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات والمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء ووكالة القرض الفلاحي بطاطا، وكل المصالح المختصة، تطبيق هذا القرار فيما يتعلق بالمساعدات التي تمنحها الدولة للتخفيف من الأضرار الناجمة عن ظاهرة الجفاف.
وبناء على القرار العاملي، فقد تم إحداث لجنة تقنية إقليمية، تضم في عضويتها ممثلين عن المصالح الخارجية المعنية والمصالح الإقليمية بالعمالة، وممثلي الغرفة الفلاحية بطاطا، ورؤساء الجماعات الترابية بالإقليم، تنحصر مهمتها في تتبع إنجاز البرامج المعدة لمحاربة آثار الجفاف، بحيث إنها ستعقد اجتماعاتها مرتين في الشهر حتى نهاية البرنامج.
ويعرف إقليم طاطا ندرة كبيرة في التساقطات، مما أثر على الفرشات المائية بجميع الجماعات الترابية، وأثر أيضا على المراعي البورية التي تستفيد منها الماشية. وقد دق عدد من الفلاحين والكسابة ناقوس الخطر منذ مدة، بعدما وجدوا أنفسهم في حيرة من أمرهم، لعدم استطاعتهم توفير الكلأ لقطعانهم، خصوصا وأن الحصص المخصصة من الشعير المدعم قليلة جدا، ولا تتناسب مع حجم الإقليم، وإمكانيات الكسابة المادية أيضا. ومما زاد من وطأة الجفاف، هو ظهور عدد من الضيعات الفلاحية المتخصصة في إنتاج البطيخ الأحمر في السنوات الأخيرة، حيث استنزفت الفرشة المائية التي كان السكان يستغلونها في توفير مياه الشرب، وأيضا، نضبت عدة آبار، كان يستغلها الكسابة لإرواء قطعانهم.
واستنادا إلى معطيات رقمية، فإن موازنة الفرشات المائية بالإقليم عرفت انخفاضا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، بل إنها تعرف الآن عجزا في جل مناطق الإقليم، بحيث إنه في ظرف سنة واحدة فقط انخفضت الفرشة المائية بإقليم طاطا من عمق 18,5 مترا في شهر فبراير 2011، إلى عمق 32 مترا في غشت 2012، ما يؤكد بشكل واضح أن توالي سنوات الجفاف بالإقليم أثر بشكل كبير على الفرشة المائية.