مصطفى عفيف
صدم قرار سمير اليزيدي، عامل إقليم بنسليمان، محمد اجديرة رئيس المجلس الجماعي للمدينة، برفضه التأشير على المقرر الجماعي الخاص بمنح الجمعيات والذي تمت المصادقة عليه من طرف المجلس خلال دورة أكتوبر الماضي. وهو القرار الذي توصلت به مصالح الجماعة عن طريق السلطات المحلية، الثلاثاء الماضي، من أجل مراجعة جميع النقط المتعلقة بالمنح بعد وقوف السلطات الإقليمية على وجود مجموعة من الاختلالات في هذا الملف الذي لم يكون متوازيا مع رسالة وزير الداخلية بخصوص دعم الجمعيات، وخالف مقتضيات المادتين 186 و201 من القانون التنظيمي 113-14، المتعلق بالجماعات، والزيادة الكبيرة المطلوبة في الاعتمادات لدعم الجمعيات.
وبحسب مصادر من المجلس، فإن قرار عامل إقليم بنسليمان بعدم التأشير على المقرر الجماعي في الفقرة المخصصة لدعم الجمعيات، يأتي استجابة لعدد من الشكايات التي تقدمت بها فعاليات جمعوية تم إقصاؤها من المنح، توكد وقوف السلطات على وجود جمعيات غير نشيطة وأخرى موجودة في الأوراق فقط، وهي جمعيات محسوبة على بعض أعضاء الأغلبية داخل المجلس.
وكانت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني وبعض الأندية والفرق الرياضية بمدينة ببنسليمان دخلت في موجة من الاحتقان بسبب ما أسمته الإقصاء الممنهج المتعمد من طرف بعض المستشارين داخل اللجنة المكلفة بتوزيع المنح، والطريقة التي اعتمدتها اللجنة في توزيع منح الدعم المخصصة للجمعيات والفرق الرياضية من طرف المجلس الجماعي للمدينة، والتي جرى التصويت عليها في دورة أكتوبر من طرف تسعة مستشارين جلهم محسوبون على تيار رئيس المجلس، فيما غادر ثلاثة أعضاء القاعة قبل بداية عملية التصويت، وهو ما اعتبرت معه الجمعيات أن طريقة توزيع المنح غير عادلة، وهي الخطوة التي جاءت بعد تسريب لائحة المستفيدين من منح ميزانية سنة 2025 ومعها نسخ من محاضر اللجنة المكلفة بملف الجمعيات والمنح.
وعبرت بعض الأندية الرياضية وفعاليات من المجتمع المدني ببنسليمان عن تشبثها بحقها في المطالبة بمعرفة أسباب هذا الإقصاء من المنحة أو التقليص منها، عكس ما حظيت به جمعيات وفرق رياضية، باستثناء حصة الأسد التي تم منحها لنادي حسنية بنسليمان وجمعيات أخرى، بحسب اتفاقية شراكة، في وقت جرى تخصيص الباقي، بحسب الحصص المخصصة لكل فئة، لبقية الأندية والجمعيات الرياضية.
صراع دعم الجمعيات عجل بمطالبة عدد من جمعيات المجتمع المدني، خاصة منها غير الراضية عن الطريقة التي نهجها المجلس في توزيع الدعم، بتدخل سمير اليزيدي، عامل إقليم بنسليمان، لرفض التأشير على محضر دعم الجمعيات والتدخل لإعادة النظر في الطريقة التي يعتمدها المجلس في توزيع منح الفرق الرياضية وجمعيات بعينها بحسب الأجندة الانتخابية ودعم جمعيات أخرى غير نشيطة وليس لها وجود طوال السنة.