عائشة الطنجاوية.. التي أسقطت ماهر زين في ندوة صحافية
تمكنت المغربية عائشة من الظفر بقلب النجم اللبناني ماهر زين، الذي حقق نجاحا عالميا بأغنياته الدينية التي تخطت الحدود لتصل إلى قلوب الملايين من المعجبين. لعبت الصدف في ارتباط ماهر بزوجته المغربية عائشة، الطنجاوية الأصول، السويدية الجنسية، في بداية سنة 2012 بعد علاقة صداقة قوية أثمرت في النهاية زواجا بين الطرفين، إذ كان يقول عنها «إنها صديقتي المقربة».
أولى خيوط الحكاية تعود إلى أبريل 1975، حين عاشت لبنان حربا أهلية أسفرت عن 200 ألف قتيل وآلاف الجرحى والمعاقين وخسائر مادية فادحة، وتولدت عنها هجرة داخلية وخارجية لمئات الآلاف من المواطنين، مع صراع معقد بين الطوائف المتناحرة دام أزيد من 15 سنة.
في هذه الظرفية، بدأت أسرة زين تفكر في الهجرة إلى الخارج، خاصة بعد أن تحول الحي في مدينة طرابلس شمال لبنان، إلى منطقة منكوبة. ولأن والد ماهر كان موسيقيا، فقد تلقى دعوة السفر إلى السويد فسارع إلى تلبيتها هروبا من جحيم المدينة، سيما وأن ولادة ماهر في 16 يوليوز 1981 زاد من مخاوف الأب، الذي ما أن اشتد عود ولده وبلغ سن الثامنة حتى أبحر به صوب ستوكهولم.
بعد وصوله إلى السويد واجهت ماهر صعوبات كثيرة خاصة على مستوى العادات والطباع واللغة، لكنه اندمج في إحدى مدارس الجاليات الأجنبية، وتمكن من نسج علاقات جديدة مع محيطه التعليمي ما مكنه من الارتقاء سريعا في سلم التعلم.
ومباشرة بعد حصوله على شهادة الباكلوريا، اجتاز ماهر مباراة ولوج معهد متخصص في ميكانيك الطائرات، حيث أظهر رغبة في التحول إلى مجال الطيران، سيما بعد حصوله على إجازة مهنية في هذا التخصص. لكن ما إن تخرج من شعبة هندسة الطيران وخضع لتدريب في إحدى ورشات مطار استكهولم، حتى صرف النظر عن الطائرات وانشغل بمجال التوزيع الموسيقى ضدا على رغبة الأسرة.
عاش ماهر مرحلة شباب صعبة، حيث انخرط في عالم الموسيقى الشبابية الصاخبة، وبدأ مشواره هاويا لفن «البوب»، قبل أن يتغير مساره بعد تأثره بالداعية الإسلامي حمزة يوسف، والمنشد مشاري راشد العفاسي، في أناشيده الدينية التي يقدمها.
يعترف ماهر بأنه حديث العهد بالالتزام الديني، حيث كان قبل خمس سنوات مجرد فتى ضائع، على حد قوله، خاصة أن تربيته وتعليمه في السويد جعلاه ينسى اللغة العربية تقريبا، قبل أن يسترجعها من خلال الإقبال على الاستماع للأشرطة الدينية، ولقائه بمجموعة من الناشطين في المجتمع الإسلامي باستوكهولم، حيث بدأ يحضر بانتظام لبعض الدروس في أحد المساجد القريبة من مقر سكنى الأسرة. هناك تعرف على شباب مسلمين وبفضلهم «عرف الطريق إلى الله»، وصرف النظر عن التوزيع الغنائي.
التقى الفنان، السويدي الجنسية، اللبناني الأصل، بزوجته عائشة في إحدى الندوات الصحفية في السويد، حين كانت تتابع أطوارها وهو ما جعل اللقاء الأول يتحول إلى عشق دائم، من النظرة الأولى. عائشة تحمل الجنسية السويدية لكنها مغربية الأصول، فوالدها مغربي من شمال المغرب وتحديدا من مدينة طنجة، هاجر إلى السويد على غرار والد ماهر وتزوج هناك بسويدية.
تعرف المغني على عائشة المغربية وأحبها من أول نظرة، وبفضلها عشق المغرب بتقاليده وثقافته وحضارته، التي تعرف عليها من خلال زوجته وأصدقائه المغاربة، كما سقط في حب الطبخ المغربي الذي تذوق أشهر أكلاته من قبيل (الكسكس والحريرة والطاجين). وكان من ثمار هذا الزواج المغترب ابنة جميلة اسمها آية.
ليست ابنة مدينة طنجة هي الشخصية الوحيدة المؤثرة في مسار ماهر، بل إن ابن تطوان نادر خياط الملقب بـ«ريد-وان»، لعب دورا كبيرا في رسم خارطة الطريق أمام الفنان ماهر وهو حينها متعلم في ورشة ميكانيك، وحوله من مهني في مجال الطيران إلى عاشق للموسيقى، خاصة وأن نادر يعد من أشهر الموزعين في العالم الآن، ما وضع ماهر على سكة الاحتراف حين عمل معه، وسافرا سويا إلى نيويورك وهناك بدأ نجمه يلمع، وبفضله خرج إلى الوجود أول ألبوم غنائي شبابي في موسيقى «البوب».. لكن ماهر ظل يشعر بأن في حياته شيئا غير صحيح، فقد كان يحب الموسيقى ويكره كل ما يحيط به، شعر دائما بأن هناك أمرا ليس على ما يرام. قبل أن يغير الطريق ويختار الإنشاد الديني سنة 2009، لتنتهي علاقته بالموزع المغربي نادر ويحصل الانفصال، سيما بعد ألبومه الأول «الحمد لله» الذي يحتوى على 13 أغنية.
فاجأ ماهر زوجته، في لقاء تلفزيوني، حين قال إنه مع فكرة تعدد الزوجات من الناحية الشرعية، مضيفا «لكنني غير قادر على تطبيقه في أرض الواقع على نفسي»، ما أشعل مواقع التواصل الاجتماعي ونسج حديثا حول غضبة عائشة.
من جهة أخرى، أكد الفنان السويدي، الذي يجد صعوبة في فهم الدارجة المغربية، إنه يعتزم الاستقرار في المغرب، وقال: «ممكن أن أستقر في المغرب لكن ليس مؤكدا»، وحين سئل عن الغيمة الجاثمة على العلاقات المغربية- السويدية، ردد أغنيته «إن شاء الله» وانصرف.