شوف تشوف

الرئيسية

عائشة الشنا (فاعلة جمعوية) دعمها الملك حين تعرضت لتهديد بالتصفية الجسدية من طرف متشددين

حسن البصري

 

 

 

عندما هدد متشددون الفاعلة الجمعوية عائشة الشنا، بالتصفية الجسدية، قررت التوقف عن دعم ومساندة الأمهات العازبات بالمغرب، قبل أن تطرق بابها فاعلات حقوقيات رفضن رضوخها لضغط المتشددين الذين توعدوها ونعتوها بالكفر وتشجيع الرذيلة. وفي سنة 2000 جاء الرد من الملك محمد السادس، الذي منح عائشة وساما ومساعدة مالية بمليون درهم، ودعا السلطات إلى تسهيل مساطر العمل الاجتماعي حين يتعلق الأمر بمشاريع مدرة للدخل لفائدة الفئات الهشة. من جهتها، قالت الشنا إن هذا التوشيح هو اعتراف دولي آخر بـ«العمل اليومي» لجمعية «التضامن النسوي» وبالقيم الإنسانية التي ناضلت من أجلها لأزيد من 50 عاما.

كانت زوليخة نصري قد آمنت بأفكار الشنا، ووعدت بمساعدتها على بناء حمام شعبي تخصص مداخيله لفائدة الجمعية. لذا فحين توفيت المسؤولة عن مؤسسة محمد الخامس للتضامن، قالت الشنا: «الله يعوض الملك بمستشارة من قامة زوليخة نصري»، وهو تأبين يكشف عمق العلاقة بين نصري والشنا، خاصة وأن ملك البلاد كان يوصي زوليخة خيرا بالشنا.

وتم توشيح الفاعلة الجمعوية المغربية عائشة الشنا بالرباط، بوسام الجمهورية الفرنسية، جوقة الشرف من رتبة فارس، اعترافا بالخدمات التي قدمتها لفائدة الأمهات العازبات، حيث قال سفير فرنسا بالمغرب، شارل فرييس، في كلمة بالمناسبة، مخاطبا عائشة الشنا، إن هذا التوشيح، الذي ينضاف إلى سلسلة التكريمات التي حصلت عليها في المغرب عبر العالم، يعتبر «اعترافا يتيح لك أن تصبحي المتحدثة باسم من تسمونهم من لا صوت لهم».

وكانت الشنا حصلت، في نونبر 2009، بمنيابوليس (الولايات المتحدة الأمريكية) على جائزة «أوبيس»، التي تكافئ الأعمال الإنسانية الأكثر تميزا في العالم، والتي تبلغ قيمتها مليون دولار،  تقديرا للعمل الذي تقوم به. وفي سنة 1995 بباريس، حازت الشنا على جائزة حقوق الإنسان للجمهورية الفرنسية.

وعلى الرغم من جهودها الرامية إلى تحطيم جدار الصمت في موضوع ظل مسكوتا عنه، إلا أن علاقة عائشة بالحكومات المتعاقبة ظل يطبعها التوجس والحذر، خاصة وأنها لم تتردد في القول، خلال اللقاء التواصلي الذي نظمته وزارة العدل مع الجمعيات النسائية: «أخبرني الوزير أوجار بقرار تلبيته لعدد من المطالب النسائية، ومن عادتي أني لا أثق في الوزراء».  وأضافت الشنا، التي وصفها أوجار بـ«مفخرة البلاد»، في اللقاء ذاته، أن ما سمعته من مبادرات يؤكد اهتماما برؤى ملك البلاد.

رأت عائشة الشنا النور في مدينة مراكش سنة 1941، لكن القدر شاء أن تعيش هذه الفتاة اليتم وعمرها لم يتجاوز الثلاث سنوات، أي سنة 1945، بعد أن فقدت والدها الذي كان رجلا محافظا حريصا على تعليم بناته أصول الدين بدعم من جدهن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى