طنجة: محمد أبطاش
تسببت نصف ساعة من الأمطار الطوفانية التي هطلت بغزارة على مدينة طنجة، ليلة الأربعاء الماضي، في خسائر مادية كبيرة، فيما أظهرت أشرطة فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، طيلة أول أمس الخميس، جانبا من هذه الخسائر، فعلى مستوى السوق المركزي لـ«كسبارطا»، غمرت مياه الأمطار جل المحلات التجارية، متسببة في خسائر مادية كبيرة لعدد من التجار، خاصة منها بجناح بيع وإصلاح الهواتف والحواسيب، في وقت كادت الأمطار الطوفانية أن تسبب في اندلاع حرائق جديدة بهذا السوق، بسبب خطر التماس الكهربائي، نظرا إلى كون السوق يعرف انتشارا لظاهرة اختلاس الطاقة الكهربائية من الأعمدة بشكل مباشر.
كما دخلت مياه الأمطار إلى منازل المواطنين، حيث سجلت خسائر كبيرة بمنازل السكان بحي المرس وأحياء مختلفة بمنطقة العوامة، ناهيك عن حومة الشوك والرهراه، نظرا إلى وجود هذه الأحياء في مصب بعض الأودية، حيث اتجهت السيول صوب المنازل بشكل مباشر، بينما وجد المواطنون أنفسهم يقاومون السيول بدون تسجيل أي تدخل من طرف الجهات المختصة.
وأثار هذا الأمر موجة غضب تجاه المجلس الجماعي للمدينة، بسبب عدم استنفار مصالح شركات التفويض بغرض مواجهة هذه الأمطار الطوفانية على غرار الفترة السابقة، حيث يتم وضع تجهيزات ووسائل هذه الشركات من شاحنات وعمال للإنعاش مكلفين بتصريف مجاري الصرف الصحي وغيرها، إذ رغم وجود نشرة إنذارية أصدرتها مصالح الأرصاد الجوية، ساعات قبل هذه الأمطار الطوفانية، التي لم تتجاوز نصف ساعة، فإنه لم يتم اتخاذ أي تدابير صارمة في هذا الاتجاه.
واكتفت الجماعة، أول أمس الخميس، بالخروج بـ«بلاغ صحفي حول مساهمتها في تعزيز منظومة الصمود الحضري، لمواجهة تأثيرات التساقطات المطرية»، حيث أثار البلاغ موجة من السخرية بالمدينة، والذي تقول فيه الجماعة إنها ساهمت في تنزيل عدد من البرامج لمواجهة تداعيات التساقطات المطرية، وإنها قامت بتدخلات ميدانية لاحتواء أي تأثير محتمل لهذه الأمطار، حسب نص البلاغ، كما أعادت الجماعة عرض البرامج السابقة، التي أطلقتها وزارة الداخلية، وساهمت فيها الجماعة بمبالغ مالية وصفت بـ«المحتشمة»، منها برنامج تغطية الأودية وحماية المدينة من الفيضانات.
وقالت الجماعة في البلاغ نفسه إنها «ملتزمة بشكل متواصل بتبني مقاربة استباقية في تدبير المخاطر المناخية، تقوم على التدخل الفوري والتنسيق مع مختلف المتدخلين والفاعلين الترابيين إلى جانب الاستثمار في المشاريع الهيكلية، التي من شأنها تعزيز صمود المدينة أمام التقلبات الجوية، وضمان استدامة المرفق والخدمات الحضرية لفائدة السكان».