شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

طمر آبار غير مرخصة بطاطا بسبب الجفاف

 

 

بعد استغلالها في ضيعات فلاحية لزراعة البطيخ الأحمر

 

طاطا: محمد سليماني

 

دفعت تداعيات الجفاف وإعلان إقليم طاطا منطقة متضررة منه إلى طمر 62 بئرا غير مرخصة  لزراعة البطيخ الأحمر من أصل 153 بئرا بالإقليم، وذلك من أجل ترشيد استعمال المياه للشرب وللأغراض الفلاحية.

واستنادا إلى مصادر «الأخبار»، فإن عمليات طمر الآبار غير المرخصة الممتدة على طول جماعات الإقليم، تأتي في إطار الجهود التي تقوم بها السلطات من أجل محاربة استنزاف الفرشة المائية وتأمين الموارد المائية، بعدما أصدر عامل إقليم طاطا قرارا عامليا صنف بموجبه الإقليم منطقة منكوبة بسبب الجفاف. واعتبر القرار العاملي الذي يحمل رقم 38 بتاريخ 22 مارس 2021، جميع جماعات إقليم طاطا منكوبة بسبب الجفاف، مما يفرض على كل من المديرية الإقليمية للفلاحة والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بوارزازات والمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء ووكالة القرض الفلاحي بطاطا، وكل المصالح المختصة، تطبيق هذا القرار في ما يتعلق بالمساعدات التي تمنحها الدولة للتخفيف من الأضرار الناجمة عن ظاهرة الجفاف.

وبناء على القرار العاملي، فقد تم إحداث لجنة تقنية إقليمية، تضم في عضويتها ممثلين عن المصالح الخارجية المعنية والمصالح الإقليمية بالعمالة، وممثلي الغرفة الفلاحية بطاطا، ورؤساء الجماعات الترابية بالإقليم، تنحصر مهمتها في تتبع إنجاز البرامج المعدة لمحاربة آثار الجفاف.

ويعرف إقليم طاطا ندرة كبيرة في التساقطات، مما أثر على الفرشات المائية بجميع الجماعات الترابية، وأثر أيضا على المراعي البورية التي تستفيد منها الماشية. وقد دق عدد من الفلاحين والكسابة ناقوس الخطر منذ مدة، بعدما وجدوا أنفسهم في حيرة من أمرهم، لعدم استطاعتهم توفير الكلأ لقطعانهم، خصوصا وأن الحصص المخصصة من الشعير المدعم قليلة جدا، ولا تتناسب مع حجم الإقليم، وإمكانيات الكسابة المادية أيضا. ومما زاد من وطأة الجفاف، هو ظهور عدد من الضيعات الفلاحية المتخصصة في إنتاج البطيخ الأحمر منذ 2016، حيث استنزفت الفرشة المائية التي كان السكان يستغلونها في توفير مياه الشرب، وأيضا نضبت عدة آبار، كان يستغلها الكسابة لإرواء قطعانهم، وجفت بعض العيون التي يستعملها الأهالي في توفير مياه الشرب.

واستنادا إلى المعطيات، فإن تنامي الضيعات الفلاحية المتخصصة في إنتاج البطيخ الأحمر بالإقليم يرجع بالأساس إلى الظروف المناخية المواتية بالإقليم، والتي تمكن من الإنتاج بدورة زراعية قصيرة تقل عن 4أشهر وقيمة مضافة عالية تساعد على تحسن دخل فلاحي الإقليم. في المقابل باشرت وزارة الفلاحة إنجاز برامج تهم سلاسل إنتاج مستدامة بالإقليم، والتي لا تقوم على استهلاك كبير للمياه، كتوزيع 225 ألف فسيلة من مختلف أصناف النخيل الممتاز، وتوزيع معدات فلاحية وأدوية وخلايا النحل والفحول على الفلاحين، إضافة إلى تهيئة المراعي وتنظيم الترحال. وفي إطار تنمية سلاسل الإنتاج، تم إعداد دراسة الجدوى التقنية والاقتصادية لغرس شجر النخيل على مساحة 1500 هكتار بالإقليم، تم من خلالها اعتماد 1300 هكتارا مقسمة على 19 مدارا سقويا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى