النعمان اليعلاوي
يواصل طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان مسلسل الإضراب المفتوح والمقاطعة الشاملة للدروس والامتحانات، احتجاجا على القرارات الأحادية والمرفوضة التي اتخذتها وزارتا الصحة والتعليم العالي. وأوضحت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، خلال ندوة صحافية عقدتها يوم الاثنين الماضي بالرباط، أن «مشاكل التكوين تتراكم منذ سنوات، لكن قرار تخفيض عدد سنوات التكوين وزيادة عدد الوافدين، شكل النقطة التي أفاضت الكأس»، معتبرة أن «هذا القرار من شأنه أن يعود بالتكوين الطبي في المغرب إلى الخلف، حيث لا يوجد بلد حول العالم يسمح للطالب بأن يمارس الطب منذ السنة السادسة».
ونبه أعضاء اللجنة المذكورة إلى أن تقليص سنوات التكوين من سبع إلى ست سنوات، يعني ضياع الطالب في حوالي 600 ساعة من التكوين، وهو ما سيكون على حساب صحة المواطن، كما انتقد الطلبة قرار الرفع من أعداد الوافدين، مؤكدين أنه لم يتم توفير البيئة والشروط اللازمة، فاليوم ومع كون عدد الطلبة أقل يعاني هؤلاء من الاكتظاظ في مدرجات الكليات وفي المستشفيات، وهو ما له انعكاسات سلبية على تكوينهم، منبهين إلى الغموض الذي يكتنف السلك الثالث، حيث إن طلبة السنة الخامسة يجهلون مصيرهم، والاختيارات المتاحة أمامهم، معتبرين أنه إذا كان هناك مشكل في السنة السابعة فينبغي حله، لا حذف سنة من التكوين، خاصة وأن السنة السابعة هي سنة التحول بالنسبة لطالب الطب، مؤكدين أن مطلبهم واضح، وهو جودة التكوين، لأنها هي صحة المواطن، ولأن التراجع في مستوى التكوين يهدد الاعتراف الذي يحظى به الطبيب المغربي في الخارج.
من جهتها، قالت إيمان آيت بنعمر، رئيسة مكتب طلبة الصيدلة بالرباط، إن المشكل الكبير الذي يواجه طلبة الصيدلة هو «التراجع المتزايد لمستوى التكوين الصيدلي، وهو الأمر الراجع إلى تزايد عدد الطلبة بنسبة تصل إلى 40 في المائة، وهو الأمر غير المصحوب بالرفع من وسائل التكوين من تجهيزات ومختبرات، علما أن أسس التكوين الصيدلي تنبني على الأعمال التطبيقية»، مضيفة في تصريح لـ «الأخبار» أن «المشكل الثاني يكمن في التداريب الاستشفائية، والتي لا تحترم فيها كرامة الطالب الصيدلي بسبب النقص الكبير في التأطير والتدريب»، زيادة على أن من النقاط الأخرى المثيرة للجدل «ملف السلك الثالث، والذي تطبعه الضبابية، حيث يكون الطالب ملزما بالانتظار عاما قبل ولوج السلك الثالث وبعد حصوله على شهادته، بالإضافة إلى النقص الحاد في عدد مناصب التخصص والتي لا تتجاوز 20 منصب في الرباط سنويا»، مشددة على «أن من النقاط الإشكالية أيضا ملف المنحة التي لا تتجاوز 630 درهما في الشهر، أي 21 درهما في اليوم، وهي التي تبقى هزيلة جدا ولا تغطي حاجيات الطلبة».
في المقابل، قال عبد اللطيف ميراوي، في معرض رده على سؤال محوري خلال جلسة الأسئلة الشفوية، حول «تكوين طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة في ظل التطورات الحالية»، أن وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والصحة الحماية الاجتماعية «استجابتا لـ45 مطلبا من أصل 50 تقدمت به تنسيقية طلبة كليات الطب، فيما لا يزال النقاش بشأن النقاط الخمس المتبقية قائما»، مشيرا إلى أنه بدعوة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تم عقد مجموعة من اللقاءات مع ممثلي الطلبة والأساتذة الباحثين وكذا العمداء ورؤساء الجامعات، كللت بالاستجابة «لأغلب المطالب التي سيتم تحقيقها، ومن ضمنها مطالب لم تتحقق منذ سنة 2019».