خرج طبيب بالمستشفى الإقليمي بنسليمان أول أمس الأربعاء، عن طرق الاحتجاج المألوفة، واختار جلب «الطعريجة» إلى مقر عمله وتقمص دور «طعارجي»، تعبيرا عن وضع الأطر الطبي المتردي وعدم رضاه على إقصاء الأطر الطبية من الدعم المالي والمعنوي الحكومي، في الوقت الذي يفيض سخاؤها مع جهات أخرى.
وبدا الدكتور يونس سيحلا، الذي مارس الطب لأزيد من ربع قرن غاضبا وساخطا على الأوضاع داخل قطاع الصحة، ومن التهميش الذي يطال الطبيب العمومي. وقال في تصريح لـ «الأخبار» إن الطبيب العمومي يعاني بين مطرقة المواطن الذي يعاني من قصور الخدمات الصحية، وسندان الوزارة الوصية التي تسارع دوما إلى إلصاق عجزها بالطبيب العمومي.
وأكد سيحلا أنه كطبيب لم تعد له الثقة في مؤسسته (الوزارة)، لأنها لا توفر ظروف العمل المادية والإنسانية. وأشار إلى أن على الوزارة أن تأخذ العبرة من تزايد نفور الأطر الطبية من الترشح للمباريات من أجل شغل المسؤوليات داخل الوزارة. وأن عددا من الأطباء والطبيبات لم تصل مدة عملهم الثماني سنوات، أدوا مصاريف مالية للوزارة من أجل تسريحهم والالتحاق بالقطاع الخاص. وأضاف أن الأطر الطبية لا تستفيد من التكوين المستمر المجاني، وأن عليها أن تصرف من مالها الخاص من أجل الاستفادة من التكوين المستمر. وأنه يتوفر على عدة دبلومات وشهادات، ومثله كثيرون، لكنهم لا يستفيدون منها عمليا.
وتساءل بغضب «ما قيمة الأطر الطبية وشبه الطبية أمام بعض الذين تلقوا الدعم بسخاء»، مشيرا إلى أن الحكومة اقتطعت من راتبه 3000 درهم لدعم صندوق جائحة كورونا. وبالمقابل وعدت بدعم الأطر الطبية بمبلغ ألف درهم، وهو الدعم الذي لم يصرف، يضيف الدكتور.
ودعا سيحلا الهيئات النقابية إلى تطبيق احتجاج جديد سماه بالرقصة الاحتجاجية الشعبية عوض الوقفة الاحتجاجية، والتسلح بعتاد الفرق الشعبية من «طعارج» و«بنادر» من أجل إرضاء المسؤولين.
يذكر أن أزمة قطاع الصحة بإقليم بنسليمان تزداد تدهورا، وأن المستشفى الإقليمي الذي يعرف نقصا حادا في العتاد الطبي والموارد البشرية يعيش حالة من الفوضى والصراعات النقابية والضغوطات النفسية، مما تسبب في إقدام مديرة المستشفى على رفع طلب الإعفاء من مهامها رغم حداثتها في هذا المنصب. كما راسل الدكتور سيحلا المديرية الجهوية مطالبا إعفاءه من مسؤوليته الإدارية بسبب النقص الكبير في العتاد والأطر الطبية وأطر التمريض والغرف الطبية. وجدير بالذكر أن مندوبية الصحة تدار بالنيابة من طرف الدكتور خالد رقيب، المدير السابق للمستشفى الإقليمي سطات بعد أن قدم المندوب السابق استقالته.