وجه الاتحاد الإفريقي صفعة قوية للسلطات الجزائرية، بعدما أعلن قراره بخصوص المباراة الملغاة بين نادي نهضة بركان أمام اتحاد العاصمة نهاية الأسبوع الماضي، برسم ذهاب دور نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية. بحيث قررت لجنة الأندية والمسابقات بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم أن نادي اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا بنتيجة ثلاثة أهداف لصفر أمام نهضة بركان مع إمكانية اتخاذ عقوبات أخرى.
والحقيقة أن قرار «الكاف» ما هو سوى جزء من ضريبة غباء نظام برمته، فالغباء في الجزائر لا يقتصر فقط على أشخاص، بل إن الجارة الشرقية أثبتت أن كل مؤسساتها الرسمية وغير الرسمية تتوفر على من يصنع فيها قرارا غبيا. وللأسف فإن الدول مهما كانت غبية فهي تحاول أن تتظاهر بالذكاء والعقلانية، لكن نظام الكابرانات يجبر الشعب الجزائري ومؤسساته الرياضية والفنية والثقافية والإعلامية على دفع الثمن، لأنه نظام يحمي الأغبياء ويحارب كل شيء عقلاني.
لقد وصل النظام العسكري الجزائري إلى درجة غير مسبوقة من الحركات البهلوانية والتصرفات الكاريكاتورية التي تؤشر على قرب نهايته، فالأنظمة التي رمى بها التاريخ إلى مزابله ليس لأن بعضها كان مستبدا، أو ضعيفا؛ بل لأن بعضها وصل إلى خط النهاية عندما بلغ الغباء السياسي منتهاه، وهو ما يحصل اليوم مع هذا النظام الأرعن.
طبعا سيحاول نظام الكابرانات امتصاص الضربات التي تلقاها بسبب الغباء، وسيلصق العقوبات التي فرضتها «الكاف» بالمؤامرة الدولية، بسبب «دعم فلسطين»، أو سيرمي بها إلى تغول فوزي لقجع، لكنه بالتأكيد سيتجنب النظر في المرآة ليرى وجهه الغبي. والأكيد أن الغباء سيستمر في مقابلة العودة ببركان، لأن ذلك أصبح منهجا في الحكم تكتوي بنيرانه الرياضة والفن والديبلوماسية، وهو منهج لن يتوقف إلا بعد إبعاد المنطق العسكري عن تدبير الشأن العام، وهذا ما سيصل إليه الجزائريون عاجلا أم آجلا.