لا توجد لحظة تحبس الأنفاس في لعبة كرة القدم أكثر من ضربة الجزاء، وبالمناسبة فقد تعددت مسمياتها من ضربة جزاء إلى ركلة جزاء عند المشارقة، وضربات ترجيح في كثير من مصطلحات الكرة، مع اختلاف في استعمال كل مصطلح.
ولأن مباريات كرة القدم تجمع جماهير يسكنها عشق المستديرة، مهما تنوعت جنسياتها ودياناتها وانتماءاتها، فما يجمع الجماهير العاشقة للكرة هو الهوس والحماس والإحساس.
حين ضيع اللاعب المغربي أشرف حكيمي ضربة جزاء، في الدقائق الأخيرة من المباراة التي جمعت فريقنا الوطني بنظيره الجنوب إفريقي، وخرج المنتخب المغربي صاغرا من نهائيات كأس أمم إفريقيا التي تدور أطوارها في الكوت ديفوار، أصيب المغاربة بصدمة قوية وعانى عشاق الكرة من هزات ارتدادية نفسية مرعبة.
لكن ليس حكيمي هو اللاعب المغربي الوحيد الذي ضيع ضربة جزاء مصيرية، ولن يكون الأخير طبعا، فهناك عشرات حالات إهدار ركلات الجزاء التي كانت مضاعفاتها مرعبة ليس فقط على اللاعب الذي ضيع الفرصة بل على شعب كامل.
حين نتأمل ضربات الجزاء المصيرية التي كتب للكرة فيها ألا تعانق الشباك، سنتوقف عند المضاعفات النفسية لكرة أخطأت وجهتها، لنكشف حجم الرعب الذي عاشه اللاعب ومحيطه والجمهور.
نتذكر ضربة الجزاء التي ضيعها لاعب منتخب إيطاليا روبيرتو باجيو، والتي تبقى من أشهر ضربات الجزاء في تاريخ كرة القدم، تسديدة أخطأت وجهتها فأسالت مداد أقلام الصحف، ونالت حيزا كبيرا في بلاطوهات التحليل، وتحول باجيو من بطل قومي إلى لاعب تسبب في خسارة اللقب المونديالي لإيطاليا سنة 1994.
لحظة ضياع الضربة الترجيحية هي اللحظة الأصعب في حياة اللاعب ومحيطه، رغم أن باجيو قال: «لم أقم بإهدار ركلة جزاء في حياتي سوى مرة واحدة، لم تكن الأخيرة لكنها الانقلاب الأكبر في مسيرتي، لقد شاهدتها في نومي مرات ومرات».
في الملف الأسبوعي لـ «الأخبار» استحضار لأشهر ضربات الجزاء المدمرة في حياة الكرة المغربية.
ركلة جزاء حكيمي زرعت الفرحة في المونديال والرعب في «الكان»
قبل أن تنتهي مباراة المغرب وجنوب إفريقيا، حصل المنتخب المغربي على ضربة جزاء سددها اللاعب أشرف حكيمي، كان الجميع يعول على خبرة اللاعب المحترف في أكبر النوادي الأوربية، لكن الكرة سترتطم بالعارضة وتعود إلى الميدان حاملة معها شرارة الغضب والإقصاء.
في نهاية المباراة، وجه الدولي المغربي، أشرف حكيمي، لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، والمنتخب الوطني، عبارات الاعتذار للجماهير المغربية، بعد إهداره لضربة الجزاء. وكتب حكيمي في تدوينة نشرها عبر حسابه على منصة «إنستغرام»: «اليوم يوم صعب ومحزن للغاية بعد إقصائنا. أريد أن أعتذر عن ركلة الجزاء، لقد تحملت مسؤولية مساعدة الفريق، لكن لسوء الحظ لم ينجح الأمر. أريد أن أشكر كافة الشعب المغربي على دعمه، خاصة الأشخاص الذين قدِموا إلى الكوت ديفوار». وأردف الدولي المغربي: «سننهض ونعود أقوى لما هو قادم إن شاء الله».
أضاع حكيمي ركلة جزاء في الدقيقة 84، كانت كفيلة بإدارك التعادل (1-1)، والذهاب إلى الأشواط الإضافية، غير أن نجم باريس سان جيرمان وضع الكرة خارج إطار المرمى، قبل أن يسجل «الأولاد» هدفا ثانيا قاتلا حسم به المباراة.
امتنع المدربون السابقون لأشرف حكيمي، عن تكليفه بتنفيذ ركلات الجزاء، وأشهرهم مدرب إنتر ميلان الإيطالي أنطونيو كونتي، الذي قال في تصريحات ساخرة سنة 2021 إبان فترة ممارسة اللاعب مع الإنتر: «من المفيد ألا يسدد حكيمي ركلات الجزاء، يجب أن يموت الجميع قبل أن أسمح له بتنفيذ ركلة جزاء واحدة، إنه يسددها أسوأ مني عندما كنت لاعبا». وسبق للمدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش حين كان مشرفا على المنتخب المغربي، أن صرح قائلا: «لقد طلب مني أشرف أن يسدد ركلات الجزاء، لكنني اشترطت عليه أن يكون هو المسدد لها في باريس سان جيرمان أولا، قبل أن يتكفل بتسديدها هنا مع المنتخب المغربي».
أمام جنوب إفريقيا، غاب المسدد الأول لركلات الجزاء بمنتخب المغرب حكيم زياش، للإصابة في أوتار الركبة، فأشار المدرب الركراكي من المقاعد الفنية إلى حكيمي ودعاه إلى التنفيذ رغم أن أمين حارث كان يستعد لإمساك الكرة وتسديد ضربة الجزاء.
أهدر حكيمي ضربة الجزاء الثانية تواليا، حيث ضيع ضربة جزاء أمام تنزانيا في شهر نونبر الماضي.
زياش يضيع ضربة جزاء في مصر وينهي حلم المغرب
ضد كل التوقعات، مني المنتخب المغربي بهزيمة أمام منتخب البنين، وعجز عن حجز مقعده في الدور ربع النهائي من مسابقة كأس الأمم الإفريقية. لجأ الفريقان إلى ضربات الترجيح التي حسمها البينينيون بنتيجة 4 – 1، وخرج المغاربة من السباق على اللقب في المباراة التي جمعته بخصم قليل الخيرة على أرضية ملعب «السلام»، ضمن منافسات دور الـ16، بعد أن انتهى الوقتان الأصلي والإضافي من عمر المباراة بالتعادل الإيجابي.
أضاع حكيم زياش ضربة جزاء لـ»أسود الأطلس» فى الدقيقة 94 من عمر المباراة، وفوت على المغرب فرصة التأهل لدور الثمن. بعد أن علق المغاربة آمالهم على فريق وطني يتشكل في غالبيته من المحترفين بالخارج. لكنه خيب الظن وخرج بأبشع صورة.
لم تمر ضربة الجزاء المهدرة مرور الكرام، فقد أبدت عناصر وطنية رغبتها في الاعتزال الدولي، بعد الأداء الباهت في «كان» مصر، على غرار حكيم زياش ونبيل درار ويوسف بلهندة، وقرر نجما منتخب المغرب مبارك بوصوفة وكريم الأحمدى الاعتزال رسميا وقطع العلاقة مع المنتخب الوطني بعد الإخفاق، علما أن اللاعبين سفيان بوفال ويوسف النصيري ضيعا بدورهما ضربات جزاء في تلك المباراة.
إهدار ضربة الجزاء أطاحت برؤوس عديدة في المنتخب المغربي، بعد أن دار جدل كبير حول زياش وتوزعت الآراء بين رافض لاستمراره مع المنتخب وداع لبقائه، على اعتبار أن ضياع تسديدة يحصل في كرة القدم كل يوم.
ركلة جزاء زياش الشهيرة أسقطت قيمته التسويقية، وجعلته خارج حسابات كبريات الفرق الأوربية، ما أدخل اللاعب في إحباط نفسي رهيب، كما أن هذا الحدث ساهم في تغييرات عديدة على مستوى بيت المنتخب الوطني، بل إن ضربة جزاء ضائعة أطاحت برؤوس العديد من المسؤولين في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وأسقطت مسؤولة التواصل دنيا لحرش من منصبها وصدر بيان في شأن الإقالة خاصة في ما يعرف بخلاف زياش ووزير الرياضة آنذاك الطالبي العلمي، كما سجل المشهد الرياضي قصفا من بعض لاعبي المنتخب ضد منتقديهم عبر منصات التواصل الاجتماعي.
علاقة زياش بضربات الجزاء ليست وليدة «كان» مصر، بل سبق أن أغضب المغاربة حين أَضاع فرصة المصالحة ضد منتخب مالي، ولولا الألطاف الربانية والنصر الأخير في الكوت ديفوار لكنا من الخاسرين.
حمد الله يغادر معسكر المنتخب بسبب ضربة جزاء
في منتصف يونيو 2019، سيختفي اللاعب الدولي عبد الرزاق حمد الله، وبعد أقل من ساعة كشفت وسائل إعلام مغربية، السبب الحقيقي خلف مغادرة اللاعب عبد الرزاق حمد الله لمعسكر منتخب المغرب، قبل أيام من انطلاق منافسات بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، يرجع لخلافه مع لاعبين يمارسون في أوربا. وعلى الفور صدر بلاغ على الموقع الرسمي للاتحاد المغربي لكرة القدم تضمن دعوة اللاعب عبد الكريم باعدي للمعسكر لتعويض غياب عبد الرزاق حمد الله «المصاب على مستوى الظهر والورك، والذي تبين للطاقم الطبي للمنتخب الوطني أنه لن يستطيع إتمام المعسكر، وبالتالي عدم المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا، بمصر».
وكيل أعمال اللاعب حمد الله كانت له رواية أخرى، وتبين أن السبب الحقيقي لمغادرة اللاعب معسكر منتخب المغرب، يعود لرفضه طريقة تعامل بعض العناصر معه، وليس للإصابة كما جاء في البلاغ الرسمي.
حزم حمد الله حقائبه وقرر مغادرة مقر إقامة المنتخب قبل أن يتدارك أعضاء من الطاقم التقني الموقف بمحاولة ثنيه عن قراره، إلا أن هداف الدوري السعودي رفض العودة إلى المعسكر.
أصل النزاع خلاف بين حمد الله وفيصل فجر على تنفيذ ضربة جزاء حصل عليها المغرب، في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا للضائع من عمر مباراته الودية أمام غامبيا، وفي نهاية المطاف نفذها فجر وأخفق في تحويلها إلى هدف التعادل، فاتهم حمد الله بالتشويش على فجر.
لكن اللاعب بوصوفة كشف عن تفاصيل الواقعة التي فجرتها ضربة جزاء، حيث قال في حوار على قناة قطرية، إن «حمد الله أراد تسديد ضربة جزاء، خلال المباراة الودية ضد غامبيا، رغم أن المتفق عليه هو تسديد فيصل فجر لهذه الضربات». مضيفا أنه كان على حمد الله «احترام تعليمات المدرب، رغم كونه مهاجما ويستطيع تنفيذ ضربات الجزاء».
وأكد الدولي المغربي السابق، أن ترك حمد الله لمعسكر الأسود «كان قرارا شخصيا منه، ولا أحد دفعه للمغادرة»، وإذا تخليت عن فريقك فإنك تتخلى عن بلادك». مشددا على أنه لم «يقع أي ظلم على حمد الله»، وأنه كان «شاهدا على الأمر»، معتبرا أن «الإنضباط واحترام القواعد يبقى هو الأهم».
«ركلة الجزاء» ساهمت في خلق جو من القلق في معسكر المنتخب الوطني، وحين أهدرت ضربة أخرى في «كان» مصر دفع المنتخب الوطني الثمن غاليا، وانتهت الحكاية باعتزال دولي لبعض اللاعبين ونهاية مرحلة الناخب الوطني هيرفي رونار.
شيشا.. اللاعب الذي هاجر بسبب ضربة جزاء ضائعة
قصة اللاعب الدولي شيشا تستحق أن تكون مادة لتوثيق مرحلة صعبة في حياة المنتخب المغربي، في أزقة درب السلطان نشأ محمد رابح، وبين دروبه تعلم مبادئ الكرة، في أول اختبار بقلعة الوداد حمل الفتى لقب «شيشا» فطارده طيلة مشواره الكروي، وحين اشتد عوده أصبح لاعبا أساسيا في تشكيلة الوداد البيضاوي وصانع ألعاب في المنتخب الوطني نهاية السبعينات وبداية الثمانينات. لكن ضربة جزاء غيرت مجرى حياته حين أهدرها وأهدر معها ما تبقى من حب جارف.
ضاقت به السبل فاختار الهجرة إلى سويسرا، في نادي مارتيني ضبط ساعته على عهد جديد، وفي ظرف قصير أصبح حديث الصحافة السويسرية، فجسد المفهوم الحقيقي للقول المأثور: «رب ضارة نافعة».
يعيش اللاعب الدولي المغربي السابق محمد رابح المعروف في الوسط الرياضي حياة الاغتراب في سويسرا وتحديدا في مدينة مارتيني مع أسرته الصغيرة.
كانت بدايته مع الوداد الرياضي سنة 1969 في فئة الصغار تحت إشراف المدرب باسالم والسي امبارك. وفي حصة تدريبية في ملعب الوداد أطلق عليه باسالم لقب «شيشا»، وبعد مدة علم أن «شيشا» كان لاعبا كبيرا في فريق حسنية أكادير.
في مباراة برسم الإقصائيات المؤهلة إلى كأس العالم 1982 بإسبانيا. جرت مباراة بين المنتخب المغربي ونظيره الكاميروني، كان اللقاء مبرمجا في الدار البيضاء وتم نقله إلى القنيطرة، بسبب أحداث الدار البيضاء سنة 1981، وكانت مباراة قوية أعلن فيها الحكم عن ضربة جزاء إثر إسقاط عزيز بودربالة فاختار شيشا تنفيذها لكنه أضاعها أمام الحارس نكونو، وكان قد سجل من قبل هدفا من ضربة جزاء على نفس الحارس في مراكش (نهائي كأس محمد الخامس). انهزم المنتخب المغربي بهدفين لصفر.
غادر اللاعب شيشا الملعب البلدي، وأخبره صديق بغضب الجمهور أمام بيت العائلة في الدار البيضاء. يتذكر اللاعب مضاعفات ضربة جزاء فيقول لـ «تيلي ماروك»: «حذرني صديقي عبد المالك الزنكي وقال لي من الأفضل أن أتفادى الحضور فالتحقت به في سكن له على شاطئ زناتة، حيث قضيت يومين بعيدا عن صخب الشارع». مضيفا أن «ضياع ضربة الجزاء كان قاسيا ودفعه إلى المغادرة، لاحقا شاركت في لقاء ودي أمام فريق نوشاتيل السويسري في مراكش، واستمر الجمهور في عتابي».
يضيف شيشا: «كنت أتهيأ للاحتراف بسيون وفي الأخير تعذر ذلك وأخبرني الرئيس عبد الرزاق مكوار بأن إدارة سيون تعاقدت مع عزيز بودربالة، وبعد فترة سافرت إلى سويسرا لنيل قسط من الراحة بتوصية من مكوار، وكنت أفكر في البقاء هناك لكي أشتغل أو أمارس كرة القدم. هناك شاركت في حصة تدريبية لنادي مارتيني وأقنعت إدارته التقنية ووقعت له وقضيت به سبع سنوات، وكانت بداية الاستقرار في المهجر».
كسب اللاعب المغضوب عليه تدريجيا، أشياء كثيرة بفضل كرة القدم، حب الناس في المغرب وخارجه وفي مدينة مارتيني نسج علاقات كبيرة مع الشباب.
عاش شيشا فترة مميزة في الوداد وأحرز معه سبعة ألقاب، ثلاثة في البطولة وثلاثة في كأس العرش ولقب كأس محمد الخامس على حساب فريق كانون ياوندي في نهائي جرى في مراكش، وفي موسم 1978-1979 أحرز ثلاثية البطولة والكأس وكأس محمد الخامس، كما قضى فترة طويلة في المنتخب المغربي.
«عتوقة» يتصدى لضربة جزاء مصيرية من يسرى فرس
تعرض المنتخب الوطني لهزات وهزائم عديدة بعضها شكل صدمات قاسية ليس على الجمهور بل على اللاعبين، في غياب إعداد ذهني قبلي أو بعدي.
في سنة 1977، كانت الكرة الإفريقية على موعد مع اصطدام مغاربي بين المغرب وتونس. برسم المحطة الأخيرة من إقصائيات كأس العالم بالأرجنتين. خاض المنتخب المغربي معارك التصفيات بتشكيلة قوية نصفها من اللاعبين الذين أحرزوا كأس إفريقيا وبنفس المدرب مارداريسكو والناخب الوطني بلجدوب.
خاض المغاربة تصفيات كأس العالم 1978 التي أقيمت نهائياتها بالأرجنتين، بتصميم كبير على الذهاب لأبعد نقطة ممكنة، كيف لا وهو حامل لقب كأس إفريقيا، إلا أن القرعة شاءت أن يلتقي الفريق الوطني مع نسور قرطاج في مواجهة مغاربية حارقة انتهى فصلها الأول يوم 12 دجنبر 1976 بملعب الأب جيكو بالدار البيضاء متعادلا بهدف لكل منتخب، فقد كان الفريق الوطني سباقا للتسجيل بواسطة نجم النادي المكناسي لغويني في الدقيقة 35، قبل أن يدرك أسطورة كرة القدم التونسية طارق ذياب هدف التعادل في الدقيقة 56.
لكن المواجهة الحاسمة والفاصلة برسم إياب الدور الأول استضافها ملعب المنزه بتونس يوم9 يناير 1977 وأبدا لم تخرج عن سيناريو الجولة الأولى بالدار البيضاء، فهذه المرحة سيتقدم نسور قرطاج بهدف العبيدي في الدقيقة 34 ليتمكن مصطفى يغشا من إدراك هدف التعادل في الدقيقة 55، أي تقريبا نفس سيناريو مباراة الذهاب التي جرت في ملعب الأب جيكو.
ولحسم اسم المتأهل للدور الثاني من التصفيات كان من الضروري اللجوء لضربات الجزاء الترجيحية التي أعطت التفوق للمنتخب التونسي مع تسجيل تضييع الأسطورة أحمد فرس لإحدى ضربات الجزاء، بعد التصدي الناجح من الحارس الأسطوري عتوقة، وبذلك يغادر الفريق الوطني تصفيات مونديال هذه النسخة من الدور الأول، ويصبح مصير جيل من النجوم في مهب الريح.
ضربة الجزاء التي لن ينساها الرجاويون والوداديون
لم يكن الحكم محمد حجان يعتقد أن مباراة ديربي بين الرجاء والوداد في الموسم الرياضي 1978/1979، ستظل موشومة في وجدان الجماهير البيضاوية، لأنها لم تنته في وقتها القانوني بسبب انسحاب الرجاء من رقعة الملعب.
كان فريق الرجاء البيضاوي منهزما بهدف لصفر، وكان يسعى لإدراك التعادل، قبل أن يعلن حجان ضد مجريات المباراة ضربة جزاء لفائدة الوداد، بسبب مناوشات بين حارس الرجاء مخلص وقلب هجوم الوداد مجيدو. الحكم أشهر بطاقة حمراء في وجه حارس الرجاء نجيب مخلص، لكن لم تكن ضربة الجزاء التي منحها للوداد هي سبب مشكل الانسحاب. يقول امحمد فاخر الذي عاش هذه الواقعة لاعبا: «حين قام حارس الرجاء مخلص، بارتكاب خطأ بضربه للاعب الوداد امجیدو داخل مربع العمليات، بدون كرة، من حقه أن يعلن عن ضربة جزاء، ولكن العملية تستحق من الحكم تدخلا قبليا لأن المهاجم امجيدو عرقل تحرك الحارس وهذا ما غض عليه الحكم النظر، أما طرد حارس مرمى الرجاء وكونه لم یحتج ولم يعترض، فهذا معناه أن الاحتجاج لن يجدي نفعا».
بدأ الاحتجاج أولا حول شرعية ضربة الجزاء، فالذي يستحق الإنذار هو اللاعب الودادي الذي عرقل تحرك الحارس، قبل أن يدفعه هذا الأخير بمرفقه، «كان فريقنا قد استنفد التغییرات القانونية المسموح بها، لكن حين كشف لنا الحكم عن نيته في منحنا امتيازا في قادم المباراة وتوسل لنا كي لا نغادر الملعب، رفض المسيرون هذه المساومة وتبين لنا أن الانسحاب هو الحل لوقفها. دار النقاش بين المدرب حمان واللاعبين حول استئناف المباراة أو الانسحاب، وركزنا على مبرر الحكم، في دكة الاحتياط كان بعض اللاعبين يفكرون في من سیتولى حراسة المرمى، وقد تطوع لهذه المهمة اللاعب عبد المجید ظلمي، ولأنه يفترض تغيير قميص حارس المرمى فقد منحه أحد لاعبي الوداد بذلة، لكن القرار كان قرار المسيرين الذين نزلوا من المنصة وتباحثوا في الموضوع مع المدرب واللاعبين والحكم وأعلنوا الانسحاب».
بدأ فصل جديد من المباراة المتوقفة، وشرع جمهور الرجاء في الاحتجاج على بيتشو حين جلس فوق الكرة ينتظر تسوية مشكل القميص، ارتفعت وتيرة الاحتجاج الرجاوي على لاعب أصر على تسديد الكرة في مرمى فريقه الأصلي نكاية في بعض المسيرين، لم يتصور أن بيتشو لاعب الرجاء السابق يود تسجيل هدف في مرمى يحرسها صديقه السابق، أو كان سيحرسها زميله السابق. لا أحد يعرف سر الإصرار خاصة وأن بيتشو وظلمي والحكم انتقلوا إلى دار البقاء رحمهم الله. في مثل هذه المواقف ليس من صلاحيات الحكم التدخل في من سينفذ ضربة الجزاء.
أشهر ركلات الترجيح الضائعة عالميا
تخصص العديد من اللاعبين في تنفيذ الأهداف من ركلات الجزاء، وتم الاعتماد عليهم في تسديد ركلات مصيريه لمنتخباتهم في تظاهرات عالمية. أهدر بعض اللاعبين المتميزين ركلات جزاء فحطمت حلم منتخباتهم في الصعود للأدوار النهائية أو الحصول على الألقاب.
أضاع سقراط نجم البرازيل في الثمانينات والمتخصص في ركلات الترجيح، ضربة ترجيح في مباراة المنتخب البرازيلي والمنتخب الفرنسي في دور الثمانية بكأس العالم 1986 ليودع منتخب بلاده البطولة.
وأهدر النجم الفرنسي ورئيس الاتحاد الأوروبي السابق ميشيل بلاتيني أهم ركلة جزاء للمنتخب الفرنسي أمام المنتخب البرازيلي في ربع نهائي كأس العالم 1986 بالمكسيك.
وفقد المنتخب الإنجليزي فرصة التأهل إلى نهائي مونديال عام 1990، بسبب ركلات الترجيح أمام نظيره المنتخب الألماني، حيث أهدر اللاعب كريس وادل ركلة جزاء لمنتخب الأسود الثلاثة، ليعبر منتخب الماكينات إلى النهائي بنتيجة 5 – 4 بعد نهاية الوقت الأصلي للمباراة بنتيجة التعادل.
أضاع اللاعب الإيطالي روبيتو دونادوني ركلة ترجيح في مباراة نصف نهائي كأس العالم 1990 بين الأرجنتين وإيطاليا والتي انتهت بصعود المنتخب الأرجنتيني إلى نهائي البطولة على حساب الطليان.
من جهته أهدى النجم الإيطالي روبرتو باجيو لقب كأس العالم عام 1994 والذي أقيم في الولايات المتحدة الأمريكية للمنتخب البرازيلي، بعدما أهدر ضربة الجزاء الأخيرة للأزورى والتي كانت أمل الطليان في التتويج باللقب، ليتوج السامبا باللقب الرابع في تاريخه.
كما أضاع ديفيد تريزيجيه مهاجم المنتخب الفرنسي ركلة جزاء في المباراة النهائية أمام نظيره الإيطالي خلال نسخة عام 2006، بعدما ارتطمت كرته بالعارضة، الأمر الذي مهد لحصول الأزوري على لقب البطولة للمرة الرابعة في تاريخه.
أضاع مهاجم المنتخب الغاني أسامواه جيان ركلة جزاء أمام منتخب أوروغواي في ربع نهائي كأس العالم 2010، والتي احتسبت في الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي الثاني بعد لمس المهاجم لويس سواريز الكرة بيده داخل منطقة الجزاء، ليهدر منتخب النجوم السوداء فرصة التأهل لنصف النهائي، بعد خسارته في الأخير بركلات الترجيح.