شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةرياضة

صيانة الحلم

تعرض المنتخب المغربي لكرة القدم لهزيمة قاسية أمام منتخب جنوب إفريقيا بـ2-1 وكادت النتيجة أن تكون أثقل لولا تسرع لاعبي «بافنا- بافانا»، الذين كانوا في مواجهة منتخب تائه لا علاقة له بمنتخب الإنجازات الذي عرفناه قبل ستة أشهر.

والحقيقة أن مشكلة منتخبنا أنه لا زال يعيش في أجواء وطقوس مونديال قطر، صحيح أن مذاق الانتصار لذيذ الطعم قوي الرائحة، منحنا جميعا ثقة لا تضاهى، وفرحة عظيمة ملكا وشعبا، لكن الانتشاء زاد عن حده وبدأ يدخل منتخبنا في حالة نكران للواقع الكروي الذي لا يقبل سوى بالانتصارات ولا يحتكم سوى للنتائج.

وإذا كانت نشوة الانتصارات في قطر لا يمكن تجريد المنتخب والمغاربة منها، بعد سنوات الهزائم الكروية، فإنّ اليقظة والتركيز والقطع مع توظيف النشوة الكروية في غير مراميها الرياضية، هي وحدها الكفيلة بتحويل تلك النشوة إلى طريق انتصارات جديدة. وهنا لا بد من القول إن الدور الوحيد للمنتخبات في العالم هي الانتصارات والأداء المقنع والتأهل للاستحقاقات القارية والعالمية والحصول على الكؤوس والألقاب وليس التصريحات المثيرة والبحث عن أضواء الإعلام.

ما ينبغي أن يستوعبه القائمون على المنتخب أن الإنجازات التي حققها منتخبنا في كأس العالم بقطر ما هي سوى بداية تحتاج إلى أن تليها انتصارات أخرى على المستوى الإفريقي سواء في كأس إفريقيا أو خلال تصفيات كأس العالم. أكثر من ذلك فالمغرب محتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى منتخب قوي ينافس على كأس العالم التي يمكن أن تنظمها بلادنا بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال، فتعيين الملك محمد السادس لفوزي لقجع للدفاع عن ملف الترشيح المغربي يعني رسالة إلى منتخبنا بضرورة الحفاظ على تركيزه وقوته لمواجهة الرهانات القادمة.

لذلك إذا لم يعرف منتخبنا كيف يتأقلم مع الاستحقاقات الرياضية المقبلة ويأخذ الدرس من مباراته الأخيرة، سيخسر كل ما بناه في قطر، آنذاك ستتغير سيكولوجية الجمهور وسيتعكر مزاجه لأن علاقة أي جمهور بفريقه ليست علاقة عقدية أو إيديولوجية أو فكرية، هي علاقة نفسية وعاطفية ظرفية مرتبطة بالنتائج سلبا وإيجابا. فليس هناك شيء مضمون وثابت في مجال كرة القدم، والمنجزات يجب تحصينها حتى لا تتعرض للضياع والتلف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى