صورة بألف كلمة
يقولون دومًا إن الصورة تساوي ألف كلمة. نتذكر هذه المقولة بعد انتشار صورة للرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى جانب رئيس الحكومة عزيز أخنوش وعدد من قادة وزعماء دول إفريقية، وهم يتابعون مقابلة نصف نهائي كأس العالم التي جمعت بين المنتخبين المغربي والفرنسي.
الصورة في حد ذاتها رسالة قوية ودالة تبين المقام الاستراتيجي الذي أصبحت تحتله لعبة كرة القدم لدى صناع القرار الدولي، باعتبارها نشاطا إنسانيا مهما يستحق أن يكون مثار اهتمام الرئيس الأمريكي ويستحق أن يتوقف لسببه المنتدى الأمريكي الإفريقي للأعمال لمتابعة أطوار مباراة يشارك فيها ممثل القارة الإفريقية.
وبالعودة إلى الصورة، يكتشف المرء المتابع حقيقة ما حققه المنتخب المغربي من نجاحات ديبلوماسية ورمزية خارج رقعة الملعب، وهو ما جعل بايدن يغرد بالقول «تشرفت بمشاهدة المباراة، إلى جانب رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش»، و«بغض النظر عمن يستحق التشجيع، كان من اللافت مشاهدة ما استطاع الفريق المغربي تحقيقه».
وبدون شك، فإن ما حققه المنتخب من إنجازات جعل رئيس الحكومة يقف مرفوع الرأس بين نظرائه الأفارقة في منتدى الأعمال الأمريكي الإفريقي الذي ذهب إليه لتمثيل الملك محمد السادس. وهذا يعني شيئا واحدا أن الإنجازات الكروية، سيما في ملتقيات عالمية، أصبحت سلاحا قويا لتحقيق أهداف السياسة الخارجية للدول وبناء قوتها الناعمة، وتشكيل صورتها الذهنية، ووضع قضايا سياسية على الأجندة الدولية.. وهذا بالفعل ما حققه منتخبنا الوطني الذي جعل الكثير من قادة العالم النافذين وشعوب الكون يعبرون عن مشاعر الاحترام والتقدير لبلدنا ملكا وشعبا ومؤسسات.
واليوم الكرة في ملعب السياسيين ومؤسساتهم التمثيلية لاستثمار هذا الإنجاز الرياضي المغربي لتحقيق أهداف دبلوماسية واستراتيجية وتنموية، من أهمها تقوية السياسات الرياضية القادرة على إنتاج المزيد من الطاقات واستخدام هذا الإنجاز في بناء علاقات ديبلوماسية وسياحية طويلة الأمد مع دول وشعوب أخرى، وربما استغلال هذا الإنجاز لتغيير الصورة الذهنية لبعض الدول حول قضيتنا الوطنية ولم لا إنشاء قسم للدبلوماسية الرياضية كما فعلت وزارة الخارجية الأمريكية عقب أحداث 11 شتنبر بهدف الوصول إلى الشباب في الشرق الأوسط عن طريق الرياضة والتأثير عليه.