بعد مساهمتها الفعالة والقوية في تأمين نهائيات كأس العالم لكرة القدم، التي احتضنتها دولة قطر في نهاية سنة 2022، ستساهم الأجهزة الأمنية المغربية في تأمين دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بالعاصمة الفرنسية باريس، وهو ما يجسد اعترافا دوليا بقوة وكفاءة المؤسسة الأمنية بالمغرب، والتي أصبحت تشكل صمام أمان لمختلف البلدان، نظرا لدورها في مكافحة مختلف الجرائم العابرة للقارات.
والكل يتذكر كيف حظيت البعثة الأمنية المغربية التي شاركت في تأمين نهائيات كأس العالم باستقبال وتكريم من طرف القيادة القطرية لمركز التعاون الأمني الدولي الخاص بكأس العالم «قطر 2022». وأشادت القيادة القطرية، ممثلة في رئيس مركز التعاون الأمني الدولي، بخبرة وكفاءة الأُطر والعناصر الأمنية التي ساهمت بكل احترافية في تأمين هذا الحدث الكروي العالمي، الذي عرف توافد ملايين المشجعين من مختلف أقطار العالم، حيث لم تسجل أي حوادث أو أحداث كبيرة. وعبرت القيادة القطرية عن شكرها لمسؤولي الأجهزة الأمنية المغربية لتوفيرهم كل أشكال الدعم والخدمات التي قدمتها البعثة الأمنية بكل مكوناتها لإنجاح تنظيم المونديال.
وبعد هذا النجاح، أصبحت الكفاءة الأمنية المغربية مطلوبة من مختلف الدول لتأمين التظاهرات العالمية الكبرى. وفي هذا الإطار، قام المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، بزيارة عمل للجمهورية الفرنسية، أجرى خلالها مباحثات مع مسؤولي الأجهزة الأمنية الثلاث بهذا البلد الأوروبي. ويتعلق الأمر بمسؤولي الشرطة الوطنية والأمن الداخلي والأمن الخارجي، تمحورت حول آليات تدعيم التعاون الثنائي في مختلف المجالات الأمنية ذات الاهتمام المشترك، شملت سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والرفع من مستويات التنسيق وتبادل المعطيات الاستخباراتية والعملياتية حول مختلف التهديدات الصادرة عن المنظمات المتطرفة وشبكات الجريمة العابرة للحدود الوطنية.
وتراهن الأجهزة الأمنية الفرنسية على المؤسسة الأمنية المغربية من أجل تقديم الدعم والتنسيق لتأمين دورة الألعاب الأولمبية، وكان هذا الحدث حاضرا في المباحثات التي أجراها حموشي مع المدير العام للشرطة الوطنية الفرنسية، حيث تم طرح آليات استباقية لتقييم المخاطر وتبادل المعطيات على هامش العمل المشترك في تأمين الألعاب الأولمبية الصيفية بباريس 2024.
وتتويجا لهذا التعاون، تم توشيح حموشي بميدالية الشرف الذهبية للشرطة الوطنية الفرنسية بشكل استثنائي، وذلك اعترافا بجهوده في توطيد وتطوير التعاون الأمني المشترك، وقبلها تم تكريمه وتوشيحه بعدة بلدان أخرى.
وبذلك، أصبح المغرب من خلال مؤسسته الأمنية بمثابة صمام الأمان لكل دول العالم، وباعث للسلام والأمن داخل محيطه الإقليمي، وشريك أمني موثوق لدى العديد من البلدان في الحرب الدولية ضد الإرهاب، والتي ساعدها على إحباط العديد من العمليات الإرهابية، كما يساهم في مكافحة الجرائم المنظمة العابرة للقارات، وخلال السنة المقبلة سيحتضن الدورة الثالثة والتسعين لأشغال الجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية «أنتربول» بمدينة مراكش.