صفعة ديبلوماسية لنظام الكابرانات
تلقى نظام الكابرانات صفعة دبلوماسية جديدة وقاسية، تضاف إلى انتكاساته المتتالية في فرض خيار “العزلة” العربية على المغرب، مستخدما بسوء نية سلاح القمة العربية للاتجار بالقضية الفلسطينية والسورية والليبية واليمنية. ورجعت ديبلوماسية تبون ومن يعمل لحسابها بخفي حنين بعدما تلقى النظام العسكري رفضا قاطعا من طرف قادة الدول العربية للمشاركة في القمة بعد إدراكهم لتوظيفها السياسي ضد وحدة المغرب التي تحظى بدعم عربي غير مشروط.
وهذه ليست المرة الأولى التي يبرز فيها فشل حكام قصر المرادية في مواجهة صلابة الديبلوماسية المغربية، وخصوصاً داخل الحضن العربي الدافئ. فالعديد من الحوادث المماثلة أظهرت بما لا يدع مجالا للشك ضعف ديبلوماسية العسكر في تحقيق مكاسب وسط المنتظم العربي الذي أعلن مرارا موقفه الداعم لوحدة المغرب في صراعه مع صناع التفتت والانقسامات، ونتذكر جميعا قمة قادة الخليج التي أكدت مواقفها الثابتة الداعمة لمغربية الصحراء والحفاظ على أمن واستقرار المملكة المغربية ووحدة أراضيها.
تحولت، إذن، دسائس نظام الكابرانات، باستغلال التنظيم الدوري للقمة العربية، إلى انتصار ديبلوماسي للمملكة تُراكم به الانتصارات الأخرى، ويمنحنا بغبائه نقطة إضافية لم نكن نبحث عنها. وما لا يدركه النظام الجزائري الفاشل أن الديبلوماسية المغربية بلغت مستوى عالياً من التحدي جعلها قادرة على مواجهة مناورات جار سوء بثقة بالغة ودون مجهود كبير، وذلك في ضوء عدالة قضية وحدتنا الترابية بالإضافة إلى ما حصل عليه المغرب من أوراق استراتيجية مؤثرة في السنوات الأخيرة سواء داخل البيت العربي أو المنتظم الأممي، ثبتت الديبلوماسية المغربية في موضع قوة تجاه أعدائه وخصومه في الداخل والخارج.
لقد خاب، إذن، مسعى نظام الكابرانات في تحويل قمة عربية إلى ورقة سياسية لدعم شرعية العسكر داخليا وخارجيا، وارتبكت كل حسابات تبون ومن معه لجعل القمة محاولة تلميع النظام الإيراني وتخفيف عزلته. وكما كان متوقعا فإن عددا من الدول العربية كانت تنتظر الفرصة الملائمة للتعبير عن غيظها والإفصاح عنه للجزائر بسبب خطواتها اللامحسوبة، ولم تكن هناك مناسبة أفضل من لحظة الإعداد لعقد مؤتمر القمة العربي للمطالبة بتأجيلها وربما إلغائها إذا لم يستوعب عسكر الجزائر الدرس جيدا.