شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرثقافة وفن

 صفحات من الأدب السّاخر

لا تحضر السخرية في الأدب إلّا ممتزجة بطابع الفكاهة والهزل، الأمر الذي يتطلب من الكاتب قدرة غير متناهية من الخفّة المرحة وسرعة البديهة والتقاط ذكيّ للمفارقات في المواقف والحالات الإنسانية المختلفة. لذلك نلاحظ قلّة الكتّاب والمؤلفين الذين تتوفر لديهم هذه الميزة.

مقالات ذات صلة

 إعداد وتقديم- سعيد الباز

في الأدب العربي يتربّع على عرش الفكاهة والسخرية الجاحظ، خاصة في كتابه «البخلاء» أو في نوادره وطرائفه، فقد كان نموذجا للكاتب الساخر بخفّة ظلّه وعمق فهمه وإدراكه للنفس الإنسانية في شتّى صورها وتعبيراتها الأكثر تناقضا وإثارة للفكاهة والسخرية.

كان ميغيل دي ثيربانتس، من خلال إبداعه لشخصية دون كيخوته، أحد المعالم الكبرى للأدب الساخر على المستوى العالمي. لكن يمكن القول إنّ أدب السخرية والفكاهة قد لا يكون من غايته الصرفة الضحك وحده، بقدر ما تتخفّى داخله نزعة نقدية تسعى إلى الكشف عن ما وراء المشاهد والمواقف والتعبيرات المثيرة للهزل والضحك إلى فضح خفاياها وإبراز مظاهرها السلبية المختلفة على مستوى السلوك والأفكار والمعتقدات والعادات الاجتماعية.

أخيرا ينبغي القول، أيضا، إن الأدب الساخر سلاح ذو حدّين، فالكثير من الكتاب الساخرين تعرّضوا لمحاولات عديدة لإسكات صوتهم الساخر الذي اعتبر أحيانا غير مرغوب فيه وفي أحيان أخرى مزعجا.

 

لقمان ديركي.. في انتظار الرجولة  

 

 

 

 

في مجموعته القصصية «من سيرة الهرّ المنزلي»، يتتبع الشاعر والكاتب السوري لقمان ديركي موضوع اللحية المفتقدة ليس بمعناها الرجولي المعتاد فقط، ولكن باعتبارها علامة على مرحلة من المراحل الإيديولوجية العابرة لمجتمعاتنا العربية في شكلها المظهري دون مضمونها الفكري. يمتاز لقمان ديركي، في شعره وقصصه، بروحه المرحة والساخرة: «بعد أن نجحت إلى الصف العاشر بدأ هاجس بزوغ ذقني ينتابني، فهي لن تبزغ حتّى الآن في حين كان زملائي يتفننون بحلاقة ذقونهم، وكنت منذ طفولتي أحسد الابن الأصغر لصديق والدي لأنّه كان يلبس شورتا يبرز الشعر الكثيف في سيقانه وأنا بلا شعر في سيقاني… وكنت معقّدا من ساقي الرفيعتين النحيلتين، لذلك كنت أرتدي السراويل الطويلة حتّى في درس الرياضة، وعندما وصلت إلى البكالوريا ظلت لحيتي ممتنعة عن البزوغ، فتمنيت أن أرسب في البكالوريا كي لا أدخل إلى الجامعة دون لحية. وبناء على أمنيتي تصرفت، فصِعْتُ وضِعْتُ وفعلت كلّ ما يخطر على البال ما عدا الدراسة ولكنني للأسف… نجحت.

دخلت إلى الجامعة مملوءاً بالعقد خاصة بعد قراءتي لكتاب «اللامنتمي» لكولن ويلسون، و«الغريب» لألبير كامو و«الوجود والعدم» لجان بول سارتر. وكان كتاب «الغريب» لكامو مقررا في منهاج السنة الأولى لقسم الأدب الفرنسي، فازدادت عقدي أنا طالب الأدب الفرنسي المستجد الذي دخل هذا الفرع بسبب عقد والده، أي أبي من عدم معرفته باللغات الأجنبية فجرّب تعلّمها بي.

كان جاري عبد المحسن عديم اللحية مثلي، وكان يحلقها يوميا كي تبزغ، ونصحني بذلك، ولكن لا جدوى، فهناك أماكن كثيرة فارغة في وجنتي، وازدادت عقدي عندما درجت موضة اللحى الطويلة عن الشيوعيين. فكنت أجد نفسي صغيرا أمام هؤلاء الذين يتسلحون باللحى الطويلة تيمنا بماركس وإنجلس وسكسوكة لينين التي لم أستطع تقليدها أيضا. وعلى الرغم من إعجابي بالاشتراكية والشيوعية فقد قررت وبسبب عدم بزوغ لحيتي أن أكون وجوديا لأنّ سارتر كان حليق الذقن.

واستطعت خلال فترة وجيزة أن أُعرّف بكوني وجوديا، وقد استلمني أحد الشيوعيين واسمه «صلاح برو» في النادي العمالي، وناقشني في المفاضلة ما بين الشيوعية والوجودية، وكنت أستفزه، وأفضّل الوجودية من دون أن أعرف شيئا عنها، كوني لم أفهم شيئا من كتاب الوجود والعدم. كان صلاح يعرف عن الوجودية الكثير، ومن معلوماته التي كان يرميها كي يثبت أفضلية الماركسية كنت أتسلح وأواجه وأناقش باستماتة حتّى انقسمت الطاولة إلى قسمين أحدهما معي، أنا الغرّ طالب السنة الأولى الذي بلغ بالكاد السابعة عشرة من عمره، لأنّ أبانا «يوسف كاتو» رفض أن أدرس الصف الأوّل ووضعني في الصفّ الثاني مباشرة، فزرع فيّ عقدة الصفّ الأوّل التي عوضتها بأن جلست أربع سنوات في السنة الأولى من قسم الأدب الفرنسي.

كانت اللحى منتشرة بشدّة في تلك الفترة، وكان أصحابها يتفننون بتشذيبها وتهذيبها، المتدينون من جهة، والشيوعيون من جهة، بينما كنت أمشي بينهم دون لحية ألحق برجولتي الهاربة.

وبزغت لحيتي، ولكن لحية خفيفة يجب أن أحلقها على الدوام كي لا تظهر عيوبها، فهي موزّعة بشكل سيئ وقليل على وجهي… ومرّة نسيت حلاقتها لأيّام، فقال لي محمد آل رشي: «احلق لحيتك لأنّك إذا لم تحلقها لن يظن الناس بأنّها لحية بل سيظنون بأنّ وجهك وسخ…» وتعقّدت أكثر.

سنوات وسنوات مرّت، وانهار الاتحاد السوفياتي، وحلق الجميع لحاهم، ونسيت عقدتي إلى أن قالت لي حبيبتي: «لا تحلق ذقنك» فانصعت لرغبتها، وخرجت بعد شهرين من البيت بلحية فوضية وأنا أسمع جملة واحدة من الجميع: «ياي… شو حلوة ذقنك… مثل ذقن تشي غيفارا»».

 

إميل حبيبي.. الوقائع الغريبة

 

تعدّ رواية «الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل» للروائي الفلسطيني إميل حبيبي (1921- 1996) من أشهر الأعمال الأدبية الساخرة التي يصور فيها واقع الاحتلال من منظور مختلف، حيث يمزج بين حسّ الدعابة المرّة والفكاهة الموازية للأسى العميق مع أسلوب تراثي يزيد من غرائبية الأحداث ومفارقاتها، إضافة إلى شخصيتها المركبة تركيبا متناقضا تجمع بين السعد والنحس، بين التفاؤل والتشاؤم إلى كائن جديد هو المتشائل.

 

 سعيد يدّعي التقاء مخلوقات من الفضاء السحيق

كتب إليّ سعيد أبو النحس المتشائل، قال: أبلغ عنّي أعجب ما وقع لإنسان منذ عصا موسى، وقيامة عيسى، وانتخاب زوج الليدي بيرد رئيسا على الولايات المتحدة الأمريكية.

أما بعد، فقد اختفيت. ولكنني لم أمت. ما قُتلت على حدود كما توهّم ناس منكم، وما انضممت إلى فدائيين كما توجّس عارفو فضلي، ولا أنا أتعفّن منسيا في زنزانة كما تقوّل أصحابك. صبرا، صبرا، ولا تتساءل: من هو سعيد أبو النحس المتشائل هذا؟ لم ينبه في حياته فكيف ننبه له؟

إنني أدرك حطتي، وإنني لست زعيما فيحسّ بي الزعماء، ولكن، يا محترم، أنا هو الندل. ألم تضحك من الأضحوكة الإسرائيلية عن السبع الذي تسرّب إلى مكاتب اللجنة التنفيذية؟ ففي اليوم الأول افترس مدير التنظيم النقابي، فلم ينتبه زملاؤه… وفي اليوم الثاني افترس مدير الدائرة العربية، فلم يفتقده الباقون. فظل السبع يمرح مطمئنا ويفترس مريئا حتى أتى على ندل السفرة، فأمسكوه. أنا الندل، يا محترم، فكيف لم تنتبهوا علة اختفائي؟

لا هم. فالأهم أن اختفائي جاء في أمر عجب ترقبت وقوعه طول العمر. وقعت العجيبة يا معلم. والتقيت مخلوقات هبطت علينا من الفضاء السحيق. وأنا ذا موجود الآن في المعية. وأنا ذا أكتب إليك بسرّي العجيب هذا، وأنا محلق فوق رؤوسكم. إيّاك والريبة، وقولك إنّ عصر العجائب قد ولّى. فما دهاك، يا معلمي، حتى صرت تعكس الأمور؟

أمّا والذين أنا في كنفهم، فإنّ عصرنا هذا لهو من أعجب العصور، منذ عاد وثمود، إلّا أننا ألفنا هذه العجائب. فلو قام أسلافنا واستمعوا إلى الراديو، وشاهدوا التلفزيون، ورأوا طائرة الجامبو وهي تهبط في ليل المطار الدامس، تنشّ وتقصف، لأشركونا. ولكننا تعودنا. فلم نعد نجد في خلع الملوك خارقا ولا في بقائهم. فبروتس لم يعد أمرا فذا تكتب الروايات عنه: حتّى أنت يا بروتس! ولا تقول العرب: حتى أنت يا بيبرس! وذلك أن السلطان قطز لم يخرج من فيه سوى حشرجة تركية. وما زال أبو زيد الهلالي يكبّ على الأيدي تقبيلا، فلا يتطير السلطان. لست قطزا –يقول الملك. ولا زماني زمان الببرسة يقول: عبده. والقمر أصبح أقرب علينا من تينتنا القمراء الثكلى. وسلمتم بكلّ هذه العجائب، فكيف تنكرون عليّ عجيبتي؟

مهلا، مهلا ولا تتعجل الشرح، يا معلم. كلّ شيء في وقته يعسل. فاذهب بسلامتك ولا تماحكني في شكلهم، وفي لباسهم، وفي نظامهم، وفي علومهم. إنّي أقهقه في وجوهكم: لقد أصبحت أعلم ما لا تعلمون، فكيف لا أتبغدد؟

أمّا كيف اختاروني من دون خلق الله أجمعين، فلست متيقنا أنني الوحيد الذي التقاهم. وحين استنصحتهم في إطلاعك على ما وقع لي، كي يعلم العالم، تبسموا وقالوا: لا بأس، ولكن العالم لن يعلم. وصاحبك لن يصدقك. فليس كلّ ما يهبط من السماء وحيا. وهذه من عجائبكم!

قد لا أكون الوحيد الذي اختاروه. ولكنني، وحقك، مختار من المخاتير. وأنت أيضا، يا معلم أصبحت مختارا. فأنا اخترتك لتروي عني أعجب عجيبة، فتميط عجبا!

كيف اختاروني؟ لأنني اخترتهم. ظللت طول العمر أبحث عنهم، وأنتظرهم. وأعوذ بهم، حتّى لا مندوحة.

عجيبة؟ لا بأس. كان أسلافنا في الجاهلية يصنعون آلهتهم من التمر، حتّى إذا جاعوا أكلوها. فمن الجاهلي يا معلم، أنا أم أكلة آلهتهم؟

ستقول: لأن يأكل الناس آلهتهم خير من أن تأكلهم الآلهة. فأرد عليك: إنّ آلهتهم كانت من التمر!

 

ياروسلاف هاشيك.. الجندي الطيّب شفيك

 

 

يعتبر الكاتب التشيكي ياروسلاف هاشيك (1883- 1923) Jaroslav Hasek من أكثر الكتاب الساخرين شهرة، عُرف ببوهميته ونزعته الفوضوية، وتُرجمت روايته إلى معظم اللغات، حيث يعتبر أكثر الكتاب التشيك قراءة عبر العالم. اشتهر بروايته الساخرة والمناهضة للحرب «الجندي الطيب شفيك وما جرى له في الحرب العالمية»، ومن خلال بطلها الجندي شفيك الذي يقدم لنا صورة عن الحرب العالمية الأولى من منظوره الخاص، حيث لا نميّز فيها هل نحن أمام معتوه مختل العقل أم فيلسوف حكيم، فهو يغلّف أقواله وأفعاله بغطاء خفيّ يوحى بسذاجته أو غفلته، لكنّه يلمّح بين الحين والآخر إلى أن نظرته إلى الأحداث والوقائع نظرة ثاقبة وعميقة، كما سيؤكدها الواقع في ما بعد. في هذا المقطع نجد الخادمة تخبر «شفيك» بمقتل الأرشيدوق فرديناند، هذا المقتل كان من الأسباب الرئيسية لاندلاع الحرب العالمية الأولى وما ستشهده أوروبا قاطبة من أهوال وضحايا:

«إذن فقد قتلوا فرديناند»

هذا ما قالته الخادم للسيد «شفيك» الذي كان قد ترك الخدمة العسكرية منذ سنوات خلت، بعد أن شهد له مجلس طبي عسكري بأنّه معتوه، وأصبح يمتهن الآن بيع الكلاب: وهي كلاب بشعة ووحوش هجينة يزوّر لها «شفيك» أنسابها. وإذا وضعنا مهنته جانبا فإنّه كان يعاني من الروماتيزم وكان في هذه اللحظة بالذات يفرك ركبتيه بمرهم «أليمان».

سألها شفيك وهو يستمر في التمسيد: «أيّ فرديناند يا سيدة مولر؟ أعرف اثنين بهذا الاسم. أحدهما يعمل ساعيا لدى «بروشا» الصيدلي، وقد شرب مرّة بطريقة الخطأ زجاجة زيت شعر. والآخر هو «فرديناند كوكوشكا» الذي يجمع روث الكلاب للسماد. ولا أجد في موت أيّ منهما أيّة خسارة».

-لا يا سيدي، إنّه صاحب السمو الإمبراطوري الآرشدوق فرديناند… ذلك البدين المتمسك بتقاليد الكنيسة. صاح شفيك: يا ليسوع ومريم! يا له من عمل فخم! وأين حدث ذلك لسموه الإمبراطوري؟

-لقد قتلوه في ساراييفو يا سيدي، بمسدس، كان هناك في سيارة مع آرشدوقته.

-حسنا هذا ما حدث يا سيدة مولر، في سيارة. نعم، بالطبع، إنّ جنتلمانا مثله يمكنه أن يشتري مثلها، ولكنه لم يتخيّل أبدا أن مشوارا بها قد ينتهي بهذا السوء! وفي ساراييفو أيضا! إنّها في البوسنة يا سيدة مولر. أعتقد أنّ الأتراك فعلوها. كما تعرفين، كان من الواجب ألا تأخذ البوسنة والهرسك منهم. هكذا إذن يا سيدة مولر. إنّ صاحب السمو الإمبراطوري يستريح الآن مع الملائكة. هل عانى طويلا؟

-لقد مات صاحب السمو الإمبراطوري على الفور يا سيدي. أنت تعرف أنّ المسدس ليس مجرد دمية. منذ فترة ليست بالطويلة كان هناك سيد في «نوسله» مسقط رأسي، يحب العبث بمسدس أيضا. وما الذي حدث؟ لقد قتل عائلته كلها والبواب الذي جاء ليرى من كان يطلق النار في الطابق الثالث.

-هناك مسدسات يا سيدة مولر لا تنطلق حتى لو فجرت نفسك. هناك الكثير من المسدسات من ذلك النوع. ولكن لابدّ أنهم قد اشتروا شيئا أفضل لأجل صاحب السمو الإمبراطوري. ولا مانع عندي أن أراهن يا سيدة مولر على أنّ الشاب الذي فعل ذلك قد ارتدى ملابس أنيقة لهذه المناسبة. إطلاق النار على سمو إمبراطوري ليس بالعمل السهل كما تعرفين. لا يشبه ذلك إطلاق سارق الصيد، النار على حارس الطرائد. المشكلة هي كيفية الوصول إليه. لا يمكنك الاقتراب من جنتلمان رائع كهذا إذا كنت ترتدين خرقا بالية. يجب أن ترتدي قبعة حريرية عالية حتى لا تعتقلك الشرطة سلفا.

-يقال إنهم كانوا كثيرين هناك.

قال شفيك وهو ينتهي من تمسيد ركبتيه: طبعا يا سيدة مولر. إذا أردت قتل صاحب السمو الإمبراطوري، فستحتاجين إلى النصح. إنّ عدة رؤوس أكثر حكمة من رأس واحد. يقول أحدهم هذا الرأي فيبدي الآخر رأيا مختلفا ثمّ يتوج العمل بالنجاح كما يقول نشيدنا الوطني. الأمر الأساسي هو أن ينتظر المرء حتى لحظة مرور جنتلمان كذاك بالقرب منه. مثل «لوتشيني» العجوز. هل تتذكرينه ذاك الذي طعن مرحومتنا المأسوف عليها إليزابيت بمبرد؟ لقد ذهب ليتمشى معها. من الذي يثق بأيّ شخص الآن؟ بعد الآن لن تكون هناك مشاوير مع الإمبراطورات وهناك الكثير من الأشخاص الذين سيأتي دورهم أيضا، كما تعرفين. تذكري كلماتي هذه يا سيدة مولر.

عزيز نيسين.. هكذا انتحرتُ

 

عزيز نيسين (1915- 1995) كاتب تركي، شاعر وروائي ومسرحي، ومن أهمّ الصحافيين اللامعين في عصره. اسمه الحقيقي نصرت عزيز ولأسباب كثيرة اختار لنفسه اسما مستعارا عزيز، وهو اسم والده، ونيسين التي تعني بالتركية (من تكون) تجنبا للملاحقات الأمنية بعد أن تمّ تسريحه من الجيش. في قصته «هكذا انتحرتُ» يحكي بطريقة ساخرة عن الواقع السياسي في بلاده خلال فترة طويلة من حياته ومعاناته:

«الكتابة عن حوادث الانتحار غير مسموح بها عندنا في الجرائد. لكنّ الحديث هنا يجري عنّي أنا. ولهذا أرجو من السلطات الرسمية المشهورة بوجهات نظرها الجدية المتطرفة، أن تكون سعيدة لدى سماعها قصّة انتحار إنسان تافه مثلي. منذ مدّة أصبت بهوس الانتحار، وقد استقرت في رأسي فكرة عنيدة: «هيا أسرع إلى العالم الآخر». ولأوّل مرّة في حياتي أتجاسر قائلا لنفسي: «إيه… أنت، أيّها المعذّب، أيّة طريقة تختار لنفسك؟»… «الموت هو الموت. أمّا أنا فمن المعجبين بالطرق الكلاسيكية. لقد قررت أن أنتحر بالسم. اشتريت سمّا قاتلا… كتبت رسالة رومانسية طويلة… بعد ذلك تجرّعت كأسا من السمّ… لكن لا شيء قد حدث، عندئذ تجرعت كأسا ثانيا وثالثا… لكن بدون نتيجة. على ما يبدو أنّهم في بلادنا لا يخلطون الحليب بالماء والزيت بالشوائب، بل حتّى السمّ يغشونه… حتّى الانتحار بطريقة مهذبة غير مسموح به!! قررت أن أطلق النار على نفسي. حصلت على بندقية ووضعت فوهتها على سالفي وضغطت على الزناد… لقد تبيّن أنّ البندقية هي واحدة من تلك الأسلحة التي نحصل عليها كمساعدات من أمريكا، إذ كان ينقصها شيء ما. إذّاك قررت أن أموت… عن طريق الاختناق بالغاز. يقال إنّ الموت بالغاز يعدّ شاعريا للغاية. فتحت صمامات أنبوب الغاز حتّى النهاية، وسددت كلّ ثقوب الغرفة كي لا يتسرّب الغاز… انتصف النهار. غابت الشمس، وأنا لا أقدر على طرد روحي من جسدي. وفي المساء أتاني أحد الأصدقاء. صرخت به: إيّاك الدخول.

-ما بك؟

-إنّني أموت

-إنك لا تموت، بل تفقد عقلك.

عندما حدثت صديقي عن الانتحار قهقه قائلا: «يا لك من مغفل… ألا تعرف أنّ أنابيب الغاز عندنا غير مليئة بالغاز وإنما بالهواء الطبيعي… لكن قل لي، هل حقّا تريد أن تنتحر؟»

-طبعا.

-سأقدّم إليك خدمة أخوية «اشتر خنجرا واطعن به أحشاءك بسرعة مثل ساموراي شجاع». هرعت إلى الشارع واشتريت خنجرا عملاقا. في الحقيقة لم أك توّاقا للموت بإخراج أحشائي من مكانها، كنت أخجل من الأطباء الذين لن يعثروا في معدتي على أثر للطعام أثناء تشريح جثتي. هكذا كنت أفكّر عندما اقتربت من البيت. وهنا لا أدري من أين هبط شرطيان فوق رأسي، صرخت: «أيّها السيّدان، اسمعاني أوّلا… أنا أدفع الضرائب بانتظام، ثمّ إنّني لا أنتقد الحكومة…» قاطعني أحدهما وهو يخرج الخنجر من جيبي: وما هذا؟… صرخت في أعماقي: «يا إلهي… ما هذا… حتّى الموت غير مسموح به» فهمت الآن، أنّ الموت غير مكتوب على جبيني… حسن سأعيش إذا…

دخلت إلى مطعم وأكلت البيض المقلي مع المورتديلا، صحنا من المعلبات وآخر من المعكرونة. خرجت من المطعم مترنحا ثمّ دخلت محلا لبيع الحلويات، وهناك التهمت أربع قطع من الكاتو.

أنا عادة لا أشتري الجرائد شبه الرسمية، لكنني اليوم سأشذ عن القاعدة، وما أن بدأت بقراءة الافتتاحية حتّى نمت. أيقظني ألم حاد في معدتي، كما لو أنّ أحدا طعنني بخنجر ملتهب… نقلت إلى المستشفى، وفي الطريق أغمي عليّ، وعندما عدت إلى رشدي وجدت الطبيب يقف بجانب سريري وهو يسألني: «هل سممت؟ على المريض أن يكون صريحا… اعترف، هل حاولت الانتحار؟

-آخ يا دكتور… لا للأسف.

-هناك تسمم، ماذا أكلت؟

-مورتديلا…

-أكلت مورتديلا… أحمق… اقرأ الجرائد، فالمستشفيات مليئة بالمسممين بالمرتديلا… لكنّ تسممك من نوع آخر… ما الذي أكلته أيضا؟…

-أقسم لك لا شيء بعد… ثمّ قرأت الصحيفة شبه الرسمية…

زعق الطبيب: «ماذا؟ قرأت الصحيفة شبه الرسمية؟ احمد ربك لأنك ما زلت حيا… لقد نجوت بأعجوبة.

وعندما خرجت من المستشفى رحت أفكّر: «لا بأس… ماذا علينا فعله، فهم لا يسمحون لنا بالعيش ولا حتّى الموت، يسمحون لنا بالبقاء فقط».

 

أحمد بوزفور.. «وإنْ»

 

 

يوظف الكاتب المغربي أحمد بوزفور، في قصته القصيرة الشهيرة «وإنْ»، التراث الشعري والأدبي والواقع الاجتماعي الذي انبني بالأساس على بيت الشاعر العربي رؤبة بن العجاج: (قالت بنات العمّ يا سلمى وإنْ/ كان فقيرا معدما قالت: وإنْ) بشكل ساخر يجمع فيه بين التعبير المحكي الشعبي والدلالة الاجتماعية من خلال حوار مسترسل تلعب فيه عبارة «وإنْ» دورا مركزيا في نمو القصة من جهة وبناء دلالتها وإيحاءاتها:

وإنْ…

قالت بنات العم: يا سلمى، وإن كان فقيرا معدما؟

قالت: وإنْ…

– على (الدص)، لا يملك حتى ما ينقي به أسنانه.

– وإنْ…

– ومنحوس، (صْكَع). حاول أن (يحرق) خمس مرات ولم يفلح.

– وإنْ…

– أنت لا تعرفين أنه مطلق، سبق له أن تزوج وطلق، وله مع

مطلقته ثلاثة أطفال.

– وإنْ…

– وحش سادي. يضرب النساء بعنف، ويلتذ برؤية دمائهن

بل ويشرب منها.

– وإنْ…

– ويسكنه عفريت اسمه (وإنْ)، هو الذي ربطك به هذه

الربطة (الزغبية)، وسوّك فمك الجميل بهذه الكلمة الببغاوية.

– وإنْ…

– أنت لست سلمى، أنت (مرضى) وتحتاجين إلى طبيب لا إلى

زوج.

– وإنْ…

– لو كان على الأقل شابا، أو وسيما ولكنه – سبحان من خلقه– كهل بشع، مربع، مستدير، كأنما ولدته أمنا الغولة.

– وإنْ…

– لن نعرفك إذا تزوجته، سنصلي عليك صلاة الجنازة، وندفنك في

مقبرة النسيان.

– وإنْ.. .

– قولي لنا على الأقل: ما الذي يجعلك مربوطة به هكذا؟

– أحبه.

– وإنْ…

– وإذا لم أره، مرة في اليوم على الأقل، تفشل ركبتاي، ويهبط قلبي إلى معدتي، تدور بي الأرض وأسقِط ما في يدي.

– وإنْ…

– وإذا رأيته، تفشل ركبتاي، ويهبط قلبي إلى معدتي، وتدور بي الأرض، وأسْقطُ ما في يدي.

– وإنْ…

 

 

 

 رف الكتب

 غرفة تخصّ المرء وحده

 

كان للكاتبة الإنكليزية فرجينيا وولف (1882- 1941) Virginia Woolf الدور الكبير في إبراز أهمية الكتابة الأدبية من زاوية نسائية تستلزم شروطا أساسية من أجل تحققها. فرجينيا وولف إحدى العلامات الكبرى في الرواية العالمية ومن مؤسسي «تيار الوعي» في الكتابة الروائية. يعتبر كتابها «غرفة تخصّ المرء وحده»، الذي كان في الأصل عبارة عن محاضرات ألقتها تباعا على جمهور من الطالبات، أشهر أعمالها على الإطلاق.. حيث سيتحول إلى ما يشبه البيان للحركات النسائية عبر العالم، تناولت فيه بشكل عام ضرورة استقلالية المرأة ماديا ومعنويا كشرط أساسي لحريتها، وعلى الخصوص وضع المرأة الكاتبة الذي لخصته في عبارتها الشهيرة: «إنّ النساء لكي يكتبن في حاجة إلى دخل ماديّ خاص بهن، وإلى غرفة مستقلة ينعزلن فيها للكتابة». وتضيف كذلك: «لقد قامت النساء طيلة الوقت وعبر قرون من الزمن بوظيفة المرآة العاكسة، لكنّها مرآة تمتلك قوى سحرية لذيذة، تعكس صورة الرجل مضاعفة عن حجمها الطبيعي. دون تلك القوى ربّما ظلت الأرض غابة تملؤها المستنقعات، ولظلت أمجاد كلّ حروبنا في طيّ الغيب. لكنّا الآن لم نزل نخدش بقايا عظام الخراف نرسم عليها الظباء ونقايض حجر القداح بفرو الخراف، أو ما شابه، وفقا لذوق بدائيّ لم يتثقف. ولما وجد «سوبرمان» ولا «أصابع القدر» ولما وضع القيصر ولا القياصرة التيجان على رؤوسهم ولما خسروها أيضا. إنّ المرايا مهما كانت استعمالاتها في المجتمعات المتحضرة تظلّ جوهرية بالنسبة لكلّ أفعال البطولة والعنف». وتنتهي إلى استخلاص أنّ حرية المرأة تكمن في الدرجة الأولى في استقلاليتها المادية، ومن خلال تجربتها الخاصة ترى أنّ حصولها على إرث واستقلالها المالي، من وجهة نظرها بدا لها أنّه أهمّ بكثير من حصولها على حقّ التصويت في الانتخابات: «ولكن تلك الإسهامات الخطيرة والمثيرة الفاتنة، في موضوع سيكولوجية الجنس الآخر، وهي ما آمل أن تتحرّونه عندما يصبح لكلّ واحدة منكن دخل لا يقل عن خمسمائة جنيه في السنة تخصّكنّ وحدكنّ. وهنا اضطررت للتوقف لدفع الحساب. كان إجمالي الحساب خمسة شلنات وتسع بنسات، أعطيت النادل ورقة بعشرة شلنات… كانت هناك ورقة بعشرة شلنات أخرى في محفظتي ولاحظتها، لأنّ قدرة محفظتي على توليد أوراق العشرة شلنات أتوماتيكيا مازالت تصيبني بالدهشة الشديدة. أفتح حافظتي وأجد أوراق البنكنوت. فالمجتمع يوفر لي الفراخ والقهوة، ومكانا للمبيت وسريرا في مقابل عدد بعينه من الأوراق المالية التي تركتها لي عمة، لا لسبب غير أنّي أشاركها اسم العائلة نفسه…

وصلتني أنباء التركة في الوقت ذاته تقريبا الذي صدر فيه القانون الذي سمح للنساء بالإدلاء بأصواتهن في الانتخابات… وما بين حق التصويت في الانتخابات والمال، بدا المال الذي امتلكته بوفاة عمتي أهم بكثير».

 

 مقتطفات

 الإنسان الرقمي والحضارة القادمة

 

يسعى عالم الاقتصاد الفرنسي دانيال كوهين، في كتابه «الإنسان الرقمي والحضارة القادمة»، إلى تحليل ما يسمّى «الحضارة» التي قلبت حياتنا رأسا على عقب، حيث أصبح البحث عن الحبّ عبر برنامج «تندر»، والتوظيف عبر الخوارزميات، وبات العمل يجري عن بُعد! أمّا الأحزاب السياسية فنجدها على تويتر! وفي خضم هذا العالم الجديد يقبع الإنسان الرقميّ الغارق في تناقضاته. فهو يريد السيطرة على كلّ شيء، لكنّه هو نفسه غير عقلاني ومتهوّر، ومدفوع إلى سلوكات إدمانية من خلال تلك الخوارزميات نفسها التي تراقب أصغر تفاصيل وجوده. يشرح المؤلف بداية هذا التحول: «… بطريقة غير متوقعة على الإطلاق، كانت جائحة كوفيد بمنزلة حافز لهذا التحوّل الكبير. والفائزون في الأزمة هم أمازون Amazon وآبل Apple ونيتفليكس Netflix أي الشركات التي ارتفعت قيمتها السوقية خلال الحظر المنزلي ارتفاعا صاروخيا. هذه الشركات جعلت من الممكن العمل عن بُعد، والحصول على السلع من دون الحاجة إلى الذهاب إلى متجر، والاستمتاع من دون الذهاب إلى المسرح أو قاعة الحفلات الموسيقية. كان الجميع قادرا على فهم هدف الرأسمالية الرقمية. فهو يكمن في تخفيض تكلفة التفاعلات المادية قدر الإمكان، والاستغناء عن الالتقاء وجها لوجه. ولكي تزيد الرأسمالية من الأداء فإنّها أبطلت مادية العلاقات الإنسانية، وحرمتها من جسدها»… ولإبراز أهمّ ملامح الإنسان الرقمي يوضح كوهين: «… توجّه محركات البحث مستخدمي الإنترنت إلى مواقع التعارف أو الرأي الإلكتروني التي من المفترض أن تناسبهم، وتحبسهم عمليا في معازل (ghettos) رقمية جديدة. إنّ هوس الرأسمالية الجديدة بالبحث عن إدارة «فعّالة» للعلاقات الإنسانية، جعلها تخلق بطريقة متناقضة تماما، إنسانا رقميا Homo numericus غير عقلاني ومتهوّر. هذا ما دفع «ميشيل ديسمورجيه» للقول في كتاب يحمل اسما مناسبا «مصنع الأغبياء الرقمي»: «كثير من الصور والأصوات وضروب الإغواء والاستمالة تسبب عجزا في التركيز وأعراضا في فرط النشاط والسلوك الإدماني». فشبكات التواصل الاجتماعي هي أبعد من أن تكون ساحة جديدة للحوار agora، ومكانا للنقاش يتمّ فيه تداول الأفكار وتبادلها، إذ إنّها تؤدي إلى تطرّف غير متوقّع على الإطلاق في النقاش العام. فقد أصبح خطاب الكراهية ضدّ الخصوم القاعدة في هذه «المحادثات» الجديدة. ولا يُبْحثُ عن معلومات في الإنترنت، بل عن معتقدات تُستهلك مثل البضائع العادية، إذ إنّ كلّ واحد يكتشف في المتجر الرقمي الكبير الحقيقة التي تناسبه…

لقد وصلت الثورة الرقمية إلى ذروتها بتفكّك المؤسسات التي تشكّل المجتمع الصناعيّ، سواء أكان الأمر يتعلّق بالشركات نفسها أو بالنقابات العمالية أو بالأحزاب السياسية أو بوسائل الإعلام. هذه العملية نفسها هي نتاج مباشر للصدمة الليبرالية في الثمانينيات، التي أرادت توسيع مكانة السوق والمنافسة في جميع الاتجاهات الممكنة، من دون وساطة، أو من دون هيئات وسيطة. العمل عن بُعد، الذي يمكن أن يكون الإرث الأكثر ديمومة للكورونا، جزء من عملية تدمير طويلة الأمد للشركات الصناعية سعيا إلى الاستعانة بمصادر خارجية لتأدية المهام الإنتاجية وإضفاء الطابع الفردي على المكافآت».

 

 متوجون

 جائزة نجيب محفوظ للأدب 2024

 

تمّ الإعلان، في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عن القائمة القصيرة لجائزة نجيب محفوظ للأدب لعام 2024، التي ضمت ثلاثة كتاب من مصر.

وضمت القائمة ست روايات اختيرت من بين 181 رواية ترشحت للجائزة من 18 دولة. وتضمنت القائمة القصيرة الروايات التالية: (السيدة الزجاجية) للكاتب عمرو العادلي من مصر، و(اسمي زيزفون) للكاتبة سوسن جميل حسن من سوريا و(السماء تدخن السجائر) للكاتب وجدي الأهدل من اليمن، و(الوراق أبو حيان التوحيدي) للكاتب هشام عيد من مصر، و(بيت القاضي) للكاتب محمود عادل طه من مصر و(ميكروفون كاتم صوت) للكاتب محمد طرزي من لبنان.

وتمنح دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة الجائزة منذ عام 1996 لأفضل رواية معاصرة باللغة العربية تم نشرها في العامين السابقين. وتبلغ قيمة الجائزة 5000 دولار، إضافة إلى ترجمة العمل للغة الإنجليزية ونشره.

ومن المتوقع إعلان اسم الرواية الفائزة، وتسليم الجائزة في 11 دجنبر المقبل، الذي يتزامن مع ذكرى ميلاد الروائي والأديب المصري الراحل نجيب محفوظ. وتعدّ الجائزة بالأساس مخصصة لدعم الأدب العربي المعاصر وترجمته إلى اللغة الإنجليزية سعيا منها إلى نشره على أوسع نطاق ممكن، منذ سنة 1996 حيث تمنح لأفضل رواية معاصرة باللغة العربية تمّ نشرها في العامين السابقين شرط ألّا تكون ترجمت إلى اللغة الإنجليزية.

وذهبت الجائزة في الدورة السابقة سنة 2023 إلى إبراهيم فرغلي عن روايته (قارئة القطار) مناصفة مع حسن حميد عن روايته (ناغوغي الصغير)… ومن الفائزين السابقين المصرية فاطمة قنديل عن روايتها (أقفاص فارغة)، والجزائري أحمد طيباوي عن روايته (اختفاء السيد لا أحد)، والسعودية أميمة الخميس عن روايتها (مسرى الغرانيق في مدن العقيق)، والسوري خالد خليفة عن روايته (لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة) والسوداني حمور زيادة عن روايته (شوق الدرويش)…

أسماء وعناوين جديدة في بيت الشعر بالمغرب

 

من المنتظر أن تتعزّز منشورات بيت الشعر في المغرب، خِلال الأيام القريبة المقبلة، بمجموعة جديدة من الإصدارات التي تمّ قبولها ضمن برنامج دعم النشر والكتاب التابع لوزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة).

يأتي ذلك عقب إعلان الوزارة الوصيّة عبر موقعها الرّسمي عن انتهاء أشغال لجنة دراسة طلبات عروض المشاريع المرشّحة في قطاع الكتاب برسم سنة 2024، وذلك بعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدتها لدراسة المشاريع المستوفية للشروط النظامية المطلوبة.

في هذا الإطار، أنهى بيت الشعر في المغرب إلى القراء والمهتمين أنّ العناوين التالية حظيت بموافقة اللجنة المذكورة:

1- الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الراحل أحمد الجوماري.

2- كما لم يكن أبدا للشاعر إدريس الملياني.

3- ليس في مكان للشاعر جمال أماش.

4- مِمحاة تتحرّش بي للشاعر مصطفى ملح.

5- بجوار الماء للشاعر رشيد الخديري.

6- سفينة الشياطين للشاعر هنري توماس، ترجمة الشاعر والمترجم محمود عبد الغني.

7- شاعرات في شرفة المتوسط للمترجم محمد العربي غجو.

8- رطبا يولد الليل للشاعرة اليونانية مليتا توكا، ترجمة الشاعرة والمترجمة لطيفة المسكيني.

9- سِفر الفِرية والجلاء للشاعر عبد اللطيف الإدريسي.

10- شرفـة أطلسيـة (أشعار مغربية من أمريكا)، للمترجمين عبد القادر الجموسي ومبارك السريفي.

11- سماء الحديقة للشاعر محمد العرابي.

12-  توناروز للشاعر إلياس الطريبق.

13- لحن كناوِي ضاع فْ-ضجِيج تِيك تُوك للشاعر يونس تهوش.

14- خسارةٌ بـMini-jupe وجوارب طويلة للشاعر بوبكر لمليتي.

15- كبرت بما يكفي للشاعر كبور فرتاد.

16- مستحمات وغدران للشاعر أحمد الشيخاوي.

17 في الشعرية الأمازيغية الحديثة لعلي صدقي أزايكو أنموذجا للباحث مبارك أباعزي.

18- جحود للشاعر سعيد عاهد.

كما صادقت اللجنة على دعْم عددين من مجلة البيت، التي يديرها الشاعر حسن نجمي، ويرأس تحريرها الناقد خالد بلقاسم.

وهنّأ بيت الشعر في المغرب كافّة الشّعراء والمترجمين والكُتّاب الذين حظِيت أعمالُهم بالدّعم، وأعرب عن اعتزازه بتزايد الإقبال عليه كمؤسسة لنشر الشّعر وتوسيع دائرة الاهتمام به قراءةً وترجمة، وتأمين رواجه واستدامة حضُوره داخل الحقل الثقافي المغربي والعربي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى