م. سليماني – م. و. حربول (متدرب)
لم تستطع لجنة الترشيح المحلية بإقليم تيزنيت إنهاء أشغالها، ولم تستطع اختيار المرشحين المحتملين لقيادة لوائح الحزب في الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية المقبلة، وذلك بعدما رفض إبراهيم بوغضن، رئيس المجلس الجماعي لتيزنيت، حضور أشغال لجنة الترشيح.
وبحسب مصادر «الأخبار»، فإن بوغضن رفض الحضور، وقام بدل ذلك بإرسال رسالة مكتوبة إلى لجنة الترشيح يخبرها فيها بأنه يرفض أيضا ترشيحه وكيلا للائحة الحزب، كما يرفض حتى أن يكون عضوا في اللائحة للانتخابات الجماعية، وهي الرسالة التي زادت من حدة الارتباك ما بين أعضاء لجنة الترشيح.
واستنادا إلى المصادر، فإن رسالة رئيس المجلس الجماعي لتيزنيت حملت اتهامات واضحة لا غبار عليها ضد قياديين بحزب العدالة والتنمية بجهة سوس ماسة، والذين كان لهم دور سلبي، حسب الرسالة، في التعاون مع فريق الحزب بالمجلس الجماعي خلال الولاية الانتدابية الحالية، خصوصا الكاتب الجهوي للحزب المنحدر من تيزنيت أيضا، بحسب الرسالة التي ختمت ببيت شعري يعبر عن الأزمة الحقيقية التي يعيشها حزب العدالة والتنمية بإقليم تيزنيت «وظلم ذوي القربى أشد مضاضة.. على النفس من وقع الحسام المهند».
واستنادا إلى المصادر، فإن لجنة الترشيح المحلية علقت أشغالها، وأجلت أعمالها إلى موعد لاحق، بعدما أصبحت الرؤى متباعدة بين تيارين داخل الحزب. وبشكل مباشر وواضح، كشف رئيس فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس الجماعة، عن مستوى الأزمة الحقيقية التي يعيشها الحزب بالإقليم، والتي وصلت مستوى الاحتضار. وقد أبرز رئيس الفريق على حسابه الشخصي في أحد المواقع حقيقة الصراع قائلا: «ما عرفته لجنة الترشيح المحلية بتيزنيت، خير دليل على أن الحزب بالمدينة يحتضر، وعلى الأمانة العامة أن تتدخل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان».
وأفاد مصدر بأن القرار الذي اتخذه بوغضن، جاء بعد الظلم والحيف الكبيرين اللذين أحس بهما بسبب التكتيك الذي وراءه بعض قادة الحزب بالإقليم من أجل إزاحته من على رأس المجلس الجماعي لتيزنيت، وتبديله بعبد الجبار القسطلاني، الكاتب الجهوي للحزب بجهة سوس ماسة والنائب البرلماني الأسبق عن دائرة تيزنيت، المدعوم والمقرب من عبد الإله بنكيران.
وحسب المصدر ذاته، فقد كان كل من إبراهيم بوغضن وعبد الجبار القسطلاني على تخاصم دائم وعدم وفاق، منذ سنة 2016، حيث كان بوغضن ممتعضا من خرجات وتحرشات الكاتب الجهوي للحزب التي كانت تشوش كثيرا عليه في عمله، وهو ما تم فهمه من رسالة بوغضن التي تلاها عمر ببرك، الكاتب الإقليمي للحزب بتيزنيت، حيث استدل فيها بالبيت الشعري التالي: «وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند»، وفق المصدر نفسه.
وأضاف المصدر عينه أن اقتراح عبد الجبار القسطلاني أولا ضمن لائحة المرشحين للانتخابات التشريعية المقبلة في شتنبر 2021، وترتيب البرلماني الحالي ورئيس جماعة تيزنيت إبراهيم بوغضن ثالثا في لائحة البرلمان، قد أثار الكثير من اللغط وهو ما سيؤدي لا محالة إلى مزيد من التأزم داخل بيت إخوان سعد الدين العثماني، وسيضعف الحزب أكثر خلال الانتخابات المقبلة.
وكان «البيجيدي» قد قرر في وقت سابق بجهة سوس ماسة، أن يسقط صالح المالوكي، رئيس المجلس الجماعي لأكادير والنائب البرلماني، من الترشح خلال الانتخابات القادمة، بعد هزيمة الحزب القاسية خلال الانتخابات الجزئية بدائرة أكادير إداوتنان، وهو الشيء الذي أدى وقتها إلى تذمر عدد من قيادات الحزب على رأسها أمينة ماء العينين التي هاجمت المالوكي بقوة، بسبب إفلاس الحزب داخل أكادير.
وبالموازاة مع ما يحصل في جهة سوس ماسة، عاش «البيجيدي»، نهاية الأسبوع الماضي، على وقع تقديم عدد من الاستقالات من طرف أعضائه، حيث قام 5 أعضاء بإقليم شيشاوة بتقديم استقالتهم من الحزب، بمن فيهم محمد آيت الحاج، الكاتب المحلي والرئيس السابق لجماعة أدويران. كما عرف إقليم الصويرة تقديم 7 اعضاء من العدالة والتنمية لاستقالتهم من هياكل الحزب ومكاتبه محليا وإقليميا ومن كل المهام الموكولة إليهم، وبالضبط بجماعة الزويت، دون أن يكشفوا عن الأسباب التي دفعتهم إلى اتخاذ هذا القرار.
ففي ما يخص شيشاوة، بعث الأعضاء الخمسة استقالتهم إلى الكاتب الإقليمي للحزب، حيث شددوا عبرها على أن تنحيهم من مناصبهم جاء على إثر مخاض عسير وحرب ضروس مع الذات، حيث أفاد مصدر مطلع بأن السبب الرئيس يرجع إلى حرب التزكيات الانتخابية، وفيما يخص الاستقالات التي قدمها أعضاء الحزب بالصويرة، فإن السبب يرجع، حسب المصدر نفسه، إلى الظروف الكارثية التي يشهدها حزب «المصباح» بالاقليم، وهو ما جعل الأعضاء السبعة بالحزب يقدمون نص استقالتهم لقائد قيادة بيزضاض.
ويعرف «البيجيدي» موجة استقالات متواصلة منذ بداية العام الجاري، في ظل اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية، حيث قدم أحمد الريمي، الذي التحق بالحزب منذ تأسيسه، ونادية الوالي، المنخرطة فعليا في الحزب منذ سنة 2003 استقالتهما، فضلا عن استقالة 21 عضوا للحزب بمدينة إنزكان، إضافة إلى التحاق عدد من أعضاء الحزب بفاس وتمارة، والتحاق يونس بنسليمان، النائب الأول لعمدة مراكش، بحزب التجمع الوطني للأحرار.