التحقيق في إصابة سيدة بجروح خطيرة
تطوان: حسن الخضراوي
أفادت مصادر مطلعة بأن التسويق الهرمي بمدن الشمال انتهى بكارثة بمدينة الفنيدق، بحر الأسبوع الجاري، حيث تسببت صراعات دامية بين نساء حول إرجاع المبالغ المالية، وغياب الأرباح الوهمية التي تحدث عنها الأشخاص المشتبه في تورطهم، مع رؤساء شبكات منظمة تنشط في المجال، في إصابة سيدة بجروح خطيرة على مستوى يديها. ويجري التحقيق من قبل الضابطة القضائية المكلفة في حيثيات الصراع الدامي المذكور، وتشخيص المشتبه في تورطهم في تعنيف السيدة التي ترقد حاليا بأحد المستشفيات العمومية، لتلقي العلاجات الضرورية، وسط حراسة أمنية مشددة.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن تعليمات صارمة صدرت عن مصالح ولاية أمن تطوان إلى الجهات المسؤولة بمفوضية الأمن بالفنيدق، بالتحقيق والبحث في حيثيات الصراعات الدامية التي وقعت بين نساء يعملن بقطاع الإنعاش الوطني بالفنيدق، مع كشف حيثيات المعاملات المالية الغامضة، ومدى الأخذ بعين الاعتبار وتقدير خطر مضمون الفيديوهات التي تسربت، قبل أكثر من شهر، للتشجيع على الانخراط في التسويق الهرمي، كطريقة جديدة قديمة للنصب والاحتيال، سيما مع تناول «الأخبار» تقارير استباقية في الموضوع.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الضابطة القضائية المكلفة بالقضية باشرت، بحر الأسبوع الحالي، إجراءات الاستماع إلى عدد من النساء المشتبه في تورطهن في موضوع النصب والاحتيال بواسطة التسويق الهرمي، وخداع المشتركين بدفعهم مبالغ مالية تتراوح بين 800 و1000 درهم، مقابل الحصول بعد أيام على مبالغ تفوق المليون سنتيم، دون بذل أي مجهود أو المشاركة في عملية تجارية، وهو الشيء الذي تقوم به شبكات التسويق الهرمي لاستقطاب ضحايا من الذين لم يسبق لهم التعلم، ويعيشون في بيئة منغلقة، ولا يتابعون ملفات النصب والاحتيال والتحذيرات التي تصدر عن السلطات الأمنية، من خلال بلاغات التفكيك وإلقاء القبض والتقديم إلى العدالة.
وذكر مصدر مطلع أن القضية المذكورة المتعلقة بالنصب والاحتيال بواسطة التسويق الهرمي، انطلقت في أوساط نساء بالفنيدق، قبل شهور، وتسربت فيديوهات قبل أكثر من شهر تظهر لقطات للتشجيع على استقطاب ضحايا، وتؤكد التزام جمعيات وهمية بالوفاء بوعود دفع مبلغ مالي معين، وانتظار مدة أسبوع فقط للحصول على أضعافه دون مجهود، وهو الشيء الذي جعل العديد من النساء يسقطن في شباك العملية الإجرامية المذكورة، في انتظار ما ستكشف عنه التحقيقات الجارية من قبل النيابة العامة المختصة بتطوان.
وكانت السلطات الأمنية بمدن الشمال، قامت بالتحقيق وتعقب فيديوهات مسربة لنساء يقمن بتشجيع الانخراط في جمعية تضمن أرباحا مالية سهلة، دون بذل أي مجهودات أو الحاجة إلى دبلومات، سوى دفع مبلغ مالي، وانتظار مدة زمنية محددة للحصول على أضعافه، مع إمكانية الترقي في كل مرة يتم فيها استقطاب أشخاص آخرين، وإقناعهم بالانخراط في العملية نفسها.
وكانت بعض المجموعات النسائية بالمواقع الاجتماعية قامت بالترويج لمعاملات مالية غامضة، من خلال التشجيع على المساهمة بمبلغ مالي لا يتجاوز قدره 800 درهم لصالح جمعية مجهولة، ورئيسها غير معروف، وذلك مقابل التوصل بربح مالي يفوق المليون سنتيم، بعد أسبوعين تقريبا، مع تضاعف الأرباح المالية كلما كان النجاح في إقناع أكبر عدد من الأشخاص بالانخراط في العملية المذكورة.
يذكر أن التسويق الهرمي هو نوع قديم جديد للنصب والاحتيال على الضحايا، بإيهامهم بمعاملات مالية سهلة وسريعة الربح، في حين يتعلق الأمر بأرباح تقوم على ظهر مجموعة من الضحايا، يستفيقون بشكل متأخر على هول تعرضهم للنصب، ويكون عددهم بحسب قاعدة الهرم الذي انخرطوا فيه، وسرعة انتشار ونجاح عمليات الإقناع بطرق مختلفة، وحسب الفئة المستهدفة.