شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

شياطين داجنة

حسن البصري

مقالات ذات صلة

 

كتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، تغريدة على حسابه في موقع «تويتر»، قال فيها إن المنتخب المغربي لكرة القدم أسعد الجمهور العربي في كل مكان، متمنيا التوفيق للمنتخبات العربية في المباريات القادمة. وشدد أبو الغيط على أهمية الفوز على بلجيكا بهدفين في بطولة كأس العالم المقامة حاليا في قطر، واصفا خصمنا بـ«الشياطين الحمر».

حمل المنتخب البلجيكي هذا اللقب، منذ زمان، لكنه لقب شؤم في حياته الكروية. وتعود قصة ارتباط لقب «الشياطين الحمر» بأبناء بروكسيل إلى عام 1906، أي بعد عامين من تأسيس الاتحاد الكروي البلجيكي، عندما اختار المدرب «بيير فالكير» هذا اللقب وأطلقه على الفريق، لاعتقاده أن مثل هذه التسمية قد تكون مفيدة للاعبين ومرعبة للخصوم، وستنعكس إيجابيا على مستويات لاعبيه وأدائهم فوق المستطيل الأخضر.

لكن بعد إطلاق هذا الاسم المستعار على المنتخب البلجيكي، عجز عن تحقيق أي مشاركة في المونديال لمدة أربعة وعشرين عاما، وعندما تأتى له شرف المشاركة بعد طول انحباس كروي سيودع المنافسات من الدور الأول، مع الشكر على أجر المشاركة.

كان على الشياطين أن ينتظروا حتى نسخة 1982 ليصلوا إلى دور الثمانية ومنذ ذلك الحين بدأ الشياطين يتطلعون لمراتب أفضل، بعد أن تقاسمت معهم هذا اللقب فرق أخرى أبرزها مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي لم يكتف فقط بحمل اسم مستعار بل قرر، في عام 1973، تغيير شعاره ليشمل رسميا صورة الشيطان الأحمر وهو يحمل رمحا ثلاثي الرؤوس.

اعتدنا أن نعدم الشياطين ونرجمهم بكل ما تراكم على أكتافنا من ذنوب، وبكل ما اقترفناه من صنوف الخذلان، أثناء فريضة الحج في لحظة رجم بالحجارة ونحن سعداء بهزم هذا الشيطان الرجيم. أمام شياطين بلجيكا كان الرشق بالتسديدات القوية بالأقدام والإقدام، كان شعارنا «اهزم الشيطان وافرح في الكورنيش».

في مواجهة شياطين بلجيكا كان للحصى وقع آخر، كان بحجم العزيمة وقوة الطموح، لكن من هو المارد الذي روض الشياطين وعطل ضربات قرونهم وحولهم إلى رخويات؟ من أين تأتي شياطين خططك أيها المدرب؟

لقد اعتقلت قائد شياطين أوروبا، وعطلت تحركات إبليسهم بإبقاء الأصفاد في يديه وساقيه وتمديد فترة سجنه طيلة المباراة وقبل أن يطل علينا شهر رمضان، فجنبتنا سيئات أعماله. سيتحسر شياطين بلجيكا على زمن تسيدوا فيه عالم الكرة وباعوا في المزاد خيرة شياطينهم الواعدة لكبريات الأندية العالمية، وباعونا أيضا مدربا قيل لنا إنه صانع «أباليس» الكرة اسمه إيريك غيريتس، وفي أول جلسة تفاوض، وافق رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري على بنود عقد دسم، ومع مرور الوقت ساءت نتائج المنتخب فاستعادت الجامعة بالله من الشيطان الرجيم وطردته خارج المنتخب الوطني.

فطنت جامعتنا لسر شياطين بلجيكا، فوضعت ثقتها في مدربين مغاربة درسوا أصول علم الكرة في جامعة الشياطين الحمر ببروكسيل، فكان عبد الخالق اللوزاني ومصطفى مديح وعبد القادر يومير وغيرهم من خريجي المدرسة البلجيكية من خيرة مدربي الأندية والمنتخبات الوطنية.

اليوم لا يهتم المغاربة بتأخر الأمطار، بقدر ما يغضبهم تأخر الناخب الوطني في إجراء تغيير في تشكيلة المنتخب، لا يبالون بالتعديلات الحكومية بقدر ما ينتفضون حين تكون الحاجة ماسة لتعديل اضطراري في الخطة والتكتيك.. فالكرة وحدها قادرة على أن تحول وقفة احتجاجية حاشدة إلى تجمع للانتشاء بفوز المنتخب الوطني، تنوب فيه الأعلام الوطنية وقمصان المنتخب عن لافتات الغضب.

في ملاعب الكرة فقط يمكن أن يتحول مدرب عالمي إلى شيطان أخرس ونجم محترف إلى لاعب أعمى.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى