فضاء مميز للاصطياف ببرنامج للتحسيس ومكتبة شاطئية وأنشطة متنوعة
يتمتع المغرب بسحر طبيعي مدهش، حيث يضم العديد من الشواطئ الخلابة التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم، ومن بين هذه الوجهات الساحلية الجميلة يأتي شاطئ الداهومي نواحي مدينة بوزنيقة، ليأسر قلوب زواره بجماله الفريد وميزاته الساحرة.
موقع وجمال الشاطئ الذي يقع على بعد حوالي 20 كيلومترا جنوب مدينة بوزنيقة، جعلا منه واحدة من أكثر الوجهات الشاطئية الرائعة في المنطقة، يتميز بشاطئ رملي طويل يمتد على مسافة تقارب الكيلومترين، ومياهه الصافية والزرقاء التي تجعله ملاذًا مثاليا للاسترخاء وقضاء أوقات ممتعة.
ويعتبر شاطئ الداهومي وجهة مثالية لمحبي الأنشطة البحرية والمائية، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالسباحة في المياه الدافئة والانغماس في أمواجها اللطيفة، كما يمكنك ركوب الأمواج وركوب الزوارق الشراعية للاستمتاع بالرياضات المائية المثيرة، بالإضافة إلى ذلك يمكن للزوار الاسترخاء على الشاطئ، والتمتع بأشعة الشمس الدافئة، والمشاهدة المدهشة لغروب الشمس فوق البحر.
كما يبقى شاطئ الداهومي في بوزنيقة واحدة من الوجهات الساحلية الرائعة التي يجب زيارتها لمحبي الطبيعة والبحر، حيث يتمتع بجمال طبيعي مدهش، ويقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة والمرافق لإسعاد الزوار، إنه مكان مثالي للاسترخاء والاستمتاع بأجواء البحر وجمال الطبيعة المحيطة.
إعداد: النعمان اليعلاوي
فضاء للاستمتاع والتوعية
خلال الموسم الثالث والعشرين للشواطئ النظيفة، عمل البرنامج الرئيسي لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، برئاسة الأميرة لالة حسناء للموسم الثالث والعشرين، على مواكبة 106 شواطئ، 28 منها تحمل علامة اللواء الأزرق، كي توفر للمصطافين فضاء نظيفا ومجهزا وآمنا ونشيطا، حيث يستفيد هذه السنة أكثر من مائة شاطئ، معظمها من التي يتردد عليها جمهور غفير، من هذه العملية الضرورية لنظافة الساحل وحمايته. وتتعبأ 68 جماعة محلية مدعومة بسلطتها الوصية، المديرية العامة للجماعات الترابية والإدارات المعنية، بتدبير الساحل، و26 شريكا اقتصاديا وما يفوق مائة جمعية محلية، خلال ما يقارب الثلاثة أشهر، لتحسيس وتربية المصطافين، والسهر على جودة مياه السباحة والرمال، وتجهيز الشواطئ وضمان الأمن والتغطية الصحية والحرص على احترام النظام والانضباط للقوانين.
وتعرف هذه السنة عملية «شواطئ نظيفة» عودة الجامعة الوطنية للكشفية المغربية، الشريك التاريخي لمخيمات الاصطياف التي تديرها وزارة الشباب والثقافة والتواصل. كما ستفتح مكتبات رائدة في خمسة شواطئ، بتنسيق مع الوزارة نفسها، لنشر التربية على التنمية المستدامة. وستقوم جمعيات الغطس على غرار سنة 2021 بعملية توعية الإنسان- والمحيط، لجمع النفايات البلاستيكية في أعماق البحر.
كما تتم توعية الأطفال بمضار البلاستيك على الشواطئ في إطار عملية «بحر بلا بلاستيك». وبمناسبة كل فصل صيف منذ ثلاث سنوات، سوف يدركون ما هو حجم النفايات البلاستيكية على الشاطئ، بل وفي أعماق البحر أيضا، فبالنسبة إلى مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة يمثل تدفق أعداد كبيرة من المواطنين على الساحل فرصة للقيام بعمل مهم للتوعية والتثقيف لحماية المحيطات، التي يعد دورها في تنظيم المناخ أمرا أساسيا، حيث جعلت الأمم المتحدة من الحفاظ عليها الهدف 14 للتنمية المستدامة.
الداهومي.. نحو شراكة مميزة
منذ انطلاق عملية التدبير المشترك للشواطئ في إطار الشراكة بين مؤسسة الحسن الثاني لحماية البيئة ومؤسسات القطاعين الخاص والعام، شكلت الشراكة بين المؤسسة ومؤسسة بريد المغرب على مستوى شاطئ الداهومي بمدينة بوزنيقة، محطة نوعية جعلت من المنطقة الشاطئية تجربة نموذجية للتدبير وتنشيط الشواطئ من طرف الشركاء الاقتصاديين، حيث عمل بريد المغرب سنويا، منذ انطلاق البرنامج الوطني «شواطئ نظيفة»، على رعاية حملة «لنجعل شواطئنا نظيفة»، في إطار الاتفاقية ثلاثية الأطراف الموقعة بين مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة وجماعة بوزنيقة وبريد المغرب، التي تخص حملة شواطئ نظيفة.
وفي هذا السياق، تجندت مؤسسة بريد المغرب للمساعدة في جعل شاطئ «الداهومي» نظيفا ومجهزا وآمنا وحيويا من أجل رفاهية المصطافين، حيث إن المؤسسة هي الشريك التجاري لمؤسسة الحسن الثاني لحماية البيئة والجماعة المحلية لبوزنيقة، وهي المعنية بعملية تنشيط الشاطئ، وفق البرنامج السنوي الذي وضعته مؤسسة الحسن الثاني لحماية البيئة، حيث ترتكز عملية التنشيط على الالتزام ببرنامج يترجم التوجه العام الذي رسمته المؤسسة، وهو المرتبط بقيمة «بحر بلا بلاستيك» التي أطلقتها المؤسسة خلال السنتين الماضيتين ويمتد لعشر سنوات (2020- 2030)، وتترجمها الأنشطة الترفيهية والتوعوية في الشاطئ، والتي تتجسد في القرية الترفيهية.
قرية إيكولوجية ترفيهية
لقد عملت مؤسسة بريد المغرب باعتبارها الشريك التجاري في شاطئ الداهومي، وفق برنامج مدقق يرتكز على التنشيط والتوعية، مع احترام المعايير البيئية والفضاء النظيف، ولهذا الغرض حسب المسؤول في المؤسسة، تم إطلاق القرية التنشيطية وهي التي تتكون من ثلاثة مراكز «أكشاك خشبية»، حيث تم تخصيص كل مركز من القرية لنشاط محدد، وذلك وفق سلسلة متراصة تنطلق بالتوعية، ثم التدوير، ثم التنشيط، وبين كل هذا تشكل مكتبة الشاطئ، والتي تضم تشكيلة متنوعة من الكتب.
وإلى جانب فضاء مكتبة الشاطئ، يشكل ورش التوعية عنصرا مهما من عناصر القرية الترفيهية بشاطئ الداهومي، حيث قال المسؤول الإداري ببريد المغرب إن «دفتر التحملات الذي وقعته المؤسسة مع مؤسسة الحسن الثاني لحماية البيئة، ينص على توفير مكتبة شاطئية إلى جانب فضاء للتحسيس والتوعية وفضاء آخر لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية، تماشيا مع الحملة التي كانت قد أطلقتها المؤسسة»، مبرزا أن هذه الفضاءات تتمثل في أكشاك إيكولوجية مرفقة بلافتات ومطويات توعوية، كما تم تزويد هذه الأكشاك الثلاثة (المكتبة الشاطئية، فضاء التوعية، وفضاء التدوير) بالطاقة الشمسية.
برنامج يومي.. نظافة مستمرة
إن الاشتغال في شاطئ الداهومي، يقول المسؤول بمؤسسة الداهومي، يتم عبر إطار برنامج يومي للتنشيط والنظافة، حيث يتم استقبال الأسر والأبناء في داخل القرية التنشيطية، كما يتم تنظيم دوريات رياضية على امتداد الأسبوع من خلال توفير ملعبين لكرة القدم الشاطئية وكرة الطائرة الشاطئية، وهو المحور الذي تم تكليف منشط رياضي خاص به، كما يتم تنظيم مسابقات خاصة في الرسم والتلوين بالنسبة إلى الأطفال الصغار، زيادة على مسابقات السباحة والتي يشرف عليها أيضا معلمو سباحة تابعون لشركة التنشيط التي تم التعاقد معها لهذا الغرض.
وإلى جانب العنصر المرتبط بالتنشيط، عملت المؤسسة على توفير وسائل الراحة من قبيل الشمسيات المجانية، والمرافق الصحية الضرورية، كما تم التعاقد مع ممرضة من أجل تقديم الإسعافات الأولية وتوفير (أبراج المراقبة) الخاصة بالمنقذين السباحين، وأيضا التعاقد مع الجمعية المعنية من أجل توفير النظافة الدائمة بالشاطئ، من خلال جولات على امتداد اليوم لتجميع النفايات، وإعادة تدوير النفايات البلاستيكية منها. كما تسهر مؤسسة بريد المغرب على توفير جميع التجهيزات الضرورية للفرق المشتغلة بالشاطئ. وحسب المسؤول في المؤسسة، فيستفيد حوالي 3500 مواطن خلال الشهر الأول من بداية موسم الاصطياف، كما تم تجميع حوالي 130 كيلوغراما من النفايات البلاستيكية التي تم تدويرها.
لحسن أيت ناصر: استحضرنا البعد البيئي خلال إعداد ورشات التوعية والتحسيس
رئيس جمعية أصدقاء البيئة بإقليم بنسليمان
– ما هو الإطار الذي تشتغلون فيه بشاطئ الداهومي هذه السنة؟
تجب الإشارة إلى أن وجودنا في شاطئ الداهومي يرجع إلى شراكة مع مؤسسة بريد المغرب ومؤسسة خاصة للتنشيط، وذلك في إطار دفتر تحملات يهم تنشيط وتسيير الشاطئ موقع بين مؤسسة بريد المغرب ومؤسسة الحسن الثاني للبيئة، في إطار برنامج مؤسسة الحسن الثاني للبيئة. كما أن المجتمع المدني بالمنطقة يدعم مشاركتنا إلى جانب مؤسسة بريد المغرب في تدبير وتنشيط شاطئ الداهومي، ويأتي هذا أيضا في إطار انفتاح مؤسسة بريد المغرب على الجمعيات، وإشراك هذه الجمعيات في عملية تدبير الشاطئ، وهو الأمر الذي نص عليه الاتفاق الموقع بين مؤسسة بريد المغرب ومؤسسة الحسن الثاني لحماية البيئة، حيث إن بريد المغرب سيعمل على توفير الإمكانات المادية واللوجيستيكية من أجل قيامنا بعملنا في المساهمة والمشاركة على امتداد فصل الصيف (90 يوما)، بغية التنشيط وتقديم الورشات الثلاث في الشاطئ، وهي الورشات التي أكدت عليها مؤسسة الحسن الثاني لحماية البيئة.
للإشارة فإن بريد المغرب ومؤسسة الحسن الثاني لحماية البيئة قد أوصيا، وكان هذا ضمن الورشات التي تم تنظيمها، قبل أشهر، استعدادا لهذه الفترة، بالتركيز أكثر على جانب التحسيس والتوعية، وهذه ربما الميزة التي يمتاز بها شاطئ الداهومي بشكل استثنائي، حيث إنه ومن خلال تجاربنا في عمليات تدبير شواطئ أخرى، نلحظ أن جانب التنشيط قد يطغى عليه عنصر التوعية والتحسيس، وهو الذي يكون أيضا حاضرا، غير أنه وفي شاطئ الداهومي نجد أن عنصر التوعية والتحسيس أكثر حضورا، وهو الغالب في عملية تدبير والإشراف على هذا الشاطئ، حيث تم استحضار البعد البيئي من الأساس في إعداد الورشات من خلال توفير ما أمكن التجهيزات بمواد إيكولوجية، وتسيير قرية التنشيط بالطاقة الشمسية.
– ماذا بخصوص وعي المصطافين بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية؟
إنه يجب التأكيد على أن من الميزات التي يمتاز بها شاطئ الداهومي، النوعية الخاصة لزوار الشاطئ من المواطنين المغاربة أو أبناء الجالية المغربية المقيمين بالخارج، وذلك على اعتبار أن الشاطئ يبعد عن مدينة بوزنيقة بحوالي 20 كيلومترا، كما أن وسائل النقل العمومية به شبه منعدمة، وبالتالي فإن النسبة الكبيرة من زوار هذا الشاطئ هي من العائلات الباحثة عن الاستجمام بعيدا عن صخب المدينة، ومن الزوار الأوفياء لهذا الشاطئ، حيث تأتي عائلات من مدينة بوزنيقة والمحمدية والدار البيضاء وأيضا الرباط. وأعتبر أن هذه ميزة خاصة يمتاز بها الشاطئ، وعملنا نحن في الجمعية يقتصر على تنزيل دفتر التحملات الذي يوصي بإشراك المجتمع المدني المحلي، وتوفير فرص الشغل لأبناء المنطقة، دون إغفال فتح الباب للأطر على الصعيد الوطني، والكل يهدف إلى توفير شاطئ نظيف ومستدام. وقد أجمل القول إن الشركاء والفاعلين، بالأساس مؤسسة الحسن الثاني لحماية البيئة ومؤسسة بريد المغرب، قد نجحتا في تحقيق هذه الغاية، حيث إن تجربة شاطئ الداهومي تجربة فريدة من نوعها، وعملنا نحن في إطار الجمعية نشتغل على مواكبة هذا المشروع من خلال أربعة عناصر ومشرف عام ومكلف بالرياضة البحرية، بالإضافة إلى الممرضة المكلفة بالعلاجات الأولية، وكلها عناصر تشتغل في الشاطئ طيلة الأشهر الثلاثة لفترة الصيف، من خلال التنشيط والمواكبة.
مؤطر…
«بحر بلا بلاستيك».. مؤسسة الحسن الثاني لحماية البيئة في واجهة العمل البيئي
خلال موسم الاصطياف لهذه السنة (2023)، أطلقت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، برئاسة الأميرة لالة حسناء، الدورة الرابعة من عملية «بحر بلا بلاستيك»، موضحة أن «هذه الحملة التحسيسية حول تلوث المحيطات تندرج في إطار الموسم الرابع والعشرين من برنامج شواطئ نظيفة، البرنامج الرئيسي للمؤسسة، والذي يشمل هذه السنة 109 شواطئ، 27 منها تحمل اللواء الأزرق»، وأنه «لتوفير فضاء نظيف ومجهز وآمن وحيوي للمصطافين، ستتم مواكبة هذه الشواطئ من لدن المؤسسة، والمديرية العامة للجماعات الترابية. وبالنسبة إلى 67 منها، ستستفيد من مساهمة ومواكبة 26 شريكا اقتصاديا، يوفرون موارد مادية وبشرية إضافية».
وأشارت المؤسسة إلى أنها «ملتزمة بشدة بحماية البحار والمحيطات»، حيث انضمت إلى عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة، والذي يتمثل أول تحدياته العشرة في فهم التلوث البحري ومكافحته، فيما سُجلت عملية «بحر بلا بلاستيك» كنشاط من أنشطة هذا العقد، وحصلت على جائزة الممارسات الفضلى بشواطئ اللواء الأزرق في العالم، مؤكدة أن «النشاط الرئيسي لا يزال عملية «بحر بلا بلاستيك»، التي رفعت من سقف تحديات سنة 2023 بالمقارنة مع السنة الماضية، من أجل تخفيض النفايات البلاستيكية بمقدار 10 أطنان على الأقل لكل شاطئ، لتنفيذ ما لا يقل عن 40 ألف إجراء للتوعية البيئية، وتحسيس حوالي مليوني شاب، وإعادة تدوير جميع النفايات البلاستيكية التي تم جمعها».
وقد نظمت المؤسسة، في 18 ماي الماضي، ورشة عمل شارك فيها جميع شركائها الاقتصاديين والجماعات الساحلية في البناء المشترك لخريطة الطريق وتنسيقها وتعبئة جميع الجهات الفاعلة التي ستسهم في نجاحها، على أن يتواصل تنظيم أنشطة تحسيسية لفائدة تلاميذ برامج المدارس الإيكولوجية، والمراسلين الشباب من أجل البيئة والمشرفين عليهم، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حيث سيتم تنسيق هذه الأنشطة مع حوالي 20 جمعية غوص محترفة ستقوم بعمليات تنظيف قاع البحر في 24 شاطئا، لتكون بمثابة أساس لورش التوعية والتحسيس وإعادة التدوير، ومعارض للشباك المعلقة المعاد تدويرها، بالإضافة إلى توعية وتحسيس أطفال المخيمات الصيفية التابعة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، وتعبئة الجامعة الوطنية للكشفية المغربية. وأخيرا، سيتم إنشاء مكتبات على بعض الشواطئ.