طانطان: محمد سليماني
دخلت موانئ الأقاليم الجنوبية حالة شلل اضطراري، وذلك عقب دخول قرار توقيف صيد سمك السردين مرحلة الراحة البيولوجية لمدة 45 يوما، ابتداء من أول أمس الاثنين.
واستنادا إلى المعطيات، فقد خفت الحركة في عدد من موانئ الصيد البحري بالأقاليم الجنوبية، حيث تراصت سفن صيد السردين على أرصفة الموانئ، وذلك لاستغلال فترة التوقف في عمليات الإصلاحات، فيما غادرت سفن أخرى نحو مصيدة الأخطبوط، والتي تم تعليق فترة راحتها البيولوجية ابتداء من فاتح يناير الجاري.
وجاء اعتماد فترة راحة بيولوجية لأسماك السردين، بعدما قدم، قبل أسابيع، المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري خلال اجتماع بالرباط أمام مهنيي القطاع، معطيات صادمة بخصوص وضعية مصيدة الأسماك السطحية، حيث أكدت الأبحاث التي قام بها المعهد، تراجع مخزون الأسماك السطحية بنسبة 36 في المائة، ما يعني ضرورة التدخل العاجل، واتخاذ إجراءات صارمة لحماية الثروة السمكية، وفسح المجال أمامها للتكاثر بشكل طبيعي، دون استنزاف. كما أن عددا من المهنيين والبحارة قد اكتشفوا أخيرا خلال رحلات صيد وجودا كبيرا للأسماك الصغيرة التي تعلق بالشباك، وهو مؤشر على أن المنطقة تعرف في الفترة الراهنة توالد الأسماك، وبالتالي فمن الضروري التوقف عن مواصلة عمليات الصيد الساحلي في الفترة الحالية، من خلال اعتماد فترة راحة بيولوجية لمنح الفرصة لهذه الأسماك بالتكاثر بشكل طبيعي، دون استنزافها عبر عمليات صيد مكثفة.
وتقرر اعتماد فترة راحة بيولوجية لمدة شهر ونصف الشهر بالسواحل الممتدة إلى حدود شمال طرفاية، واعتماد الإجراء نفسه للفترة ذاتها بالسواحل البحرية الممتدة من بوجدور إلى الداخلة، فيما تم إقرار مدة شهر واحد كراحة بيولوجية بالسواحل البحرية شمال بوجدور.
وأصدرت الوزارة الوصية بهذا الخصوص ثلاثة مقررات وزارية لتنظيم فترة الراحة البيولوجية بالنسبة إلى الأسماك السطحية، حيث نص القرار 2/23 على حظر صيد الأسماك السطحية الصغيرة بمنطقتين بسواحل آسفي طيلة شهر يناير الحالي، أما القرار رقم 3/23، فقد اعتمد فترة راحة بيولوجية بالمصيدة الأطلسية الوسطى من المنطقة «تغناج» إلى حدود كاب بوجدور طيلة الشهر الجاري، فيما نص القرار 4/33 على اعتماد فترة راحة بيولوجية لمدة شهر ونصف الشهر بمصيدة الأسماك السطحية الصغيرة الأطلسية الجنوبية من كاب بوجدور إلى الكاب الأبيض، من فاتح يناير الجاري إلى منتصف فبراير المقبل.
وكانت الوزارة الوصية اعتمدت فترة راحة بيولوجية للأسماك السطحية خلال السنة الماضية مدتها 31 يوما كاملا على طول السواحل الوطنية، وذلك لحماية هذا المخزون من الاستنزاف.