شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةتقارير

شكرا قطر.. شكرا المغرب

أسدل الستار على نسخة مونديال قطر 2022، والأكيد أن هذه النسخة من كأس العالم لم تضاهها أي نسخة سابقة، وربما لن تضاهيها أي نسخة قادمة من البطولة. وبغض النظر عن الإمكانيات الضخمة والأموال الكثيرة التي وفرتها الدوحة لإنجاح هذا المونديال، فإن ما تحقق للعرب والمسلمين من مكاسب رمزية وثقافية وإعلامية وتسويقية يتجاوز بكثير ما تم صرفه من أموال، ويفوق عقودا من المجهودات التي تحققت في شهر من التباري.

مقالات ذات صلة

في هاته النسخة الكروية الكونية رفع القطريون السقف عاليا وأتعبوا من سينظم بعدهم، البطولة الأعظم، والأكبر والأغلى والأثمن لشعوب العالم. فلم يكن العالم ونجوم كرة القدم يتخيلون أن يلعبوا نسخة من كأس العالم على ملاعب عربية أفضل بكثير مما اعتادوا اللعب فيها، لم تكن دول أوروبية تشعر بالتعالي الكاذب، تعتقد أن دولة صغيرة لها القدرة على استيعاب مئات الآلاف من الجماهير، مع ضمان إقامتهم وتغذيتهم وأمنهم ونقلهم، دون أن تسجل حالة واحدة تؤثر على نجاح تنظيمها.

والحقيقة التي رسختها هذه النسخة أنه كان مونديال العرب بامتياز، حيث رفعت فيه دولة قطر رأس العروبة عاليا، بفضل نجاح تنظيمها الخالي من الهفوات والأخطاء، وتكلف المغرب بحماية كبرياء وأنفة العرب التي ربما تم نسيانها، على مستوى رقعة الملعب بدخوله المربع الذهبي.

لذلك في مونديال قطر لم يعد لأحد التقليل من شأن الدول العربية تنظيما وتنافسا، فقد أصبح العرب جزءا من المنظومة الكروية التي ظلت لعقود حكرا على القارتين الأوروبية والأمريكية، ولذلك أصبحت للدول العربية ابتداء من نسخة دوحة الخير وزنها الرياضي، فلا يمكن التلاعب بوجودها أو التشكيك في قدرتها في التنظيم والتنافس، بعدما حققته قطر والمغرب اللذان أسسا لشخصية رياضية عالمية تحترمها وتهابها كل دول العالم. وأكدا كل من جهته، أننا كعرب نستطيع أن ننجز ما ينجزه الآخرون، بل أفضل من كل الآخرين بملايين السنين الضوئية، ونحن قادرون على تحقيق حلم الفوز بالمونديال، إذا سادت النزاهة وتكافؤ الفرص.

شكرا لقطر على تنظيمها الباهر الذي أغلق كل الأفواه وأخرس كل الألسنة، شكرا للمغرب الذي أوصل رسالة بسيطة، لكنها دالة، مفادها أن المستحيل ليس مغربيا الآن وفي المستقبل.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى