برشيد: مصطفى عفيف
لازال سكان دوار المعيز بمنطقة أولاد صباح بإقليم برشيد، ومعهم العشرات من أصحاب الأراضي الفلاحية بالمنطقة القريبة من محطة تصفية المياه العادمة لمدينة الكارة، يعانون من خطر المياه المتسربة من محطة التصفية عبر الآبار القريبة والتي كان أغلب السكان يعتمدون عليها من أجل الحصول على مياه للشرب والأعمال المنزلية، وكذا بسبب الروائح المنبعثة من المحطة المذكورة.
وعبر عدد من قاطني التجمعات السكنية وفلاحون بالمنطقة عن غضبهم إزاء الوضع البيئي المقلق الذي تعرفه المنطقة بسبب تغير طعم ولون مياه الآبار التي يستعملونها في الشرب وكذا بسبب الروائح التي تنبعث من تلك الآبار، بالإضافة إلى انتشار كل أنواع الحشرات (الناموس والذباب)، وهي الحشرات التي تتسبب في قلق لهم ولأطفالهم.
وحملت الساكنة المتضررة مسؤولية الكارثة البيئية للمجلس الجماعي الكارة ومسؤولي التطهير السائل باعتبار محطة التصفية خاضعة لمسؤوليتهم، مشيرين إلى أن تردي جودة المياه الجوفية التي يتم جلبها من الآبار كان قد عجل، في وقت سابق، بقيام غرفة الفلاحة بإجراء عدد من التحاليل المخبرية التي تم خلالها أخذ عينات من 22 بئرا من أصل 500 متواجدة بالمنطقة، أسفرت نتائجها عن تواجد بعض المواد العضوية بالمياه التي قد تسبب أمراضا خطيرة للسكان، من بينها السرطان.
كما دقت فعاليات المنطقة ناقوس الخطر بسبب إقدام بعض الفلاحين على سقي أراضيهم الفلاحية باستعمال المياه العادمة المتسربة من محطة التصفية. هذه الوضعية تتكرر كل سنة، في غياب أي رادع من الجهات المختصة للحد من هذه الكارثة التي باتت تهدد المنتجات الغذائية، من خلال لحوم الأبقار والمواشي وكذا الحليب ومشتقاته نتيجة تناول الأبقار والمواشي تلك الأعلاف المسقية بمئات الأمتار المكعبة من المياه المشبعة بالمواد الكيماوية الخطيرة، بحيث أصبح الأمر عاديا بالنسبة لعدد من الفلاحين، خاصة أصحاب الاراضي القريبة من المحطة.
وطالب السكان أنفسهم بتدخل عامل إقليم برشيد وتشكيل لجنة إقليمية لتقييم حجم الأضرار التي تتسبب فيها محطة معالجة المياه العادمة بالكارة، وإيجاد حلول عاجلة لإنقاذ الإنسان والماشية والفلاحة من الخطر البيئي.