شهدت مدن فرنسية اندلاع أعمال عنف خطيرة واشتباكات بين الآلاف من المشجعين المغاربة والفرنسيين، بعد نهاية المباراة التي جمعت بين “أسود الأطلس” ومنتخب فرنسا، بفوز الأخير بهدفين لصفر في نصف نهائي كأس العالم.
وكشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن اشتباكات عنيفة حدثت بمدينة مونبوليي بين مشجعين مغاربة وفرنسيين، انتهت بمقتل صبي لا يتجاوز عمره 14 سنة، كان ضمن المجموعة التي تحمل الأعلام المغربية، إذ دهسته سيارة بيضاء اللون ولاذ صاحبها بالفرار.
وتراشق الجانبان بالحجارة والشهب النارية والقارورات وتم إضرام النار وسط الشارع الذي كان مسرحا للمواجهات، قبل أن تتدخل قوات الأمن لإعادة الأمور إلى نصابها.
وكشفت الصحيفة ذاتها أن شرطة باريس أوقفت مجموعة تتكون من 40 شخصا ينتمون إلى اليمين المتطرف، كانوا مسلحين ومتجهين إلى شارع “Les Champs Elysées”.
وكشفت مصادر أمنية لصحيفة “لوفيغارو” أن الشرطة تدخلت في الدائرة السابعة عشرة لإيقاف هؤلاء المتطرفين، وأن معظمهم معروف لدى السلطات الأمنية بالانتماء إلى مجموعة يمينية متطرفة.
وأوقفت شرطة باريس مساء أمس الأربعاء 115 شخصا في المجموع بسبب تورطهم في ارتكاب أعمال شغب بعد مباراة المنتخبين المغربي والفرنسي، وذلك إلى حدود الساعة الواحدة من صباح الخميس.
وامتدت المواجهات بين المشجعين إلى شوارع مدينة نيس، إذ أوردت تقارير صحفية فرنسية أن أشخاصا يرتدون أقنعة طاردوا المئات من المشجعين المغاربة، ورفعوا شعارات عنصرية من قبيل “ارحلوا من بلادنا”، وتلفظوا بشتائم وألفاظ مسيئة للعرب والمسلمين.
واستغلت المجموعات اليمينية المتطرفة مباراة المغرب وفرنسا لنشر مجموعة من الرسائل العنصرية والمسيئة للمغاربة والجاليات العربية والإفريقية الموجودة بفرنسا.
وأظهرت قناة “فرانس 3” في تقرير لها توقيف الشرطة بمدينة ليون لسبعة أشخاص جلهم ينتمي إلى اليمين المتطرف، مبرزة أنهم قاموا باستفزاز مشجعين مغاربة عقب نهاية المباراة، وأشارت إلى أن أشخاصا يرتدون أقنعة سوداء حاولوا افتعال أعمال عنف قبل وبعد المباراة.
واضطرت الشرطة بشارع الجمهورية بمدينة ليون إلى إطلاق غازات مسيلة للدموع لتفريق الحشود، والأمر ذاته بمونبوليي ونيس.
رضى زروق