تتواصل أحداث الشغب الرياضي بالرباط وسلا، وتتواصل معها حملة الاعتقالات في صفوف مشجعين محسوبين على أندية كروية. فبعد اعتقال 11 شخصا بينهم ستة قاصرين، بحر الأسبوع الماضي، على خلفية أحداث شغب خطيرة شهدتها بعض أحياء سلا، تسبب فيها بعض المنتمين لفصيل «الإلترات»، عادت جماهير العدوتين لتروع شوارع العاصمة الرباط، بعد نهاية مباراة الجيش الملكي والفتح الرباطي برسم الدورة الماضية من البطولة الاحترافية بالمغرب.
وتحدثت مصادر خاصة بـ«الأخبار» عن مظاهر فوضى غير مسبوقة رافقت نهاية مباراة «الديربي» الرباطي الذي جمع بين فريقي الفتح الرباطي والجيش الملكي، حيث عمد متهورون إلى تنفيذ اعتداءات خطيرة في حق عناصر الأمن والقوات العمومية، فضلا عن تكسير وتخريب ممتلكات وسيارات المواطنين والسيارات الوظيفية لمصالح الشرطة، باستعمال الرشق بالحجارة، قبل أن تتمكن عناصر الأمن وقوات التدخل من إرجاع الهدوء إلى شوارع العاصمة المحيطة بالملعب، واعتقال العشرات في انتظار إيقاف متورطين آخرين شاركوا في أحداث الشغب الخطيرة.
وأوضح بلاغ رسمي صدر عن المديرية العامة للأمن الوطني وتوصلت «الأخبار» بنسخة منه، أن العمليات الأمنية التي باشرتها مختلف مصالح ولاية أمن الرباط على خلفية أحداث الشغب التي أعقبت مباراة كرة القدم التي جمعت بين فريقي الجيش الملكي والفتح الرياضي الرباطي، مساء السبت الماضي، أسفرت عن إيقاف 11 شخصا، وذلك للاشتباه في تورطهم في عمليات الرشق بالحجارة وإلحاق خسائر مادية وتخريب ممتلكات عمومية وخاصة، والعنف في حق موظفين عموميين أثناء مزاولتهم لمهامهم.
وأكد المصدر نفسه أن عمليات الرشق بالحجارة وأعمال الشغب خلفت تسجيل إصابات جسدية في صفوف القوات العمومية، حيث تعرض موظفا شرطة لجروح وإصابات بدنية، في حين طالت الخسائر المادية ثلاث سيارات، من بينها عربتان للأمن الوطني وسيارة خاصة.
وأضاف المصدر نفسه أنه تم الاحتفاظ بالأشخاص الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية على ذمة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، بينما لازالت العمليات الأمنية متواصلة لضبط باقي المتورطين في ارتكاب أعمال الشغب، وكذا رصد وتحديد كافة الخسائر المسجلة.
وأكد مصدر متتبع للشأن الكروي، تحدثت إليه «الأخبار»، أن السلطات القضائية والأمنية مطالبة بالضرب من حديد على كل المتهورين المحسوبين على مشجعي الأندية الكروية الذين يسعون إلى إفساد فرحة الجماهير المغربية بالعودة إلى مدرجات الملاعب الوطنية التي تشهد أجواء متفردة على المستويين العربي والإفريقي. وطالب المصدر نفسه جمعيات المجتمع المدني وفصائل «الإلترات» بالدخول على الخط من أجل تكثيف حملات التوعية والتأطير بتنسيق مع السلطات المحلية والمصالح المختصة من أجل الحفاظ على جاذبية البطولة الوطنية وتميزها، والحفاظ وتأمين ممتلكات المواطنين.