نعمان اليعلاوي – محمد وائل حربول
واصل المواطنون المغاربة، في عدد من الجهات والأقاليم، التعبير عن امتعاضهم وحنقهم من تجربة العدالة والتنمية في التسيير وتدبير الشأن العام، بعد ولايتين حكوميتين من ترؤس الحكومة، حيث قاموا، خلال نهاية الأسبوع الماضي، بالدخول في ملاسنات مع أعضاء من البيجيدي كانوا بصدد الترويج لحملتهم الانتخابية، وعلى رأسهم رئيس الحكومة والأمين العام للحزب، سعد الدين العثماني، ورئيس المجلس الوطني للحزب وعمدة مدينة فاس، إدريس الأزمي الإدريسي، والقيادي بالحزب وعمدة مدينة مكناس، عبد الله بوانو.
ورفع عدد من الغاضبين ضد الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية بالرباط شعار «ارحل» في وجه رئيس الحكومة، والأمين العام للحزب، سعد الدين العثماني، خلال الجولة الانتخابية التي نظمها الحزب أول أمس (السبت) بدائرة المحيط، ووجد العثماني نفسه محاصرا بعدد كبير من المواطنين الذين التفوا حوله و رفعوا في وجهه شعارات من قبيل «مادار والو امشي فحالو» و«ارحل»، في حين سارع العثماني ومرافقوه إلى المغادرة وسط هتافات الغاضبين، وقد ظهر العثماني، في مقاطع فيديو تداولها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتلقى عبارات السخط والغضب من طرف ساكنة الرباط الذين عبروا عن عدم رضاهم عن المرحلة التي كان يدبر بها زعيم «البيجيدي» الحكومة.
ورفع المواطنون بالشارع العام والعاملون بإحدى القيساريات التجارية «قسارية أيت باها»، بقلب العاصمة عبارات «ارحل.. ارحل.. سير بحالك»، في وجه العثماني وذلك أثناء تنقله في أزقة دائرة المحيط، التي زكى فيها الحزب العثماني وكيلا للائحة المحلية، وكادت الأوضاع أن تخرج عن السيطرة لولا انسحاب أعضاء الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية، ومغادرة المكان رفقة سعد الدين العثماني في اتجاه مقر الحزب بحي المحيط بالعاصمة، فيما انتقد المحتجون الذين واصلوا التجمهر، الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية، وقالوا إنهم يحتجون ضد العثماني وحزبه الذي يقود الحكومة بسبب القرارات «اللاشعبية» التي اتخذتها حكومته والتي تمس بالدرجة الأولى الفئات الهشة والطبقة المتوسطة.
في المقابل ندد حزب العدالة والتنمية بهجوم من وصفهم بـ«البلطجية محسوبين على أحد الأحزاب المنافسة على الحملة الانتخابية للأمين العام ووكيل لائحة الحزب للانتخابات التشريعية بدائرة الرباط المحيط، سعد الدين العثماني، مساء السبت»، وقال العدالة والتنمية، في بيان لكتابته الإقليمية بالرباط، إن «العثماني قام، مساء السبت، بجولة في شارع الحسن الثاني وبعض المراكز التجارية، رفقة مجموعة من مناضلي الحزب، فتعرض لهجوم منظم من طرف مجموعة من البلطجية المأجورة الذين حاولوا الاعتداء على مناضلي الحزب ومنهم من تعرض للتعنيف والسرقة التحرش باستعمال أساليب السب والقذف في حق مناضلينا»، واستنكر الحزب لجوء بعض خصومه السياسيين إلى أساليب العنف والبلطجة «أمام نجاحات الحملة الانتخابية التي يقودها الأخ الأمين العام ومناضلو الحزب على مستوى مدينة الرباط».
وبدوره، تعرض إدريس الأزمي الإدريسي، عمدة مدينة فاس، الذي كان مرفوقا بكل من محمد الحارثي نائبه الثالث والمرشح بدارة فاس الشمالية، وسعيد السرغيني وكيل لائحة البيجيدي بمقاطعة فاس المدينة، لموقف محرج خلال جولته بالمدينة العتيقة للعاصمة العلمية، من أجل الترويج لحملته الانتخابية، حيث قام مواطنون بالهتاف بشعارات «ارحل ارحل» في وجهه، متسائلين عن غيابه رفقة معاونيه لخمس سنوات.
وأضافت المصادر ذاتها أن المواطنين الفاسيين عبروا عن امتعاضهم من الخطوة المستفزة التي قام بها الأزمي رفقة معاونيه، مطالبينه بالرحيل فورا، لأنهم «عاشوا الويلات من جراء السياسة التي اتبعها في تدبيره للشأن المحلي بالمدينة»، خاصة بعد الأوضاع الاقتصادية الكارثية التي كانت قد عصفت بهم خلال سنة ونصف بسبب الجائحة، متسائلين «أين كان غائبا وفاس تئن تحت وضع اقتصادي خانق شرد عددا من العائلات»، قبل أن يدخلوا في اشتباكات بالأيدي مع معاونيه ليقرر الأزمي الانسحاب.
وبدوره تعرض، عبد الله بوانو، عمدة مدينة مكناس، إلى الطرد من قبل مواطنين بمدينته، خلال جولته الانتخابية، حيث أظهرت أشرطة فيديو موثقة قيام عدد من السكان بطرده بسبب فشله في تدبير الشأن المحلي للمدينة، قبل أن يدخل في مشادات كلامية كادت أن تتحول إلى تشابك بينه وبين أحد المواطنين بالأيدي، الذي اتهمه بالسرقة وغيرها من الكلمات التي وضعت القيادي في البيجيدي في موقف محرج، قبل أن يقرر هو الآخر الانسحاب.
ورد إدريس الأزمي الإدريسي، على ما وقع له من طرد، بالقول إنه يستنكر ما تعرضت له الحملة الانتخابية لحزبه، متهما من تعرض له ب«البلطجة عبر عرقلة الحملة الانتخابية وكيل الاتهامات للمشاركين فيها وابتزازهم، فضلا عن سرقة هواتف بعضهم»، مضيفا بالقول إن هذه «الشرذمة هدفها هو الابتزاز»، مشيرا إلى أن «حزبه هو حزب التواصل والقانون والمؤسسات، وليس حزب البلطجة والتهجم».