شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

شروط السلامة

يحيلنا ملف توالي حوادث الشغل الخطيرة بمشاريع ومقاولات خاصة وأوراش عمومية، على مشاكل واختلالات عدم احترام معايير وشروط الصحة والسلامة والوقاية من الأخطار، وغياب الثقافة المذكورة لدى بعض الشركات والمؤسسات وحتى لدى الفرد والمجتمع إلا في حالات استثنائية، علما أن الطبيعي هو الصرامة والانضباط في احترام شروط السلامة قبل العمل وانطلاق الأشغال.

هناك حوادث متكررة تقع بأوراش ومشاريع بعضها يؤدي إلى سقوط ضحايا والإصابة بعاهات مستديمة، ما يتطلب الالتزام بشروط السلامة وحماية الأرواح بالدرجة الأولى، وتضمين بنود الوقاية من الأخطار في التراخيص ودفاتر التحملات الخاصة بالمشاريع والاتفاقيات والصفقات العمومية، وأثناء تنفيذ أشغال الصيانة بالمرافق العمومية من قبل الجماعات الترابية.

لقد وُضعت قوانين شروط السلامة لاحترامها والعمل بها، وليس للاستئناس فقط أو كديكور، لأن الأمر يتعلق بحياة وسلامة اليد العاملة والناس بصفة عامة، لأنه حتى المارة معرضون لأخطار غياب السلامة في المشاريع العقارية وسقوط ألواح فولاذية وخشبية ومواد البناء والرافعات، ما يطرح جدل التتبع والمراقبة والصرامة في تسجيل الغرامات والمخالفات.

يجب إلزام كافة الشركات وأصحاب المشاريع باحترام شروط السلامة، والتعاقد مع مكاتب مختصة في المجال، والصرامة في إلزام العمال أيضا من قبل الجهات المشغلة بالعمل وفق برامج السلامة، مع التحقيق في كل حوادث الشغل لتحديد المسؤوليات وربطها بالمحاسبة، وضمان عدم تكرار نفس المشاكل والخروقات، رغم وجود القوانين التي تؤطر المجال.

بالدول المتقدمة هناك اهتمام كبير بشروط السلامة بالنسبة لعمال الأوراش وبالمؤسسات والصفقات العمومية، وتضمين الملف في المناهج التربوية، والتوعية والتحسيس بأهمية الحفاظ على سلامة الأشخاص بالدرجة الأولى، حيث يتم تدريب الأطفال وتلقينهم معاني السلامة وكيفية التعامل مع الحوادث الخطيرة وحتى الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وعواصف، ما يمنح فكرة مسبقة للأجيال حول التصرف الصحيح بدل التخبط والارتباك الذي يضاعف عدد الضحايا.

لا يمكن القبول باستمرار حوادث شغل مميتة وخطيرة، بسبب غياب أدنى معايير شروط الصحة والسلامة والوقاية من الأخطار، وصور العمال وهم معلقون بالعمارات بالشوارع دون أدنى شروط السلامة، وتهديد حياة المارة لغياب الشباك الذي يحمي واجهة العمارات التي تخضع للصيانة، وعمل عمال بأوراش وشركات ولجان التدخل دون وقاية وهم يواجهون أخطار الصعقات الكهربائية والاختناق والانهيارات، حيث ترتفع أصوات السخط والمطالبة بالتحقيق في احترام شروط السلامة عند تسجيل حوادث مميتة قبل الركون إلى النسيان والقبول بالأمر الواقع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى